ريال مدريد و"وهم مركز توني كروس"

اللعب ينتقل للجانب الأيسر بينما كروس يقف في مكانه سامحاً لزوروتوزا بأن يكون أقرب للمرمى منه في أكثر من لقطة متتالية حتى يصل الأمر إلى أن يكون لريال سوسييداد 4 لاعبين في منطقة الجزاء بينما يتواجد للريال 3 لاعبين فقط.

بينما يتمركز سرخيو راموس وبيبي بشكل خاطئ، لم يكن كروس في قلب الحدث من الأساس تاركاً زوروتوزا يشكل الزيادة العددية ويطلق رصاصته الرأسية كالقنبلة بينما للتو يدخل لمنطقة الجزاء.

المشكلة في هذا الأمر تكتيكياً يتمثل في أن لاعب الارتكاز في خطة 4/3/3 بالذات عليه وأن يعلم وأن فريقه لا يمتلك أجنحة صريحة بل هي أجنحة هجومية لا تساعد كثيراً في العملية الدفاعية بل يكون لوكا مودريتش وإيسكو من عليهما مساندة الظهيرين في العملية الدفاعية وبالتالي يكون على لاعب الارتكاز واجب ضروري بالانضمام لقلبي الدفاع في منطقة الجزاء بمجرد وصول الكرة للأطراف وذلك بسبب انشغال الظهير القريب من الكرة بمحاولة إفساد العرضية. لكن هذا لم يحدث وبقى كروس مجرد مشاهداً لتعادل سوسييداد. حسناً .. هذا الأمر يتكرر من جديد .. توني كروس لا يدرك واجب جديد من واجبات مركزه أو على الأقل هو غير معتاد عليها وينسى نفسه في وقت لا يمتلك ريال مدريد ترف خسارة نقاط كثيرة في دوري لا يخسر فيه المتصدر الكثير من النقاط.

توني كروس يتمركز بشكل معقول في تلك اللقطة لكنه مازال يفسح مجالاً لعمل المنافسين في المنطقة الواقعة بينه وبين قلبي الدفاع كما أنه هو من يخرج لمقابلة اللاعب الممرر بينما عليه أن يترك هذه المهمة لزميليه وعدم ترك مكانه، وأتساءل عما إن كان اللاعب المُمرر في تلك اللقطة كان قد مرر إلى استيبان جرانيرو المتمركز في قلب الوسط وماذا كان كروس فاعل بعد أن كشف قلبي دفاعه. لكن على أية حال فإن الكرة قد مُررت إلى الأطراف كما هي العادة للاعبي ريال سوسييداد، وبينما ينكفئ سيرخيو كناليس وتشابي برييتو على التلاعب بمارسيلو وسيرخيو راموس –الذي خرج اضطرارياً من مركزه لعدم مساندة إيسكو بالشكل الكافي لمارسيلو- لم يحاول كروس فهم أن خروج راموس يستلزم منه الركض بأسرع وقت ممكن لتغطية مكان زميله بل ظل يعود بنفس الخطوة الثقيلة البطيئة التي تراقب المشهد بدون تدخل تقريباً .. أنتم تعرفون جيداً نهاية تلك القصة .. الهدف الثالث لريال سوسييداد وانقلاب اللقاء رأساً على عقب.



إذاً نحن –حتى الآن- أمام "وهم" اسمه إشراك توني كروس في مركز لاعب الارتكاز .. لا يبدو في الوقت الحالي وأن الدولي الألماني قادر على أداء هذا الدور وأمام كارلو أنشيلوتي حلان لا ثالث لهما.. إما العمل بشكل كبير مع لاعبه ومحاولة توجيهه لضرورة عدم نسيان واجبات مركزه الجديد، أو أن يقوم بإعطاء الفرصة لآسيير إيارامندي الذي فقد الثقة في نفسه بعدما خسر ثقة من حوله.. من يعلم .. ربما يكون إنقاذ وسط الريال الدفاعي على يديه في نهاية المطاف.