رُعب برامج المقالب.. المُعلن والمنتج والجمهور عاوزين كده!

28 يونيو 2015
رامز جلال وهاني رمزي "فيسبوك"
+ الخط -


سواء اختلفنا أم اتفقنا مع برامج المقالب الكوميدية، والتي عرفت هذا العام ذيوعاً وانتشاراً كبيرين حتى وصلت أصداؤها إلى الصحافة العالمية، تبقى هذه البرامج من الأنماط المفضلة عند الجمهور العربي الذي يغريه أن يرى فنانه المفضل قد تم "الضحك عليه" أو "بهدلته" أو حتى "ضربه"، فالمشاهد العربي مهووس جداً ويقتله الفضول بهدف الوصول إلى أسرار وكواليس الشخصيات المشهورة.

وسواء كانت هذه المقالب "حقيقية" فعلاً أو مجرد "تمثيل متفق عليه مسبقاً" بين البرنامج والشخصية المشهورة "الضيف"، إلا أن سباق المنتجين يوازيه سعار المعلنين الذي بلغ أشده هذا العام والهدف الوحيد هو فضول المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، حتى باتت هذه البرامج تتسيد وقت الذروة التلفزيوني.

الريموت كنترول الذي يتناقل طيلة سهرات شهر رمضان بين أيدي أبناء العائلة الواحدة، صار يعرف لوحده مواعيد برامج المقالب التلفزيونية، والتي كانت في ما مضى تُسمى اصطلاحاً ببرامج "الكاميرا الخفية"، أما اليوم فالكاميرا تطورت وصارت كاميرات أرضية ومحمولة وأخرى في الطائرة وثانية في المكتب وثالثة في الجو ورابعة في البحر، حتى صار الإبهار البصري عاملاً حاسماً في جذب أكبر كم من المشاهدين والمعلنين من قبل المنتجين.

النجمة العالمية باريس هيلتون التي وقعت في فخ الممثل المصري رامز جلال في برنامجه "رامز واكل الجو" سواء بإرادتها أو بالاتفاق معها، سلطت الأضواء عالمياً على هذا النوع من البرامج، بعد أن ماتت في الجو عدة مرات وأصابها الرعب مطولاً بالرغم من تقاضيها ربع مليون دولار لتظهر في البرنامج، فوريثة سلسلة فنادق هيلتون العالمية، نقلت للصحافة العالمية مشاعرها بعد مشاركتها في برنامج مقالب عربي، مما جعل صحيفتين واسعتي الانتشار كـ"ديلي ميل" و"هافينغتون بوست" أن تصفا برنامج رامز جلال بالشرير والمرعب فوق حد الخيال.

لا يدافع أحد عن فكرة مثل هذه البرامج، سوى أبطالها ومنتجيها والمعلنين وفئة من الجمهور، فالفنانة الكبيرة ميرفت آمين وقعت ضحية مقلب مماثل لمقالب رامز، إنما في برنامج "هبوط اضطراري" الذي يقدمه الفنان هاني رمزي، حيث انهارت من الضغط العصبي الكبير الذي خلفته أجواء التوتر والخوف من سقوط الطائرة.

السحر قد ينقلب على الساحر، فالوقت الممتع والمسلي في نظر بعضهم لهذه البرامج التي باتت تضج بها الفضائيات العربية، باتت وسائل الإعلام العربية المكتوبة تمتعض من كثرتها وافتقادها الهدف الأساسي المنتجة من أجله وهو الكوميديا، فصار التحذير من خطر امتدادها يتم بشكل شبه يومي، فهذه المقالب انسلخت عن الكوميديا وصارت برامج تقدم الرعب للمشاهد الذي يضحك ملء فمه على نجمه المشهور.





اقرأ أيضاًرامز واكل الجو.. "برومشن" البرنامج أقوى من الحلقات

دلالات
المساهمون