زركي إبن... ترحيله يقضي عليه

07 ابريل 2017
لا يرغب في العودة (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يتعلم زركي لكنّه يصرّ على تعليم شقيقيه أملاً في مستقبل أفضل. لكنّه اليوم مصدوم من قرار باكستان ترحيلهم

بالرغم من ضغوط السلطات الباكستانية الكبيرة على اللاجئين الأفغان وصعوبة العيش في باكستان، إلا أنّ أسرة اللاجئ زركي إبن (23 عاماً) لم ترغب في العودة إلى أفغانستان. السبب هو الوضع الأمني والمعيشي هناك، بالإضافة إلى النعرات القومية.

وُلد زركي في أحد مخيمات اللاجئين بمدينة بيشاور، مركز إقليم خيبربختونخوا شمال غرب باكستان. والده كان يعمل في مصنع للطوب آنذاك بالقرب من مخيم للاجئين. ومنذ صغره لم ينعم زركي برفاهية العيش، إذ باشر العمل وهو في السابعة، عندما كان يذهب مع والده إلى مصنع الطوب، ليساعده على الأقل في نقل الطعام والشراب.

معاناته كبيرة طوال حياته. كان والده المعيل الوحيد للأسرة الكبيرة، فاضطر إلى العمل معه، ثم في مهن عديدة من مصنع الطوب إلى تنظيف الفواكه وغسل السيارات.

يقول زركي: "لم أشتكِ إلى أحد فالشكوى ليست من شيم الرجال. لا أريد أن أتحدث عن الصعوبات التي واجهتها طوال حياتي فأنا أعرف أنّنا لاجئون وغرباء عن هذه البلاد، لكنّي فقط أريد أن نبقى بعيدين عن الأحوال السيئة في بلادنا، حيث لا أمن ولا فرص عمل، بل مشاكل أسرية وعداوة قبلية. كلّ ذلك يقضي علينا ويمنعنا من العمل هناك".

الحرمان من التعليم قضية أخرى تشغل بال الشاب، إذ كان يطمح للتعلم في المدرسة شأن غيره، لكنّ ذلك كان بعيداً عنه خصوصاً مع دوامات عمله الطويلة نهاراً وليلاً. يقول: "أعظم ما كنت أطمح إليه - وما زلت حتى اليوم أتمنى تحققه - هو الجلوس على المقاعد المدرسية. نعم، ذهبت إلى المدرسة أياماً معدودة، لكن لم أواصل لأنّ الوالد لم يكن قادراً على دفع الرسوم، بسبب وضعنا المعيشي الصعب".

مع ذلك، يأمل زركي في تمكن شقيقيه عصمت الله وأحمد من الدراسة. وبشق النفس يؤمّن الشاب مصاريف ورسوم دراستهما، بالرغم من أنّ الوالد خايسته خان يؤكد أنّ ابنيه سيتوجهان في نهاية المطاف إلى السوق، بالتالي، من الأفضل عدم الدراسة فالمصير واحد. على العكس منه، يعتبر زركي أنّ مستقبل الأسرة بأكملها يكمن في تعليم شقيقيه خصوصاً أنّها لا تملك أرضاً كي يعمل فيها أفرادها.

قبل خمسة وثلاثين عاماً جاء خايسته خان (65 عاماً) إلى باكستان بسبب الغزو السوفييتي. لم يكن يتوقع أن يطول مقامه في بلد اللجوء، بل كان يأمل في عودة سريعة. بمرور الوقت، أيقن أنّ باكستان ستكون مستقراً نهائياً لأسرته، لذلك، فإنّ جميع أفراد أسرة زركي إبن وخايسته خان مصدومون اليوم من قرار باكستان ترحيلهم إلى أفغانستان.


المساهمون