زياد عيتاني عاد إلى الطريق الجديدة: ظُلمت... ولن أقرأ ما قيل عنّي

بيروت

عبد الرحمن عرابي

avata
عبد الرحمن عرابي
14 مارس 2018
219234A0-F71A-4F44-A6E8-FEA71F63EE15
+ الخط -
عاد الممثل والمسرحي زياد عيتاني إلى شغفه الأوّل سريعاً، وعادت بيروت وأحاديثها وناسها إلى صبحيته الأولى في منزل أهله في منطقة الطريق الجديدة التي غصت منذ ساعات صباح الأربعاء بالمُهنئين.

استيقظ الممثل على صوت قرع الباب عند الساعة السابعة، مع توالي وصول صدور الكنافة من محال الحلويات المشهورة في المنطقة، "حلوان" سلامته وخروجه من السجن بعد 109 أيام قضاها في السجن. اتُهم زياد بـ"العمالة والتخابر مع العدو الإسرائيلي"، قبل أن تُثبت التحقيقات فبركة التُهمة بالكامل، ويتم توقيف المُقدّم في قوى الأمن الداخلي سوزان الحاج والادعاء عليها بتهمة "الافتراء" على عيتاني في نفس الملف. 

افتقد المُمثل المسرحي الكثير من التفاصيل الحميمية في حياته خلال فترة السجن التي تنقّل فيها بين زنزانة جهاز أمن الدولة وسجن رومية المركزي، وزنازين فرع المعلومات في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. تحدّث زياد بلغة مسرحية وحكى لـ"العربي الجديد" عن ليلة النوم الأولى بعد الإفراج عنه. اشتاق للنوم في العتمة "لأنه لم يكن هناك مجال للنوم في العتم في السجن. دوما كان هناك ضوء أو كاميرا، وحتى في سجن رومية هناك ضوء صغير في الغرفة". شعر زياد بالغربة في السجن "لأن المكان لا يُشبهني فمكاني المسرح والشارع الذي نقلته إلى خشبة المسرح. أما السجن فهو بيئة لا تُشبهني، وقد أدركت كم أن الظلم بشع خلال فترة التوقيف". 

يروي عيتاني كيف أنه بكى أثناء التحقيق معه في مقر فرع المعلومات، وعندما سأله المُحقق عن سبب البكاء أجاب: "لقد اشتقت لبيروت". لا يُمانع الممُثل أن يبدو كلامه عن بيروت "كليشيه"، ويواصل الحديث بنفس اللهفة عن ارتباطه بالعاصمة اللبنانية كمسقط رأس ومحور العمل المسرحي الذي قدّمه طوال سنوات قبل توقيفه.

بين زحمة الضيوف وصل طارق، الحلاق، لحلاقة شعر زياد لأول مرة منذ توقيفه. "إنها صبحية عريس" قال الحلاق وهو يهذّب لحية زياد على شرفة المنزل. مرّر الحلاق مشطه على شعر زياد وهو يتحدث عن "تربية أبو رياض (والد زياد) الصالحة لأبنائه"، وعن "إيمان أهالي الطريق الجديدة ببراءة زياد من العمالة"، وكيف أن "لا شيء سيكفي للتعويض عن الظلم الذي لحق به". 

ولكن زياد مُتسامح مع من صدقوا التُهمة التي تمت فبركتها له، يقول لـ"العربي الجديد" إنه "لن يقرأ كُلّ ما كُتب ضدّه". ويضع نفسه في الموقع المُقابل: "كان مُمكنا أن أكون أنا في موقع المُتشنّج وأن أُطلق الأحكام على غيري". أما ما لا يقبله فهو ألا تتحقق العدالة الكاملة في ملفه "لأجل ابنتي". يريد زياد لابنته أن تعيش مرفوعة الرأس وأن تتيقن من براءة والدها. "أنا سأموت وقد يختلف الناس حولي، ولكنني أريد لابنتي أن تعيش وهي مؤمنة بهذا البلد"، يقول زياد قبل أن يعود إلى زواره ليتبادل معهم الحديث عن تاريخ بيروت، وعن أسوارها السبعة، وعن المقاومة اللبنانية والفلسطينية التي دافعت عن العاصمة عند كل اعتداء إسرائيلي على لبنان أو على فلسطين. وفي الخلفية يتردد صوت والدة زياد. تحمد الله على سلامة ابنها وعلى تلاحم أبنائها في هذه المحنة، وتترحم على والدهم. 


وماذا عن التحقيقات؟ وماذا عن تطورات القضية؟ يرفض زياد الخوض في أي من هذه المعلومات، لأسباب قانونية، في انتظار طي هذا الملفّ نهائياً وصدور القرار الظني يوم الإثنين المقبل. لكن ما يؤكده عيتاني وهو نفسه ما قاله فور خروجه من السجن عن الظلم الكبير الذي لحق به مؤكداً: "نعم تعرضت للتعذيب أثناء توقيفي".

 

دلالات

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون