خلص بحث نُشر في دورية طبية بريطانية إلى أن اللاجئين الفارين من الحرب والعنف والاضطهاد هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض نفسية مثل الفصام مقارنة بالمهاجرين لأسباب اقتصادية أو اجتماعية.
وقال البحث الذي نُشر في دورية (بي.إم.جيه)، إن ما توصل إليه الباحثون يشجع مسؤولي الرعاية الصحية في حكومات الدول التي تستقبل اللاجئين على وضع خطط تمكنهم من التعامل مع أعداد كبيرة من المرضى النفسيين.
والأزمات الإنسانية التي تشهدها أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى تعني أن أعداد النازحين وطالبي اللجوء على مستوى العالم تزيد عن أي وقت منذ الحرب العالمية الثانية.
واللاجئون هم أكثر عرضة لحالات نفسية منها اضطراب ما بعد الصدمة (بي.تي.إس.دي)، ومن أعراضه نوبات ذعر واستعادة للذكريات ويمكن أن يصبح المرضى في حالة نفسية هشة، لكن حتى الآن لا يعرف الكثير عن مخاطر مرض الذهان أو الهوس وهو اضطراب عقلي يتسم باختلال الصلة بالواقع أو انقطاعها.
واستخدم فريق من معهد كارولينسكا السويدي وجامعة كوليدج لندن البريطانية، البيانات الوطنية لدراسة أكثر من 1.3 مليون شخص في السويد وتتبع الباحثون الخلل النفسي بينهم.
وقال الباحثون إنه بالمقارنة بعدد السكان منحت السويد اللجوء لأعداد تفوق أي دولة متقدمة اقتصادياً، وفي عام 2011 شكل اللاجئون 12 في المائة من عدد المهاجرين.
وتلتقي الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الخميس، في بروكسل، لمحاولة وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مهم مع تركيا يثير مضمونه تحفظات كبيرة خصوصاً لدى قبرص.
ولن تبدأ هذه القمة الجديدة التي تستمر يومين في البحث في أزمة الهجرة، قبل مساء الخميس على عشاء عمل يتوقع أن يسوده التوتر بين القادة الأوروبيين المنقسمين.
ورأت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، الأربعاء، أنها ترى فرصة "أولى" لتسوية جماعية لأزمة الهجرة في إبرام اتفاق مع أنقرة، لكنها رفضت في الوقت نفسه الموافقة على كل مطالب تركيا.
وفي الوقت نفسه، ردت المفوضية الأوروبية على واحدة من أكثر النقاط إثارة للخلاف في هذه الخطة الأوروبية التركية، مستبعدة أي مشروع "لإبعاد جماعي" للمهاجرين إلى تركيا.
وقالت ميركل أمام مجلس النواب "خلال المجلس الأوروبي الخميس والجمعة في بروكسل، سنرى إن كنا سنتوصل إلى اتفاق يمنحنا للمرة الأولى فرصة حقيقية لحل دائم وأوروبي لمسألة اللاجئين". وأضافت أن الخطة قيد الدرس حالياً تقضي بوجود تحالف مع تركيا من أجل "تقاسم عبء" أزمة الهجرة.
من جهته، قال رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، مساء الأربعاء، إن "الهدف واضح وهو اتفاق مقبول من الدول الـ28 الأعضاء ومن قبل شركائنا الأتراك أيضاً". وتوسك مكلف من قبل دول الاتحاد التفاوض مع أنقرة.
وفوجئ الاتحاد الأوروبي الذي يسعى منذ أشهر للحصول على تعاون تركيا لوقف تدفق المهاجرين "بالاقتراح التركي" الجديد في السابع من مارس/آذار، عندما قالت أنقرة إنها أصبحت مستعدة لاستعادة كل المهاجرين الجدد الذين يصلون إلى الجزر اليونانية، بما في ذلك طالبو اللجوء.
وهذه الفكرة أثارت اهتمام الاتحاد الأوروبي الذي وصل إليه أكثر من 1.2 مليون لاجىء في 2015. لكن مضمون المشروع يطرح مشاكل عدة.
وينص مشروع الاتفاق على موافقة تركيا على أن تعيد إلى أراضيها اللاجئين السوريين الذين يحاولون التوجه إلى اليونان ثم إلى شمال أوروبا بطريقة غير شرعية، على أن يستقبل الأوروبيون على أساس "طوعي" عدداً مماثلاً من اللاجئين السوريين الذين ينتظرون في تركيا، في إطار آلية منظمة.
في المقابل، تطلب أنقرة تنازلات أوروبية كثيرة، منها إحياء المفاوضات المتعلقة بانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي وضمان حرية تنقل مواطنيها في أوروبا، وبمساعدة مالية أكثر بمرتين من تلك المقررة.
اقرأ أيضاً:عقبات قانونية وإنسانية أمام الخطة التركية الخاصة باللاجئين لأوروبا