زعامة!

05 يناير 2020
+ الخط -
منذ مدة وأنا أنتظر ظهور المهدي المنتظر، وآخر علامات القيامة الكبرى، أفتح عيني صباحاً وأوجهها نحو النافذة، الشمس أشرقت من المغرب؟

لا أعلم السبب وراء شعوري بدنو قيام القيامة، لكني أعلم بأن لا غد آمناً منذ وقت طويل، وفي أي لحظة سنقع في الاختبار، علينا التمحيص في كل من حولنا، والبحث في جباههم على كلمة كاذب، ربما يكون أخوك هو المسيح الدجال، ربما تكون أنت.

طرأ في بالي سؤال أحدهم لي بداية العام: أما زال طموحك لقيادة العملية التعليمية في بلدك قائماً؟ حركت رأسي نافية، إذ كيف لي ذلك وأنا المدركة أن الفتنة صحت وصحصحت، وأن الانخراط في أي عمل سياسي سيكون مشاركة لإيقاظ المهدي والقضاء علينا جميعاً.

غرقت في تفكيري أكثر وتخيلت بلدي العظيم بحجم خاتمي الذي سأضطر لبيعه تلبية لحاجة طارئة تثير السخط، تلك الكريستالة عدن، وهذه تعز، أما القلب المرصع المائل شرقاً حضرموت، وغرباً حيث الإنحناء الأحمر تكون الحديدة، وإذا خطوت بنظري صعوداً سأصل إلى الحفر الناعم صنعاء، وهنا صعدة.

شعرت بالتسلية، جلست على الرصيف، أغمضت عيني وتخيلت وأنا أقبض على خاتمي بأني أحكم السيطرة على البلد، ما أسهل السيطرة على وطن! ما أن تنتهي الحرب سأرشح نفسي للرئاسة!!

ألم تكن بدايات الزعماء تشبه بدايتي؟ يحلمون بالزعامة؟ وربما أيضاً كانوا يمتلكون أشياء جميلة اضطروا لبيعها، هذا هو تحديداً أول وأهم دروس الزعامة: البيع.
دلالات
86C8377A-A379-4402-941B-12D29E6C08B5
عبير بدر

إعلامية وناشطة يمنية عملت لدى عدد من الفضائيات والصحف المحلية والعربية. تكتب القصة القصيرة، وطالبة ماجستير في الجامعة اللبنانية - بيروت/ قسم العلوم السياسية.