شكوك وخيبة أمل وتعادل بأداء شاحب وجماهير تهدّد بالإضراب، هذا ما تركته المباراة ضد فيرونا من آثار عميقة ستصاحب روما وغارسيا نحو لقاء قد يعطي حكماً مبكراً ولربما جذرياً لإرضاء شارع يغلي غضباً منذ الجولات الأخيرة من الموسم الماضي.
ويجازف غارسيا وحتى ساباتيني (المسؤولان عن تشييد الفريق وقيادته)، بالكثير والكثير، وفي حال الخسارة من يدري كيف سيكون موقف الإدارة التي لطالما دافعت عن ساباتيني وعن قراراته ومنها عدم تغيير المدرب.
ولكن ما هي عيوب روما وما هي الاتهامات الموجّهة نحو ساباتيني وغارسيا؟
المدير الرياضي أمام الجمهور مسؤول عن انتدابات لم تقنع، وخصيصاً في الدفاع، فعدم تعويض بن عطية وبالزاريتي، ولا سيما التعاقد مع المتهالك كول والمتواضع امبيوا في الموسم الماضي والتخلي عن استوري وبيع رومانيولي والعناد في عدم انتداب معوض لما يكون المخضرم هذا الموسم، جعل من قاعدة الفريق الدفاعية هشة وبعيوب هيكلية تتجاوز أي تنظيم تكتيكي ممكن للتدارك. ولكن الاتهام الأكبر الموجّه للسيد ساباتيني من قبل "الأولتراس" خصيصاً هو التمادي في دعم غارسيا ومساندته في قناعاته على الصعيد الفني والتي أثرت حتى على سوق الانتدابات بشكل عميق في الصيفين الأخيرين.
الاستمرار في الإيمان المطلق بأسلوب صار مكشوفاً أمام الكل وتحميل اللاعبين مسؤولية فشله وعقمهأ صار عيباً وذنباً لا يُغفران، كما أن استبدال إيتوربي ولييايتش بمحمد صلاح أو جيرفينيو أو فالكي أو إيباربو، وكلها عناصر بنفس الخصائص تقريباً بدون التشكيك ولو للحظة بأن المشكلة لا تكمن في العناصر، صار شيئاً يتجاوز حدود الاستفزاز بالنسبة لجمهور العاصمة، فهنالك عيوب تبدو واضحة وضوح الشمس إلا لعيون غارسيا الذي لا يزال يستمع لصدى المديح الذي هطل عليه بعد موسم أول استثنائي لدرجة أنه ضد فيرونا أقحم تشكيلة غير متناسقة بالمرة وخصيصاً في الهجوم، فاللعب بجيرفينيو وصلاح (عناصر غير متخصصة في خلق التفوّق العددي على الأطراف وتنفيذ العرضيات إنما تتقن الهجومات المرتدة والانطلاقات في ظهر الدفاع المتقدم)، جعل من وجود المهاجم دجيكو بدون معنى في الهجوم والذي بذل جهداً مضاعفاً لخلق فرص وسط التحامات عنيفة من قبل دفاع فيرونا.
الأداء الهزيل ضد فيرونا وتصريحات غارسيا البعيدة كل البعد عن الواقع، تجعل من الأسبوع الذي يسبق القمة المنتظرة ضد يوفي درباً مليئاً بالعقبات، ومن يدري ما الذي سيحدث في بيئة قد لا تتحمّل عواقب خسارة ضد العدو اللدود وتهديد الأولتراس بالإضراب عن التشجيع وعدم حضور مباريات الفريق في الملعب الأولمبي في حال لم يتغيّر مسار الأمور ما هو إلا الهدوء الذي قد يسبق عاصفة لها من قوة الرياح التي قد تزعزع ما كان يبدو هشاً منذ نهاية الموسم الماضي.
لحسن حظ روما وغارسيا أن يوفي واليغري يمران بفترة انتقالية وأن فريق تورينو ما زال يبحث عن هوية معينة بعد رحيل فيدال وتيفيز وبيرلو، وهذه قد تكون فرصة ثمينة على غارسيا استغلالها وإلا هو ومحاميه ساباتيني سيكونان في حاجة ماسة لتبرير أفعالهما أمام قاضٍ لطالما كان قاسياً على من سبقهما في قيادة فريق العاصمة، روما، جمهور في انتظار ما يقنعه على الصبر، والفوز على اليوفي قد يكون مبرراً كافياً للسكوت، ولو للوقت الحاضر.