أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الإثنين، عن نشر نقطتي تفتيش في محيط منطقة "خفض التصعيد" جنوب غرب سورية، وعشرة مراكز مراقبة فيها، وصولاً إلى مسافة ثلاثة عشر كيلومتراً من أراضي الجولان السوري المحتل، إلا أن كلام موسكو عن تعزيز "خفض التصعيد" تزامن مع تجدد القصف الروسي على مناطق سيطرة المعارضة بغوطة دمشق الشرقية، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بالرغم من إعلان هذه المنطقة ضمن اتفاقيات خفض التصعيد.
وأعلن رئيس إدارة العمليات في هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الفريق أول سيرغي رودسكوي، عن نشر نقطتي التفتيش ومراكز المراقبة، وذلك من أجل "ضمان وقف إطلاق النار، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل عودة النازحين السوريين للمناطق التي تم استعادتها مؤخراً".
وأوضح أنه "تم إعلام كل من الولايات المتحدة الأميركية والأردن وحتى إسرائيل بتلك النقاط، حسب اتفاقية أستانة الأخيرة للدول الضامنة في كازاخستان".
وأضاف رودسكوي "بهدف ضمان وقف إطلاق النار قامت الشرطة العسكرية الروسية في 21 و22 يوليو/تموز، بإنشاء معبرين وعشرة مراكز على طول خطوط التماس المتفق عليها بين أطراف النزاع في منطقة خفض التصعيد جنوب غرب سورية".
وأكّد التوصل لاتفاق جمع "المعارضة السورية المعتدلة مع ممثلي وزارة الدفاع الروسية حول طبيعة عمل مناطق خفض التصعيد في مناطق الغوطة الشرقية، حيث تم إنشاء المعبرين ومراكز المراقبة فيها تحت إشراف روسي، فيما تستمر المحادثات لإقامة منطقة خفض تصعيد جديدة في محافظة إدلب شمالي سورية".
وبالرغم من الحديث الروسي عن ضم الغوطة الشرقية للاتفاق فقد قُتل ثمانية مدنيين، معظمهم أطفال ونساء، وأصيب آخرون، ليل الإثنين - الثلاثاء، بقصف جوي روسي استهدف مدينة عربين في غوطة العاصمة دمشق الشرقية.
وذكرت صفحة "تنسيقية عربين" على مواقع التواصل الاجتماعي أن،ّ "طائرات حربية روسية، قصفت بثمانية صواريخ، الأحياء السكنية، في مدينة عربين، ما أدّى إلى مقتل ثمانية مدنيين، في حصيلة أولية، معظمهم من الأطفال والنساء".
وأشارت إلى أنّ "حصيلة القتلى مرشحة للارتفاع، نظراً لانهيار أبنية سكنية، بشكل كامل، ووجود مصابين تحت أنقاضها".
إلى ذلك أكدت مصادر ميدانية في ريف حماة الشمالي الغربي لـ"العربي الجديد" إقامة النظام السوري لمركز روسي في ريف حماة الغربي كقاعدة للشرطة العسكرية الروسية، التي ستقوم بوضعها لاحقاً كما وضعتها في الغوطة الشرقية، وذلك بهدف حماية مناطق الفصل بين مناطق المعارضة السورية في إدلب وبين مناطق النظام بريف حماة.
وتأتي هذه التطورات، بعد أيام من نشر "العربي الجديد" لمعلومات عن الأراضي التي منحتها قوات النظام للقوات الروسية بريف حماة والبالغة مساحتها خمسة آلاف متر مربع، والواقعة على الخط الفاصل بين مناطق سيطرة النظام بريف حماة الغربي والغربي الشمالي وبين مناطق ريف إدلب الجنوبي.
وسيتم وضع ما يقارب مئتي عنصر روسي بداخل المقر، بعد سحبهم في الغالب من المتواجدين في محطة القطار المتواجدة قرب حي البعث بحماة، ومن المتواجدين في مدينة مصياف غربي حماة، ويخضع هذا المقر بإدارته بشكل مباشر للقيادات الروسية المتواجدة في مطار حميميم في اللاذقية، من أجمل حماية مناطق النظام من أي اختراق قد تسجله كتائب المعارضة تجاه مناطق النظام.