وكشف زطشي، في أحدث ظهور إعلامي له، السبت، عن الكثير من الأسرار والحقائق التي واكبت تتويج الجزائر بلقب أمم أفريقيا، وكذلك الفترة التي أعقبت هذا التتويج؛ لا سيما الأنباء التي تحدثت عن عزم رئيس الاتحاد والمدير الفني جمال بلماضي الاستقالة، بسبب توتر العلاقة بينهما.
وأماط زطشي اللثام عن الكثير من القضايا التي شغلت الرأي العام الكروي في الجزائر، وذلك في مقابلة مع القناة الإذاعية الجزائرية الثالثة، إذ تحدث رئيس اتحاد الكرة الجزائري عن مستقبله على رأس الاتحاد بقوله: "لقد فكرت فعلاً بالاستقالة عقب تتويج المنتخب الوطني بكأس الأمم الأفريقية، بسبب الضغوط الكثيرة التي عانيت منها في تلك الفترة".
وأضاف: "لقد عملت في ظروف صعبة للغاية وعانيت من ضغوط شديدة، لكن شغفي بكرة القدم ورغبتي في المساهمة في تطويرها في بلادي دفعاني للتراجع عن ذلك، وكلّ ما أريده الآن هو مواصلة المشاريع التي أريد تجسيدها منذ رئاستي للاتحاد".
وعن أسباب رغبته سابقاً في الانسحاب، قال زطشي: "بصراحة لم أكن اتوقع استبعادي من حفل التكريم الذي حظي به أفراد المنتخب الوطني في قصر الرئاسة عقب عودتنا من مصر، هذا الأمر يُعتبر جحوداً ونكراناً لما قدمته للمنتخب، ولقد حزنت كثيراً لذلك، الأمر كان صادماً ومفاجئاً في البداية، لكنني بعدها استرجعت قواي وقررت الاستمرار".
واستغل زطشي الفرصة كي يعبّر عن استيائه مما وصفه "الحملة الشرسة والمغرضة" التي تعرّض لها المنتخب الجزائري، مؤكداً: "ذلك غرضه ضرب استقرار المنتخب والتستر على الإنجاز الكبير المحقق في فترة قصيرة"، مضيفاً: "رغم العمل الكبير الذي قمنا به على مستوى المنتخب إلا أنّ بعض الحاقدين لم يراعوا ذلك وحاولوا جاهدين تحطيمنا وإعادتنا إلى الخلف".
وتابع: "قبل مجيئنا، المنتخب الوطني كان منهاراً ونجحنا في إعادته إلى الواجهة بفضل التضحيات والعمل المستمر"، مشيداً بالعمل "الجبّار" الذي قام به المدرب جمال بلماضي رفقة المنتخب، وقال في هذا الصدد: "بلماضي لعب دوراً محورياً في تتويجنا بكأس أمم أفريقيا، لقد كان يؤمن منذ البداية بأننا قادرون على تحقيق اللقب في مصر، وأنا أشكره كثيراً على كلّ العمل الرائع الذي قام ولا يزال يقوم به".
وعلى خطى بلماضي الذي وجه انتقادات لاذعة لبعض قدامى اللاعبين والمحلّلين خلال مؤتمره الصحافي الأخير، هاجم زطشي هؤلاء أيضاً قائلاً: "بعض محللي القنوات التلفزيونية الجزائرية، أساؤوا كثيراً للمنتخب الوطني والكرة الجزائرية بتصريحاتهم وتحليلاتهم السيئة، هناك منهم من لم يحقق أي شيء خلال مسيرته الكروية، ويأتي اليوم ليوجه لنا النقد بشكل سيء جداً".
وفي سياق آخر، قال زطشي الذي يملك أكاديمية "أتلتيك بارادو"، إنّ الأخيرة حصلت على عوائد مالية كبيرة خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة، بعد بيع العديد من عقود لاعبيها لنواد أوروبية، موضحاً في هذا الإطار: "لقد بلغت عائدات بيع عقود اللاعبين 6 ملايين يورو ستنعش خزينة النادي"، مضيفاً: "نادي بارادو سيبقى يسير على نفس النهج، وهو تكوين اللاعبين وتحويلهم للاحتراف خارج الجزائر".
وكان بارادو قد باع ثلاثة لاعبين هذا الصيف، وهم؛ هداف الفريق زكريا نعيجي الذي انضم إلى نادي جيل فيسنتي البرتغالي، وهشام بوداوي الذي انضم إلى نيس الفرنسي، وأخيراً هيثم لوصيف الذي التحق أخيراً بنادي أونجيه الفرنسي.
وقبلهم حوّل بارادو أربعة لاعبين للاحتراف الخارجي، وهم رامي بن سبعيني الذي انتقل إلى لييرس البلجيكي في 2016، ثم إلى مونبولييه ورين الفرنسيين، قبل أن يلتحق هذا الصيف بنادي بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني مقابل 12 مليون يورو، كما قام في صيف 2017 بتحويل لاعبه المتألق يوسف عطّال إلى كورتراي البلجيكي، قبل أن ينتقل إلى نيس الفرنسي ليصبح أحد نجومه، وباع بارادو عقد المهاجم فريد الملالي في الصيف الماضي لنادي أونجيه الفرنسي، ثم الطيب مزياني لنادي لوهافر الفرنسي قبل أن ينضم في الشتاء الماضي لنادي الترجي الرياضي التونسي.
وعلى صعيد آخر، يتعلق بمنافسات الدوري الجزائري، كشف زطشي، عن إعداد نظام جديد لمنافسة الدوري سيتم تطبيقه انطلاقاً من الموسم الكروي المقبل، وصرح في هذا الصدد: "سنقوم بعرض هذا المقترح للمصادقة عليه خلال الجمعية العمومية الاستثنائية المقررة في 17 سبتمبر/أيلول الجاري ونأمل في أن يتم اعتماده"، مضيفاً:"نسعى من خلال تغيير نظام المنافسة في الدوري لإنقاذ نظام الاحتراف الذي دخل عامه العاشر دون أن يحقق أي نتيجة، سنقوم بتقليص عدد الأندية المحترفة إلى 18 فقط بدلاً من 32، من خلال إعداد قسم أول يضمّ 18 فريقاً محترفاً بينما سيتم إنشاء قسم ثانٍ من مجموعتين تضمّان الأندية الهاوية".