أكد نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، اليوم الإثنين، أن استقالة كبير مفاوضي الهيئة العليا للمفاوضات السورية، محمد علوش، ممثل "جيش الإسلام"، من منصبه، سيكون لها "تأثير إيجابي في مفاوضات جنيف3".
وقال بوغدانوف، في تصريح صحافي تناقلته وسائل الإعلام، معلقا على انسحاب علوش من الهيئة: "نعتقد أن ذلك سيأتي بنتائج إيجابية فقط، لأن هؤلاء الأشخاص كانوا يتخذون موقفا غير بناء على الإطلاق، ولم يكن في نيتهم الاتفاق على أمر بناء".
وكان علوش قد قدم استقالته من منصبه في الهيئة العليا عقب يوم واحد من انتهاء اجتماعاتها يوم السبت الماضي، إذ قال، في تغريدة نشرها في حسابه الرسمي على "تويتر"، إنه "تقدم أول من أمس باستقالته من منصب كبير مفاوضي المعارضة إلى الهيئة العليا للمفاوضات".
وأصدر علوش بياناً أوضح فيه الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة، بالقول إنّ "الجولات الثلاث للمفاوضات التي جرت في جنيف لم تكن ناجحة، بسبب تعنت النظام السوري، واستمراره بالقصف، وعدم قدرة المجتمع الدولي على تنفيذ قراراته، ولا سيما في ما يتعلق بالجانب الإنساني لجهة فك الحصار وإيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة".
كما لفت علوش إلى أن الاستقالة جاءت احتجاجاً على المجتمع الدولي، "لعله يشعر بأهمية دماء السوريين المهدورة على يد النظام السوري وحلفائه"، داعياً، في نهاية بيانه، فصائل الجيش السوري الحر وباقي الفصائل الثورية والكيانات السياسية إلى توحيد الصفوف لتحقيق النصر.
وعقب استقالة علوش، هاجم رئيس الوفد التفاوضي المنبثق عن المعارضة السورية، أسعد الزعبي، أداء المجتمع الدولي حيال الملف السوري، بقوله، في سلسلة تغريدات على موقع "توتير": "لا بارك الله في المفاوضات إذا كنا نذهب إلى جنيف فقط لننتظر كيف سيقتل شعبنا، أو لنستجدي مجلس الأمن من أجل إدخال سلة غذائية إلى داريا".
وأضاف الزعبي: "في الجولة الأولى من المفاوضات كان لدينا 6 مناطق محاصرة، أما اليوم فلدينا 18 منطقة. وكان لدينا 200 حالة وفاة جوعاً، أما اليوم فلدينا 400، فأين المجتمع الدولي؟".
واعتبر أن "أميركا بدأت تكشف عن أنيابها بشكل واضح، ومجلس الأمن بدأ يشيح بوجهه عن قراراته التي أصدرها"، على حد وصفه. ومما قاله أيضاً: "أميركا تريد أن تحقق مكاسبها ومآربها في شرق سورية، وروسيا تريد أن تحقق مكاسبها على الساحل السوري".
ويرى مراقبون أن انسحاب علوش جاء في سياق إبعاد الروس للفصائل المسلحة عن هيئة التفاوض، وبالتالي إفقادها أقوى أوراقها التفاوضية، في وقت يتم العمل على تشكيل وفد مواز يضم وفود مؤتمرات موسكو والقاهرة والاستانة وحميميم، وإكسابه صفة مفاوض، في محاولة منها تطبيق "جنيف1" وقرارات مجلس الأمن والتفاهمات الدولية، بحسب الرؤية الروسية، مستغلة غياب الدور الأميركي الفاعل في الأزمة السورية.
كما علق بوغدانوف على ما نقل عن وزير الخارجية التركي، مولود جاوش أوغلو، بشأن تقديم أنقرة اقتراحا لواشنطن للقيام بعملية خاصة مشتركة في سورية بدون قوات كردية، قائلا إنه لا توجد أي أسس قانونية لمثل هذه العملية، وهي في حال إقدام أنقرة وواشنطن عليها ستمثل تدخلا في شؤون دولة ذات سيادة.
وبشأن الاتهامات التي وجهها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إلى موسكو بتسليح مقاتلي حزب "العمال الكردستاني"، قال بوغدانوف إن الحكومة الروسية تنتظر من الجانب التركي تقديم أدلة لإثبات هذه الاتهامات العديمة الأساس.