زمن فضة المعداوي

22 أكتوبر 2015
سناء جميل/ فضة المعداوي (مواقع التواصل)
+ الخط -
يبدو أن الإعلام المصري يعيش أزهى عصور انحطاطه، فهذا الإعلام الذي كان يقربنا من رموز الفن والأدب، وبعد أن غيّب الوجوه الإعلامية المتميزة، والتي تتخندق دوماً في صفوف المعارضة، وكرس وجوهاً إعلامية تحابي النظام وتلحس الأحذية، تجيد تزييف الحقائق وتخدير الجماهير، وفي السنوات الأخيرة، لجأ أصحاب بعض الفضائيات العربية إلى الاستعانة ببعض الوجوه الفنية لتقديم برامج تافهة تكرس الرداءة والبذاءة إمعاناً في تغييب الوعي وإفساد الذائقة وسلخ الهوية.


لا غرو أن تسخر إحداهن من اللاجئين السوريين، أو تدعو أخرى إلى مشاهدة الأفلام الخليعة جهاراً، وهي التي اعتادت أن تقدم أدواراً لا تجيد سواها، وفي حلقة أخرى تتهم ما يقارب نصف سيدات المجتمع المصري بالخيانة الزوجية، وكأن شعب "أم الدنيا" لا يفكر إلا بالنصف السفلي من جسده!! فهل بمثل هذه البرامج، وبمثل هذه الوجوه البئيسة ترتقي الأمم؟

مؤخراً، أتحفنا إعلام فقاقيع الصابون بمشاداة كلامية بين إعلامي وبين تاجر لحوم، يصفونه، ظلماً وعدواناً، بأنه منتج سينمائي. وما علاقة الجزار بالسينما؟ لا فرق تقريباً، فهو يتاجر باللحوم الحمراء، و"اللحوم الرخيصة" في كلتا الحالتين.

شخص بهذه البذاءة يقذف ملايين المشاهدين بكلمة بذيئة، وجهها للمشاهدين وليس للإعلامي، لأنه لم يحترم المشاهدين؛ كلمة تفوه بها، وهو بين أفراد أسرته، وليس في مقهى شعبي! شخص بهذه المواصفات.. لماذا يسمح له بالظهور في التلفزيون، وهو الذي أهان من قبل منتجاً راحلاً، أمام الملأ، فلماذا يتحدث على الهواء مباشرة؟ هل نلوم الإعلاميين الذين يستضيفونه لإضفاء بعض توابل السوقية على برامجهم؟

الإعلامي المحترم لا يخصص حلقة، أو حتى فقرة إعلامية، للحديث مع منتج أفلام سينمائية هابطة، أو يستضيف "شعبولا" مثلاً..

في أواخر الثمانينات، في زمن الفن الجميل، قدم التلفزيون المصري مسلسلاً رائعاً لمحمد فاضل وأسامة أنور عكاشة، وهو مسلسل "الراية البيضا"، وهو عمل درامي هادف، كسائر روايات عكاشة التلفزيونية، ويمكن أن ننعت ذلك التاجر/ المنتج السينمائي السوقي، بذيء اللسان بأنه سليل فضة المعداوي، تاجرة الأسماك الثرية، التي جسدتها الفنانة القديرة سناء جميل.

لن نجانب الصواب، إذا وصفنا ما يحدث في مصر الآن بأنه معركة حقيقية لتدمير كل ما هو جميل ونبيل، فهل سينتصر فريق فضة المعداوي؟

(المغرب)
المساهمون