أَحبَّ المصوّر السوري زكريا عبد الكافي حيّ صلاح الدين. صوّر فيه ووثّق وأسعف وأسّس "مجلس ثوار سورية" و"شركة وَتَر للإنتاج الفني والسينمائي". وفيه أيضاً، أصيب برصاصة قنّاص غادر في عينه اليمنى. ولأنه يعشق هذا الحي فهو، من منفاه الباريسي المؤقت، حيث يخضع للعلاج علّ عينَه اليمنى تستعيد عافيتها، ويصقل تجربته الفنية والمهنية حتى يطور مستواه في التصوير والصحافة وفنون أخرى، يُطمئن كل رفاقه، أن باريس، رغم جمالها المُثير، لا ترقى لجمال مدينة حلب.
لا يخفي زكريا عبد الكافي تذمره الشديد من التركيز الإعلامي والسياسي في فرنسا، على تنظيم "داعش"، وكأنّ ما يحدث في سورية هو معركة بين النظام وبين هذا التنظيم. ويقول إنه وثّق كثيرا من قصف التحالف الدولي لمواقع داعش، ويجزم بأن هذه الغارات لن تؤدي إلى شيء. فبرأيه، الحل يَكمُنُ في تسليح الجيش الحر، الوحيد القادر على هزيمة هؤلاء المتطرفين، وعلى هزيمة النظام الديكتاتوري. ولا ينسى أن يدين التدخل الروسي في سورية، وجرائمه التي لا تتوقف ضد المدنيين وضد الجيش الحر. ويقول: "في السابق كنا تحت جحيم طائرة أو طائرتين للنظام وإذا نحن، اليوم، تحت رحمة أسراب من الطائرات الروسية الفتاكة. ولا أحد يحرك ساكنا لوقف الجريمة الروسية".
ولم يفوّت خبر رسم "شارلي إيبدو" الأخير، المثير للجدل، عن الطفل السوري الغريق أيلان، وتعجّب من نضوب الموهبة لدى هذا الرسام الفرنسي، الذي لم يجد شيئا يرسمه غير هذه الضحية، متسببا في قتله للمرة الثانية. "نحن السوريين، لنا كرامتنا. وهذا الرسام يبدو أنه فقدَ إنسانيته وأخلاقه".
يروي عبدالكافي كيف بدأت علاقته مع الكاميرا قبل الثورة السورية، ويقول لـ"العربي الجديد": "لم نكن نستطيع قبل الثورة أن نحمل كاميرا ولا أن نصوّر، لأن النظام السوري حين تريد أن تصوّر أحداثا ووقائع، توقفك قواته الأمنية ويبدأ التحقيق معك عن السبب. ولهذا ما كنت أصوّر بواسطة كاميرتي الصغيرة غير الطبيعة". ويضيف: "لمّا اندلعت الثورة السورية سنة 2011 وفي أول تظاهرة قمنا بتنظيمها أحببتُ أن أوصل للعالَم صورة عما يحدث، بخاصة من خلال
المظاهرات السلمية، التي لم تستخدم أيّ سلاح، وكيف أن النظام كان يقتل المتظاهرين العزل. وفي الشهر السابع من سنة 2012، حين تدخل الجيش الحرّ وبدأت تظهر مناطق آمنة، بدأت أعمل بصفة أكبر في مجال التصوير، وبدأت آخُذُ حريتي في العمل، أي في مختلف الأعمال الإنسانية والإغاثية وتقديم الخدمات وفي الإسعاف. وفي سنة 2013 دُعيتُ إلى دورة تدريبية في تركيا، بمبادرة من وكالة الأنباء الفرنسية ومن قبل المصور المعروف باتريك باز، المدير السابق للوكالة. فاكتسبت خبرات، أي شبه احتراف. وعدتُ بعدها إلى حلب، وبدأنا العمل الجاد، فتفرّغت للتصوير ونقل الأخبار".
رداً على سؤال "هل انحزت للثورة السورية منذ انطلاقتها"؟ يقول عبدالكافي: "أنا من عائلة معارضة لعائلة الأسد من زمن بعيد، أي من زمن تأميم المعامل في سورية. جدّي كان يمتلك معملا ضخما للقطن وكان يُصدّر الإنتاج إلى بريطانيا ودول أوروبية، فقام نظام الأسد الأب بمصادرته وتأميمه. ومن هذه الفترة وعائلتي مُعارِضةٌ للأسد ولحزب البعث".
يشير عبدالكافي إلى عدم توقعهم في البداية أن يقوم النظام بقصف السوريين، ويوضح أنّ هناك صعوبات متعددة لنقل اليوميات في ظل خطورة الوضع، فيقول: "نتواجد في أخطر مدينة في العالَم، في مدينة تتعرض للقصف، بشكل يومي، وبالتالي سقوط شهداء وإصابات كل يوم، وأنا أتحدث عن المدنيين، وهو ما أصوّره وأوثقه. أما المعارك فهي بالغة القسوة، والنظام لم يعد يرسل جنودا سوريين بل مليشيات لبنانية وإيرانية وعراقية، وكلهم مرتزقة". ويضيف: "خضتُ كثيرا من المعارك وصوّرتُ الكثيرَ منها. لقد تعوّدنا على الحرب، نرى طائرة في السماء فنتابعها بعيوننا ونصوّرها وهي تلقي البراميل على الشعب. في إحدى المرات، كنا في منطقة صلاح الدين، فرأينا طائرة تحلق، وكنّا نصوّر مسلسل "مُنِعَ في سورية"، أوقفنا التصوير وطفقنا نتابعها حتى صارت فوق رؤوسنا، ولكن ما العمل، لا نعرف أين نلتجئ، ولحسن الحظ نزل البرميل على بعد 300 متر. أصبحنا متعودين. أحيانا أسمع أزيز الطائرة في الثالثة أو الرابعة صباحا، وأنا في فراشي، فأقول في نفسي: ما الذي يجب أن أفعله؟ أين ألتجئ؟ فأُكْملُ نومي. الظروف صعبةٌ، ونحن صامدون والشباب صامدون وسيستمرون في ثورتهم حتى إسقاط نظام بشار الأسد".
وعن وصول تنظيم داعش إلى حلب، وتأثيره على الثوار السوريين في مواجهتهم للنظام، يشير إلى أنّه "في سنوات 2011 و2012 و2013 لم يكن وجود لا لداعش ولا لمتطرفين إسلاميين في حلب"، ويسأل: "لماذا لم يُساعد العالَمُ الشعبَ السوري في هذه السنوات، أي قبل أن يظهر داعش؟ فهذا التنظيم أنشأه النظام السوري، الذي لم يتوقف عن وصف الشعب السوري، من بدايات الثورة، بالإرهابيين، حتى ظهر هذا التنظيم الإرهابي، أخيرا".
ويضيف: "بدأ داعش، من خلال أعضاء له ملثمين، باغتيال الناشطين والإعلاميين. والكثير من أصدقائنا اعتقلهم هذا التنظيم، البعض منهم هربوا والبعض الآخر قتل. وكانت معاناتنا كبيرة في فترة وصول داعش إلى حلب إلى حين طرده من حلب وريفها. واضطررتُ للتخفيف من نشاطي في التصوير والإعلام، فكنت أظل لفترة طويلة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، إلى حين اندلاع الحرب بينه وبين داعش، فقمتُ بتغطية هذه الحروب وصوّرتُ انتصاراتِ الجيش الحرّ واسترداد الأماكن التي كانت في حوزة داعش. ولا أنسى في هذه الفترة مجزرة شهيرة في سورية اسمها "مجزرة مستشفى الأطفال"، حيث كان مركز داعش الرئيس في حلب، وقبل انسحابهم منه قتلوا مائة مدني سوري، ومنهم أصدقاء لي أذكر منهم قتيبة أبو يونس، وهو مسعف طبي، والمصور والإعلامي سيف قرنية، وآخرين".
ويلفت عبدالكافي إلى أنّه في ريف حلب الشمالي، في منطقة مارق، كانت ثمة اشتباكات وكان يقصفنا داعش، وكنت أصوّرُ، وتفاجَأنا بقذائف كيماوية يستخدمها التنظيم كما استخدمها النظام السوري، من قبل ومن بعد. ويستغرب قائلاً: "كلما هاجم الجيشُ الحرّ مليشيات تنظيم داعش كلما تعرض لقصف من قبل قوات الأسد، والعكس"، مؤكداً أن "الإرهابي الأكبر هو بشار الأسد ومليشياته"، ويسأل "هل معقول أننا في 2016، ولا يقول العالَم عن بشار إنه إرهابيّ، بعد كل المجازر التي ارتكبها، وبعد تدمير سورية كلها؟! نعم إن داعش تنظيم إرهابي
ومتطرف، وكل الشعب السوري يعرف ذلك، ولكن رأس الأفعى يظل هو الأسد ونظامه. مجزرة النهر في 2013 شاهدة على ذلك، كان النظام السوري يغتال السوريين وهم مكبلو الأيادي ويرمي بهم في النهر".
أما حرب النظام السوري على الإعلام، فبرأي عبدالكافي، يعود سببها إلى أنّ "الإعلام أثّر كثيرا على النظام لأنه يفضحه، فارتكب جرائمه ضد الصحافيين والإعلاميين". ويضيف: "حين أصبتُ في عيني، كنتُ ألبس سترة مكتوباً عليها صحافة كما كنت ألبس خوذة مكتوباً عليها صحافة. نحن في سورية نتعرض لرصاص حيّ من قبل قناصة النظام. النظام يفعل كل مستطاعه للتخلّص من الصحافيين والإعلاميين، حتى لا يصوروا أي شيء، وهو لا يدري أن الثورة تضم كثيرا من الصحافيين والإعلاميين، ولحد اللحظة تُنظَّم دورات تدريبية إعلامية وصحافية في حلب".
ويروي عبدالكافي تفاصيل عن إصابته في عينه، ويشير إلى أنه كان يأخذ الاحتياطات اللازمة كصحافي عبر ارتداء اللبس الواقي، ويضيف: "خلال أربع سنوات، غطيتُ كثيرا من المعارك ضد داعش أو ضد النظام، ولم أُصَبْ. وحين أُصبتُ، هذه المرة، كنتُ فعلا على حَذر، لكن أحد جنود النظام تسلل إلى البناية التي كانت مُواجِهَة لنا، في الطابق الرابع وأطلق الرصاص عليّ".
وإلى جانب التوثيق والتصوير، يشير المصور إلى إنجازات أخرى، "من أجل الثورة السورية". ويقول لـ"العربي الجديد": "أنجزنا مسلسلاً درامياً "منع في سورية"، عبارة عن كوميديا سوداء، الجزء الأول، 2014، والجزء الثاني 2015، وجرى تصويره في حلب وريفها، وجاء ردّاً على الأموال التي يبذلها النظام السوري من أجل إنجاز أفلام تتحدث عن الثورة باعتبارها إرهاباً، فقررنا في شركة وَتَر للإنتاج الفني والسينمائي، وأنا من مؤسسيها، مع الفنان جهاد سقة وآخرين، على رد ثقافي وفني. والعنوان يعني أن كل شيء كان ممنوعاً في سورية البعث". ويضيف عبدالكافي: "فكرتنا التي نريد إيصالها للعالَم أن هذه هي الثورة وأن الشعب السوري موجودٌ، وأننا نضحك ونلعب ونبكي. وعن طريق هذه اليوميات، السينما، نوصل صوتنا ورسالتنا إلى العالَم، وأيضاً حقيقة ما يجري في بلدنا، وحقيقة شعبنا ومعاناته واحتياجاته وأحلامه". كما يؤكد عبدالكافي أنّ هناك مشاريع وأشياء جديدة، في هذا المضمار، ويذكر من بينها: فيلم عن الصحافيين الأجانب، الذين يأتون إلى سورية، لنصرة شعب سورية وتوثيق جرائم النظام وتنظيم "داعش"، رغم خطورة الموت من جراء القصف ومن جراء داعش، ونحن ننتظر التمويل اللازم لإنجازه.
اقرأ أيضاً: "سوري يقتل لبنانيا".. عنصرية في امتحان جامعي
لا يخفي زكريا عبد الكافي تذمره الشديد من التركيز الإعلامي والسياسي في فرنسا، على تنظيم "داعش"، وكأنّ ما يحدث في سورية هو معركة بين النظام وبين هذا التنظيم. ويقول إنه وثّق كثيرا من قصف التحالف الدولي لمواقع داعش، ويجزم بأن هذه الغارات لن تؤدي إلى شيء. فبرأيه، الحل يَكمُنُ في تسليح الجيش الحر، الوحيد القادر على هزيمة هؤلاء المتطرفين، وعلى هزيمة النظام الديكتاتوري. ولا ينسى أن يدين التدخل الروسي في سورية، وجرائمه التي لا تتوقف ضد المدنيين وضد الجيش الحر. ويقول: "في السابق كنا تحت جحيم طائرة أو طائرتين للنظام وإذا نحن، اليوم، تحت رحمة أسراب من الطائرات الروسية الفتاكة. ولا أحد يحرك ساكنا لوقف الجريمة الروسية".
ولم يفوّت خبر رسم "شارلي إيبدو" الأخير، المثير للجدل، عن الطفل السوري الغريق أيلان، وتعجّب من نضوب الموهبة لدى هذا الرسام الفرنسي، الذي لم يجد شيئا يرسمه غير هذه الضحية، متسببا في قتله للمرة الثانية. "نحن السوريين، لنا كرامتنا. وهذا الرسام يبدو أنه فقدَ إنسانيته وأخلاقه".
يروي عبدالكافي كيف بدأت علاقته مع الكاميرا قبل الثورة السورية، ويقول لـ"العربي الجديد": "لم نكن نستطيع قبل الثورة أن نحمل كاميرا ولا أن نصوّر، لأن النظام السوري حين تريد أن تصوّر أحداثا ووقائع، توقفك قواته الأمنية ويبدأ التحقيق معك عن السبب. ولهذا ما كنت أصوّر بواسطة كاميرتي الصغيرة غير الطبيعة". ويضيف: "لمّا اندلعت الثورة السورية سنة 2011 وفي أول تظاهرة قمنا بتنظيمها أحببتُ أن أوصل للعالَم صورة عما يحدث، بخاصة من خلال
رداً على سؤال "هل انحزت للثورة السورية منذ انطلاقتها"؟ يقول عبدالكافي: "أنا من عائلة معارضة لعائلة الأسد من زمن بعيد، أي من زمن تأميم المعامل في سورية. جدّي كان يمتلك معملا ضخما للقطن وكان يُصدّر الإنتاج إلى بريطانيا ودول أوروبية، فقام نظام الأسد الأب بمصادرته وتأميمه. ومن هذه الفترة وعائلتي مُعارِضةٌ للأسد ولحزب البعث".
يشير عبدالكافي إلى عدم توقعهم في البداية أن يقوم النظام بقصف السوريين، ويوضح أنّ هناك صعوبات متعددة لنقل اليوميات في ظل خطورة الوضع، فيقول: "نتواجد في أخطر مدينة في العالَم، في مدينة تتعرض للقصف، بشكل يومي، وبالتالي سقوط شهداء وإصابات كل يوم، وأنا أتحدث عن المدنيين، وهو ما أصوّره وأوثقه. أما المعارك فهي بالغة القسوة، والنظام لم يعد يرسل جنودا سوريين بل مليشيات لبنانية وإيرانية وعراقية، وكلهم مرتزقة". ويضيف: "خضتُ كثيرا من المعارك وصوّرتُ الكثيرَ منها. لقد تعوّدنا على الحرب، نرى طائرة في السماء فنتابعها بعيوننا ونصوّرها وهي تلقي البراميل على الشعب. في إحدى المرات، كنا في منطقة صلاح الدين، فرأينا طائرة تحلق، وكنّا نصوّر مسلسل "مُنِعَ في سورية"، أوقفنا التصوير وطفقنا نتابعها حتى صارت فوق رؤوسنا، ولكن ما العمل، لا نعرف أين نلتجئ، ولحسن الحظ نزل البرميل على بعد 300 متر. أصبحنا متعودين. أحيانا أسمع أزيز الطائرة في الثالثة أو الرابعة صباحا، وأنا في فراشي، فأقول في نفسي: ما الذي يجب أن أفعله؟ أين ألتجئ؟ فأُكْملُ نومي. الظروف صعبةٌ، ونحن صامدون والشباب صامدون وسيستمرون في ثورتهم حتى إسقاط نظام بشار الأسد".
وعن وصول تنظيم داعش إلى حلب، وتأثيره على الثوار السوريين في مواجهتهم للنظام، يشير إلى أنّه "في سنوات 2011 و2012 و2013 لم يكن وجود لا لداعش ولا لمتطرفين إسلاميين في حلب"، ويسأل: "لماذا لم يُساعد العالَمُ الشعبَ السوري في هذه السنوات، أي قبل أن يظهر داعش؟ فهذا التنظيم أنشأه النظام السوري، الذي لم يتوقف عن وصف الشعب السوري، من بدايات الثورة، بالإرهابيين، حتى ظهر هذا التنظيم الإرهابي، أخيرا".
ويضيف: "بدأ داعش، من خلال أعضاء له ملثمين، باغتيال الناشطين والإعلاميين. والكثير من أصدقائنا اعتقلهم هذا التنظيم، البعض منهم هربوا والبعض الآخر قتل. وكانت معاناتنا كبيرة في فترة وصول داعش إلى حلب إلى حين طرده من حلب وريفها. واضطررتُ للتخفيف من نشاطي في التصوير والإعلام، فكنت أظل لفترة طويلة في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، إلى حين اندلاع الحرب بينه وبين داعش، فقمتُ بتغطية هذه الحروب وصوّرتُ انتصاراتِ الجيش الحرّ واسترداد الأماكن التي كانت في حوزة داعش. ولا أنسى في هذه الفترة مجزرة شهيرة في سورية اسمها "مجزرة مستشفى الأطفال"، حيث كان مركز داعش الرئيس في حلب، وقبل انسحابهم منه قتلوا مائة مدني سوري، ومنهم أصدقاء لي أذكر منهم قتيبة أبو يونس، وهو مسعف طبي، والمصور والإعلامي سيف قرنية، وآخرين".
ويلفت عبدالكافي إلى أنّه في ريف حلب الشمالي، في منطقة مارق، كانت ثمة اشتباكات وكان يقصفنا داعش، وكنت أصوّرُ، وتفاجَأنا بقذائف كيماوية يستخدمها التنظيم كما استخدمها النظام السوري، من قبل ومن بعد. ويستغرب قائلاً: "كلما هاجم الجيشُ الحرّ مليشيات تنظيم داعش كلما تعرض لقصف من قبل قوات الأسد، والعكس"، مؤكداً أن "الإرهابي الأكبر هو بشار الأسد ومليشياته"، ويسأل "هل معقول أننا في 2016، ولا يقول العالَم عن بشار إنه إرهابيّ، بعد كل المجازر التي ارتكبها، وبعد تدمير سورية كلها؟! نعم إن داعش تنظيم إرهابي
أما حرب النظام السوري على الإعلام، فبرأي عبدالكافي، يعود سببها إلى أنّ "الإعلام أثّر كثيرا على النظام لأنه يفضحه، فارتكب جرائمه ضد الصحافيين والإعلاميين". ويضيف: "حين أصبتُ في عيني، كنتُ ألبس سترة مكتوباً عليها صحافة كما كنت ألبس خوذة مكتوباً عليها صحافة. نحن في سورية نتعرض لرصاص حيّ من قبل قناصة النظام. النظام يفعل كل مستطاعه للتخلّص من الصحافيين والإعلاميين، حتى لا يصوروا أي شيء، وهو لا يدري أن الثورة تضم كثيرا من الصحافيين والإعلاميين، ولحد اللحظة تُنظَّم دورات تدريبية إعلامية وصحافية في حلب".
ويروي عبدالكافي تفاصيل عن إصابته في عينه، ويشير إلى أنه كان يأخذ الاحتياطات اللازمة كصحافي عبر ارتداء اللبس الواقي، ويضيف: "خلال أربع سنوات، غطيتُ كثيرا من المعارك ضد داعش أو ضد النظام، ولم أُصَبْ. وحين أُصبتُ، هذه المرة، كنتُ فعلا على حَذر، لكن أحد جنود النظام تسلل إلى البناية التي كانت مُواجِهَة لنا، في الطابق الرابع وأطلق الرصاص عليّ".
وإلى جانب التوثيق والتصوير، يشير المصور إلى إنجازات أخرى، "من أجل الثورة السورية". ويقول لـ"العربي الجديد": "أنجزنا مسلسلاً درامياً "منع في سورية"، عبارة عن كوميديا سوداء، الجزء الأول، 2014، والجزء الثاني 2015، وجرى تصويره في حلب وريفها، وجاء ردّاً على الأموال التي يبذلها النظام السوري من أجل إنجاز أفلام تتحدث عن الثورة باعتبارها إرهاباً، فقررنا في شركة وَتَر للإنتاج الفني والسينمائي، وأنا من مؤسسيها، مع الفنان جهاد سقة وآخرين، على رد ثقافي وفني. والعنوان يعني أن كل شيء كان ممنوعاً في سورية البعث". ويضيف عبدالكافي: "فكرتنا التي نريد إيصالها للعالَم أن هذه هي الثورة وأن الشعب السوري موجودٌ، وأننا نضحك ونلعب ونبكي. وعن طريق هذه اليوميات، السينما، نوصل صوتنا ورسالتنا إلى العالَم، وأيضاً حقيقة ما يجري في بلدنا، وحقيقة شعبنا ومعاناته واحتياجاته وأحلامه". كما يؤكد عبدالكافي أنّ هناك مشاريع وأشياء جديدة، في هذا المضمار، ويذكر من بينها: فيلم عن الصحافيين الأجانب، الذين يأتون إلى سورية، لنصرة شعب سورية وتوثيق جرائم النظام وتنظيم "داعش"، رغم خطورة الموت من جراء القصف ومن جراء داعش، ونحن ننتظر التمويل اللازم لإنجازه.
اقرأ أيضاً: "سوري يقتل لبنانيا".. عنصرية في امتحان جامعي