ريف إدلب واغتيال قادة الفصائل السورية: الدور للبيئة المشجّعة

13 سبتمبر 2014
مقاتلو ريف إدلب من فصائل وأيديولوجيات متعدّدة(محمد جدعان/فرانس برس)
+ الخط -

شهد ريف إدلب، شمالي سورية، خلال الأيام القليلة الماضية، سلسلة من عمليات الاغتيال "المجهولة المصدر"، والتي كان أكبرها استهداف اجتماع لقادة حركة "أحرار الشام" الإسلامية، الذي أسفر عن مقتل 28 قيادياً من الصف الأول والثاني.
وكان آخر هذه الاغتيالات أمس الأول، الخميس، عبر استهداف قائد كتيبة "أصحاب اليمين"، حسين القاسم، برفقة مراسل إذاعة "روزنة"، محمد القاسم، بينما تخلّل الفترتين اغتيال قائد شرعي في "جبهة النصرة"، يدعى أبو مشاري، خلال خروجه من صلاة الفجر، في استهداف هو الثالث من نوعه لقادة "النصرة".

وتتزامن جميع عمليات الاغتيال مع الجهود الدولية المكثفة للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، التي أعلن رئيسها، باراك أوباما، قبل يومين، عن استراتيجية من أربع خطوات للقضاء على التنظيم في العراق وسورية، في ما بات يعرف بالتحالف الدولي.

ويبدو أن الريف الإدلبي قد أضحى بيئة خصبة وسلسة لتنفيذ الاغتيالات، ما يجعله مرشحاً خلال الأيام المقبلة لمزيد من الاغتيالات، بفعل عوامل عديدة.

ويشرح الناشط الإعلامي، مراد الأيهم، لـ"العربي الجديد"، حقيقة تعرّض المنطقة إلى هذا الكمّ من عمليات الاغتيال، إذ يشير إلى أن "المنطقة كبيرة ومفتوحة من جميع الجهات، في ظل وجود كتائب وتشكيلات كثيرة جداً، وغياب الحواجز الأمنية التي تقطع الريف وتؤمّن له الحماية".

ويوضح الأيهم أن "أكبر التشكيلات العسكرية على مستوى سورية موجودة في ريف إدلب، كـ"الجبهة الإسلامية"، "هيئة دروع الثورة"، "فيلق الشام"، "الفيلق الخامس"، "جبهة ثوار سورية"، و"جبهة النصرة"، وكل هذه التشكيلات لا توجد حواجز لها بين القرى لتأمين الحماية، فريف إدلب مفتوح على ريف حماة، ومدينة حماة يسيطر عليها النظام".

يضاف إلى ذلك أنه لا يوجد جسم موحد لهذه الفصائل العسكرية، ويعدّ الاختلاف الأيديولوجي عاملاً حاسماً في ذلك، على عكس مناطق النظام السوري و"داعش"، على الأقل من حيث التنظيم وقيادة المناطق الخاضعة لسيطرته.

ويربط الأيهم "تزايد معدل الاغتيالات بتشكيل التحالف الدولي لضرب تنظيم (داعش)، إذ إن هذا الأمر مرتبط بعلاقة الثوار الموجودين على الأرض". ويؤكد أن "مَن ينفّذ هذه الاغتيالات هم أبناء سورية بإيحاء من دول كبرى، لأن معظم الفصائل بالداخل منقسم بحسب انقسام الداعمين".
ويلفت مراسل إحدى الوكالات الإعلامية المحلية إلى أن "المنطقة تشهد أحداثاً كبيرة، وتحتوي شخصيات قيادية عسكرية، منها مَن هو مستهدف من جهات عدة، أولها النظام، وثانيها (داعش)، وثالثها مَن يرفض الجلوس للتحالف، ويضع شروطاً تتّفق مع مصالحه، وهدف جميع الجهات السابقة الذكر، توقف مسار الثورة وطعنها بالخاصرة بقتل قيادييها وإعلامييها".

من جهته، يتفق عضو المكتب الإعلامي لألوية "فيلق الشام"، المكنى بأبي أحمد، مع ما ذهب إليه الأيهم، حيال تحوّل الريف الإدلبي إلى بيئة مشجعة للاغتيالات، إذ يقول إن "ريف إدلب هو عبارة عن مبنى لإدارة غالبية الفصائل العاملة على أرض سورية، ومن هنا ينطلق التشعّب المتعدّد للفصائل في سورية ويلمّ شمله في إدلب".

ويضيف أبو أحمد أن "للنظام دوراً كبيراً، عن طريق عملائه، في اغتيال قيادات وغيرهم. فقد نفّذ هجمات في الفترة الأخيرة على مناطق إدلب، سواء بمجازر الطيران أو غيرها". ويشير إلى أن "لفصائل إدلب دوراً كبيراً في إيقاف التقدم من مدينة مورك منذ أكثر من عام".

ويتابع الناشط الإعلامي أن "الولايات المتحدة الأميركية قد خططت أيضاً لذلك منذ وقت، والأيام المقبلة ستكون، على ما يبدو، أسوأ للثورة السورية، بسبب التشعّب على حسابات الغير".

المساهمون