قالوا قديما إن كل الطرق تؤدي إلى روما، لكن مع رودي غارسيا تبدّلت المقولة تماما، وأصبحت كل السيناريوهات تقود أصحابها إلى مرمى وشباك روما فقط، نتيجة هبوط أداء الفريق، وجمود نسقه التكتيكي، مع انهياره بشكل مخيف أمام الكبار في أوروبا، لذلك تعرض رفاق توتي إلى خسارة بالسبعة أمام بايرن، ثم نكسة أخرى في مباراة برشلونة بكامب نو هذا الموسم، لتصل الرسالة أخيرا إلى إدارة النادي، لم يعد هناك مجال لتحمّل أفكار المدرب الفرنسي في العاصمة الإيطالية!
غارسيا
قام رودي غارسيا بعمل كبير في فرنسا، وحصل على الثنائية المحلية مع فريق ليل في موسم 2010 ـ 2011، بالإضافة إلى تتويجه كأفضل مدرب في بلاده لمدة ثلاثة أعوام، قبل أن يقرر خوض مغامرة جديدة في بلاد الكالتشيو مع روما، وتوسّم أغلب المتابعين انطلاقة جديدة للثنائي، خصوصا مع البدايات القوية والمثيرة، لكن سرعان ما انقلب السحر على الساحر، وصار أداء الذئاب مملا ورتيبا.
أعاد رودي في روما ترتيب أوراق طريقة لعب 4-3-3، الخطة التي أدخلها لويس إنريكي بعد قدومه إلى روما، لكنه لم يستمر كثيرا بسبب الخلافات مع الكبار داخل التشكيلة، ليأتي غارسيا ويلعب بنفس الرسم الخططي، لكن مع ديناميكية مستمرة، وعمق واضح في التشكيلة، مع دعم لا محدود من الجميع، ليبدأ بامتياز لكن بدون أي بطولة في النهاية.
أحضر المدرب أكثر من لاعب "هذا الصيف"، وتعاقد الفريق مع نجوم بقيمة صلاح، دجيكو والبقية، لكن دون تأثير حقيقي على مستوى الأداء. تلعب روما بالطريقة نفسها، وعندما تتأزم الأمور، لا جديد يُذكر، ولا أي شيء يتغيّر، والأمثلة كثيرة أهمها اللعب بخط دفاع متقدم أمام برشلونة، دون ضغط من الهجوم ومن غير أي ثقل في منطقة الوسط، لتزيد الأخبار حول التضحية به.
سباليتي
"لطالما تمنيت أن أنهي مسيرتي مع لوتشيانو سباليتي مدرباً لروما، شكرا سباليتي"، هكذا كانت وداعية الكابتن توتي بعد رحيل سباليتي في ولايته السابقة، ويبدو أن إدارة الذئاب لم تجد أنسب من الإيطالي حليق الرأس لتولي المهمة بعد غارسيا، خصوصا أنه صاحب تجربة مهمة مع الفريق، وحصل معهم على بطولتين للكأس، مع منافسة قوية على لقب الدوري.
بالعودة إلى الفترة ما بين 2005 و2009، قدم روما مستوى مميّزاً في معظم هذه الفترات، واستثنائياً بحق في عام 2007، بعد لعب الفريق بدون رأس حربة صريح، نتيجة كثرة الإصابات والغيابات، وعدم وجود رقم 9 حقيقي داخل التشكيلة، ليعلن سباليتي تمرده، ويتحدى الجميع بالتكتيك الوهمي، ويضع فرانشيسكو في الأمام مع ثنائي على الأطراف.
لعب روما في هذه الحقبة بخطة 4-3-3 على الورق، لكن دون مهاجم حقيقي داخل الملعب، لتتحول في معظم الأحيان إلى ما يشبه 4-6-0، بتواجد الثلاثي دي روسي، بيروتا، وبيزارو في الوسط، مع مانشيني وفوسينيتش كأجنحة برفقة توتي في كل أوقات الثلث الأخير، سجل القائد 26 هدف خلال هذا الموسم في صدارة الهدافين!
الخطة المنتظرة
يفضّل سباليتي الاختراق من الأطراف، ويميل في خططه إلى المزج بين الأجنحة الصريحة ونظيرتها المقلوبة. في السابق، دفع بمانشيني الظهير في مركز الجناح على الخط، بينما تحوّل المهاجم فوسينيتش إلى الرواق، لكي يحصل على الكرة ويقطع باستمرار داخل منطقة الجزاء، مع التحرك المستمر لتوتي دون التزام أبدا بمركز واحد ثابت.
وفي تشكيلة روما الحالية، من الممكن أن يقوم الثنائي صلاح وجيرفينيو بدور المهاجم، فالمصري يسجل أهدافاً عديدة، ورغم صعوبة تألقه في المساحات الضيقة، إلا أنه يعرف كيف يسدد أمام المرمى، بينما يمتاز الإيفواري بالمهارة الشديدة في تجاوز المدافعين، لذلك يستطيع المدرب تطبيق جزء كبير من أفكاره الهجومية بهذه القماشة المتاحة.
يبقى الفصل في ميركاتو يناير/ كانون الثاني الشتوي، لأن روما تحتاج إلى دماء جديدة، خصوصا على مستوى الدفاع والوسط، فالفريق لا يضغط على حامل الكرة، وينخفض مستواه كثيرا مع توالي الدقائق، ليظهر وكأنه بدون مدرب خارج الخطوط، وبالتالي سيعمل لوتشيانو منذ اليوم الأول على ضبط عملية قراءة التحولات أثناء سير المباريات، مع محاولة دعم العمق بدماء جديدة، في مغامرة جديدة نحو إعادة العواء إلى الذئاب.
اقرأ أيضا:إقالة غارسيا..وتعيين سباليتي مدرباً لذئاب روما!