يتبدّد حُلم اللاعب محمد عبيد في إكمال مسيرته الرياضية ولعب كرة القدم، بعدما أصابه الاحتلال الإسرائيلي بطلق ناري متفجر في كلتا قدميه، أثناء مشاركته في الجمعة الثانية (6 إبريل) من فعاليات "مسيرة العودة الكبرى"، على الحدود الشرقية من قطاع غزة، وباتت أقصى أحلامه أن يقف على قدميه من جديد.
عبيد، الذي يلعب لنادي الصلاح الرياضي لكرة القدم، وغاب عن تدريبات فريقه ليُشارك مع آلاف الفلسطينيين ممن يُحيون مسيرة العودة السلمية، شرق مخيم البريج، وسط القطاع، لم يكن يعلم بأن مجرد وقوفه إلى جانب المتظاهرين يُزعج الاحتلال، الذي بدوره لم تُفرق رصاصات بنادقه بين كبير أو صغير أو رياضي أو غيره، فالكل مُستهدف.
يعود أصل لاعب كرة القدم عبيد إلى بلدة بيت دراس المحتلة، وقد شارك في المسيرة وكل همّه أن يُطالب بحق عودته وكل اللاجئين إلى أراضيهم المحتلة، لكن الاحتلال قرر أن يَغتال شبابه ومستقبله، فاستخدم رصاصه المحرّم دولياً ضده، كما ما زال يفعل ضد كل الفلسطينيين، فأنهى مسيرة اللاعب رياضياً قبل كل شيء.
وقبل أن يُصيب الرصاص المتفجر قدمي عبيد، كان الشاب العشريني يقف أمام السياج الحدودي الفاصل، يلتقط لنفسه مقطع فيديو، قبل أن يسقط أرضاً برصاصة قناص إسرائيلي، ويقول لـ"العربي الجديد": "كنت واقفاً ومُلتزماً بالسلمية التي هي أساس المسيرة، لكن الاحتلال أصابني بطلق ناري متفجر، ولم أعد أشعر بقدميّ".
اقــرأ أيضاً
ويُضيف عبيد، البالغ من العمر 23 عاماً: "وأنا ألتقط فيديو لنفسي، سقطت فجأة على الأرض وشعرت بأني عاجز عن الحركة، وبعدما رأيت أن كلتا قدمي أصيبتا دار في بالي أن مسيرتي الكروية انتهت. في المستشفى عرفت من الأطباء أن الرصاصة أصابت قدمي اليُمنى وتفجرت في ركبة القدم اليسرى، والآن أصبحت عاجزاً عن الحركة".
ويوضح عبيد أنه يحتاج إلى فترة طويلة من العلاج قد تصل إلى سنة، لكن آماله بالعودة إلى الملاعب وشغل مركز الظهير الأيمن في ناديه الكروي تتبدد مع مرور الوقت، كونه يأمل في أن تُفتح المعابر المُغلقة في وجهه للسفر إلى الخارج وإجراء عملية جراحية قد تُعيد له شيئاً من الأمل في العودة إلى غزة مرة أخرى ولعب كرة القدم.
ولم يخفِ عبيد أن مصدر رزقه الوحيد كان يتعلق بلعب كرة القدم في ملاعب غزة، قبل أن تُبدد إصابته كل أمل لديه، ويقول: "كنت أسعى إلى تطوير نفسي في اللعبة، وتمثيل منتخب بلادي في كل المسابقات، ولم لا، تجربة الاحتراف في الخارج، هذا كان حُلمي، لكن الأمور الآن باتت صعبة والأمل ضعيفاً".
الرصاص لا يفرّق بين أحد
وما زال الاحتلال يستهدف الفلسطينيين بمختلف أعمارهم وفئاتهم، فهو لا يُفرق بين كبير أو صغير، ولا رياضي أو غيره، فبنادقه تُفتح في وجه الكل، والاستهداف يطاول الجميع من دون استثناء، رياضيين أو مُسعفين أو أطباء، وحتى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وما زال الشعب يؤمن بأن الاحتلال "أمِن العقاب فأساء الأدب".
وجاءت مشاركة الرياضيين في مسيرات العودة مُزعجة للاحتلال، فاستهدفهم بالرصاص المحرم دولياً، ليُبدد أحلامهم ويغتال شبابهم ويُدمر مستقبلهم. فهذه رصاصة متفجرة أخرى، بَترت قدم الشاب علاء الدالي، وأنهت حُلمه في تمثيل فلسطين في رياضة ركوب الدراجات الهوائية، ودفع حياته ثمناً، لأن الاحتلال لا يؤمن بـ"السلمية".
ويوضح الدالي لـ"العربي الجديد" أنه ذهب إلى حدود غزة على دراجته الهوائية، وبزي رياضي، ولم يكن يَعلم أن ذلك سيُعرضه للاستهداف، ويقول: "خرجت مُسالماً إلى الحدود فقط، للمشاركة والمطالبة بحق عودتنا إلى أراضينا، وفي لحظة سقطت أرضاً ولم أشعر بقدمي إلى أن استيقظت في المستشفى فاقداً قدمي اليُمنى بعد بترها".
ويبين الدالي أنه حصل على ميداليات عدة في رياضة ركوب الدراجات الهوائية، التي يحترفها منذ كان صغيراً، إلى أن أصبح أحد لاعبي المنتخب الفلسطيني في الرياضة، وكان قد حاول كثيراً السفر إلى الخارج وتمثيل بلاده في بطولات خارجية، لكن المعابر المُغلقة حالت دون ذلك، إلى أن أنهى الاحتلال حُلمه.
فرصاصة متفجرة واحدة كانت كفيلة بتهشم الشرايين والأعصاب والعظم في ساقه اليُمنى، حتى بُترت بعد عدة محاولات لعلاجها، لكن حُلمه بممارسة رياضته المفضلة ما زال يُراوده، وبات مَسعاه الوحيد محاولة السفر إلى الخارج وتركيب طرف صناعي قد يُعيد حُلمه إلى عقله من جديد، بعدما قرر الاحتلال إنهاءه فجأة.
وأكد أن أسرته طلبت نقله من غزة من أجل تلقي علاج أفضل، لكن السلطات الفلسطينية أبلغته بأن مسؤولي الكيان الصهيوني رفضوا السماح له بمغادرة القطاع. ويقر الدالي، الذي تدرب لأكثر من ست ساعات يومياً لعدة أشهر من أجل المشاركة في الألعاب الآسيوية في إندونيسيا، بأن "حلمه في رفع علم فلسطين بجاكرتا" قد انتهى. ويتعلم الدالي الآن المشي بمساعدة عكازين، وينوي المنافسة في المستقبل في مسابقات ذوي الاحتياجات الخاصة.
إلى ذلك، يؤكد عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة في غزة، عبد السلام هنية، أن "استهداف الاحتلال للرياضيين، كما هو لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وهو ليس بجديد عليهم، وهناك شهيد من شهداء الحركة الرياضية وهو الطفل حسين ماضي، وأكثر من ثماني إصابات بين صفوف الرياضيين في قطاع غزة".
ويشدد هنية، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على أن الاحتلال لا يفرق بين كل مكونات الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن "استهداف الرياضيين يفضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، بينما ستستمر الحركة الرياضية في غزة مهما تعرّض أبناؤها للاستهداف أو محاولات ثنيهم عن أحلامهم وآمالهم من قبل هذا المحتل".
عبيد، الذي يلعب لنادي الصلاح الرياضي لكرة القدم، وغاب عن تدريبات فريقه ليُشارك مع آلاف الفلسطينيين ممن يُحيون مسيرة العودة السلمية، شرق مخيم البريج، وسط القطاع، لم يكن يعلم بأن مجرد وقوفه إلى جانب المتظاهرين يُزعج الاحتلال، الذي بدوره لم تُفرق رصاصات بنادقه بين كبير أو صغير أو رياضي أو غيره، فالكل مُستهدف.
يعود أصل لاعب كرة القدم عبيد إلى بلدة بيت دراس المحتلة، وقد شارك في المسيرة وكل همّه أن يُطالب بحق عودته وكل اللاجئين إلى أراضيهم المحتلة، لكن الاحتلال قرر أن يَغتال شبابه ومستقبله، فاستخدم رصاصه المحرّم دولياً ضده، كما ما زال يفعل ضد كل الفلسطينيين، فأنهى مسيرة اللاعب رياضياً قبل كل شيء.
وقبل أن يُصيب الرصاص المتفجر قدمي عبيد، كان الشاب العشريني يقف أمام السياج الحدودي الفاصل، يلتقط لنفسه مقطع فيديو، قبل أن يسقط أرضاً برصاصة قناص إسرائيلي، ويقول لـ"العربي الجديد": "كنت واقفاً ومُلتزماً بالسلمية التي هي أساس المسيرة، لكن الاحتلال أصابني بطلق ناري متفجر، ولم أعد أشعر بقدميّ".
ويُضيف عبيد، البالغ من العمر 23 عاماً: "وأنا ألتقط فيديو لنفسي، سقطت فجأة على الأرض وشعرت بأني عاجز عن الحركة، وبعدما رأيت أن كلتا قدمي أصيبتا دار في بالي أن مسيرتي الكروية انتهت. في المستشفى عرفت من الأطباء أن الرصاصة أصابت قدمي اليُمنى وتفجرت في ركبة القدم اليسرى، والآن أصبحت عاجزاً عن الحركة".
ويوضح عبيد أنه يحتاج إلى فترة طويلة من العلاج قد تصل إلى سنة، لكن آماله بالعودة إلى الملاعب وشغل مركز الظهير الأيمن في ناديه الكروي تتبدد مع مرور الوقت، كونه يأمل في أن تُفتح المعابر المُغلقة في وجهه للسفر إلى الخارج وإجراء عملية جراحية قد تُعيد له شيئاً من الأمل في العودة إلى غزة مرة أخرى ولعب كرة القدم.
ولم يخفِ عبيد أن مصدر رزقه الوحيد كان يتعلق بلعب كرة القدم في ملاعب غزة، قبل أن تُبدد إصابته كل أمل لديه، ويقول: "كنت أسعى إلى تطوير نفسي في اللعبة، وتمثيل منتخب بلادي في كل المسابقات، ولم لا، تجربة الاحتراف في الخارج، هذا كان حُلمي، لكن الأمور الآن باتت صعبة والأمل ضعيفاً".
الرصاص لا يفرّق بين أحد
وما زال الاحتلال يستهدف الفلسطينيين بمختلف أعمارهم وفئاتهم، فهو لا يُفرق بين كبير أو صغير، ولا رياضي أو غيره، فبنادقه تُفتح في وجه الكل، والاستهداف يطاول الجميع من دون استثناء، رياضيين أو مُسعفين أو أطباء، وحتى فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وما زال الشعب يؤمن بأن الاحتلال "أمِن العقاب فأساء الأدب".
وجاءت مشاركة الرياضيين في مسيرات العودة مُزعجة للاحتلال، فاستهدفهم بالرصاص المحرم دولياً، ليُبدد أحلامهم ويغتال شبابهم ويُدمر مستقبلهم. فهذه رصاصة متفجرة أخرى، بَترت قدم الشاب علاء الدالي، وأنهت حُلمه في تمثيل فلسطين في رياضة ركوب الدراجات الهوائية، ودفع حياته ثمناً، لأن الاحتلال لا يؤمن بـ"السلمية".
ويوضح الدالي لـ"العربي الجديد" أنه ذهب إلى حدود غزة على دراجته الهوائية، وبزي رياضي، ولم يكن يَعلم أن ذلك سيُعرضه للاستهداف، ويقول: "خرجت مُسالماً إلى الحدود فقط، للمشاركة والمطالبة بحق عودتنا إلى أراضينا، وفي لحظة سقطت أرضاً ولم أشعر بقدمي إلى أن استيقظت في المستشفى فاقداً قدمي اليُمنى بعد بترها".
ويبين الدالي أنه حصل على ميداليات عدة في رياضة ركوب الدراجات الهوائية، التي يحترفها منذ كان صغيراً، إلى أن أصبح أحد لاعبي المنتخب الفلسطيني في الرياضة، وكان قد حاول كثيراً السفر إلى الخارج وتمثيل بلاده في بطولات خارجية، لكن المعابر المُغلقة حالت دون ذلك، إلى أن أنهى الاحتلال حُلمه.
فرصاصة متفجرة واحدة كانت كفيلة بتهشم الشرايين والأعصاب والعظم في ساقه اليُمنى، حتى بُترت بعد عدة محاولات لعلاجها، لكن حُلمه بممارسة رياضته المفضلة ما زال يُراوده، وبات مَسعاه الوحيد محاولة السفر إلى الخارج وتركيب طرف صناعي قد يُعيد حُلمه إلى عقله من جديد، بعدما قرر الاحتلال إنهاءه فجأة.
وأكد أن أسرته طلبت نقله من غزة من أجل تلقي علاج أفضل، لكن السلطات الفلسطينية أبلغته بأن مسؤولي الكيان الصهيوني رفضوا السماح له بمغادرة القطاع. ويقر الدالي، الذي تدرب لأكثر من ست ساعات يومياً لعدة أشهر من أجل المشاركة في الألعاب الآسيوية في إندونيسيا، بأن "حلمه في رفع علم فلسطين بجاكرتا" قد انتهى. ويتعلم الدالي الآن المشي بمساعدة عكازين، وينوي المنافسة في المستقبل في مسابقات ذوي الاحتياجات الخاصة.
إلى ذلك، يؤكد عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة في غزة، عبد السلام هنية، أن "استهداف الاحتلال للرياضيين، كما هو لكل أبناء الشعب الفلسطيني، وهو ليس بجديد عليهم، وهناك شهيد من شهداء الحركة الرياضية وهو الطفل حسين ماضي، وأكثر من ثماني إصابات بين صفوف الرياضيين في قطاع غزة".
ويشدد هنية، في حديثه لـ"العربي الجديد"، على أن الاحتلال لا يفرق بين كل مكونات الشعب الفلسطيني، مضيفاً أن "استهداف الرياضيين يفضح جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، بينما ستستمر الحركة الرياضية في غزة مهما تعرّض أبناؤها للاستهداف أو محاولات ثنيهم عن أحلامهم وآمالهم من قبل هذا المحتل".