ريال مدريد في مشكلة.. والحل برازيلي

25 يناير 2015
+ الخط -

 فاز ريال مدريد على قرطبة بشق الأنفس، ورغم أن النقاط الثلاث هي الأهم في بطولة الدوري، إلا أن عروض الملكي الحالية تؤكد صعوبة القادم واستحالة الحفاظ على نسق الانتصارات بهذا الأداء السيىء في مختلف المباريات. وحاول الإيطالي كارلو أنشيلوتي معالجة الأمور بإشراك الألماني، سامي خضيرة، بجوار مواطنه كروس، ثم دفع بإياراميندي في الشوط الثاني لكن دون جدوى، لتتأكد أزمة متصدر البطولة على مستوى منطقة الوسط، لذلك صارت كل الطرق تؤدي إلى التعرف على الوافد الجديد، لوكاس سيلفا.

نبش الماضي
نعود بالذاكرة سريعا لسنة 2002، وبالتحديد مونديال العالم في كوريا واليابان، خلال مباراة البرازيل وبلجيكا ضمن مواجهات الدور ثمن النهائي، ولعب راقصو السامبا بشكل عادي للغاية، وكان البلجيك أفضل بمراحل، وفي الدقيقة 56 من عمر المباراة، خرج جونينيو باوليستا، أفضل لاعب بالسيلساو، ليدخل مكانه دينيلسون، ورغم أفضلية الفريق الخصم، فازت البرازيل في النهاية وصعدت إلى ربع النهائي، لتكون هذه المواجهة نقطة تحول في فكر معظم المدربين داخل بلاد السيلساو، ومن إصابة ايمرسون قبل البطولة لخروج جونينيو الغريب، راهن فيليبي سكولاري على جلبرتو سيلفا وكليبرسون في منطقة الارتكاز حتى نهاية البطولة، ويفوز المنتخب في النهاية بالكأس في ظل منافسات وصفت بالأسوأ والأقل قيمة فنية من بين كل بطولات كؤوس العالم.

حافظ "الكوتش" على العهد، ومن سليفا وكليبرسون إلى باولينيو ولويس جوستافو، وحينما تريد البرازيل الهجوم فإن فيرناندينيو هو الحل، وكأن سقراط وأمثاله اختفوا تماماً من بلاد طالما أنجبت أعظم لاعبي الوسط في التاريخ.

قطعة مختلفة
يعتبر البرازيلي، لوكاس سيلفا، لاعب وسط مختلف بعض الشيء عن نوعية اللاعبين البرازيليين بالسنوات الأخيرة، لأنه يمتاز بخاصية التمرير، ويجيد التصرف بالكرة في المساحات الضيقة، لذلك حصل على شهرة واسعة في فترة قصيرة، وجاء التتويج الحقيقي لقدراته بالانتقال الرسمي إلى صفوف ريال مدريد، بعد تألق كبير مع ناديه كروزيرو بالدوري البرازيلي.

حصل لوكاس على مكانة خاصة خلال عام 2014، وتم رصده كواحد من أهم 20 موهبة شابة في كرة القدم، ووصفه المتابعون بأنه النسخة البرازيلية من تشابي ألونسو، حيث القدرة على عمل العرقلة المشروعة، مع مهارة خاصة بالتمرير في استلام وتسليم الكرات، من خلال تواجده في نصف ملعب فريقه كلاعب ارتكاز دفاعي صريح.

سيلفا أيضاً مسدد بارع، ويتحرك بذكاء داخل الملعب، مع تمركزه المميز في قطع التمريرة الثانية للفريق الخصم، وكسر عملية الضغط على الثلث الدفاعي الأخير، بالإضافة إلى أهم ميزة ممكنة فيما يخص إغلاق زوايا التسديد أمام مهاجمي المنافس في المنطقة الحمراء بين دائرة الارتكاز ومشارف منطقة الجزاء، لذلك هو بمثابة المحور العصري الذي سيساعد ريال مدريد في قادم المواعيد.

مشكلة الملكي
عانى الميرينجي كثيراً بعد إصابة النجم الكرواتي، لوكا مودريتش، وذلك بسبب زيادة الفراغات عند فقدان الكرة، ووجود مساحات شاغرة لم يقدر الألماني، توني كروس، على شغلها بمفرده، رغم المجهود المضاعف الذي قام به الإسباني الممتع، ايسكو، لكن في النهاية فشل وسط الريال في ضبط التحولات، وخرج أمام أتلتيكو مدريد في بطولة الكأس، مع أداء سلبي ومتراجع في بطولة الليجا المحلية.

وقدوم لوكاس يعني إعطاء كروس مزيداً من الراحة، والاعتماد على سياسة المداورة التي أهملها المدرب الإيطالي أنشيلوتي كثيراً، مما تسبب في إرهاق معظم نجوم الريال وانخفاض لياقتهم خلال المواجهات المعقدة. ومن الناحية الفنية، فإن البرازيلي من الممكن أن يلعب كارتكاز دفاعي صريح، مع تحول كروس إلى الأمام بضع خطوات، ليستعيد أيامه القديمة مع بايرن ميونخ.

تحول توني إلى المركز 6 مع ريال مدريد، وأصبحت له مهام دفاعية واضحة، لكن من الوارد أن يعود إلى المركز 8 كلاعب وسط هجومي صريح، مع مساندة كاملة من الوافد اللاتيني الجديد، ليصبح وسط الريال جاهزاً للتحول من خطة إلى أخرى، في إطار المرونة التكتيكية المطلوبة بين 4-3-3 و 4-4-2.

المساهمون