روسيا ترد على عقوبات الغرب: "لن نأكل طعامكم"

03 اغسطس 2014
روسيا تصعّد من ردها على عقوبات الغرب (أرشيف/getty)
+ الخط -
تواجه روسيا تشديد عقوبات الاتحاد الأوروبي وأميركا المفروضة عليها، باستخدام سلاح جديد هو منع استيراد منتجات غذائية تحت غطاء دوافع صحية و"حماية المستهلكين".

وتقول الوكالة الصحية الروسية "روسلخوزنادور: "إن منتجات كالحليب والأجبان والبصل المستورد من أوكرانيا ومنتجات الصيد البحري المستوردة من اليونان والخوخ من صربيا والبطاطس والملفوف من بولندا واللحم من إسبانيا، تحتوي على مواد ضارة، أو مصابة بجراثيم خطرة أو لا تستوفي المعايير القانونية".

ومنذ تشديد العقوبات الغربية على موسكو على خلفية الأزمة الأوكرانية تفرض السلطات الروسية بشكل شبه يومي حظراً جديداً على منتجات مستوردة من الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأميركية.

وأول أمس الجمعة، تم حظر استيراد الفاكهة والخضار من بولندا إلى روسيا بسبب "انتهاكات متكررة" في الشهادات، وهكذا خسرت وارسو بحسب الإحصاءات الرسمية، سوقاً يمثل أكثر من مليار يورو سنوياً.

ويعد الحظر المالي الأخير، الذي طبقته الولايات المتحدة ومجموعة الدول الأوروبية على روسيا، يوم الثلاثاء، أقوى إجراءات عقابية على موسكو حتى الآن، فقد استهدفت قطاعات المصارف والطاقة والدفاع الروسية، مقارنة بعقوبات أقل في جولتي الحظر اللتين طبقتهما في يناير/كانون الثاني وأبريل/نيسان الماضي.

وفي الأيام الأخيرة صعّدت روسيا من ردها على عقوبات الغرب، بقرار منع واردات أوكرانيا من البطاطس والصويا والعصير والمعلبات والحليب والجبن ومنتجات زراعية أخرى، بسبب "وجود بقايا مضادات حيوية" و"مخالفات في المعلومات المعلنة" عن المنتجات، حسب الجهات الروسية المختصة.

فضلا عن ذلك هددت "روسلخوزنادور" بفرض حظر على الحليب المجفف المستورد من لاتفيا والدواجن الأميركية، وأيضاً كامل السلع الغذائية الأوكرانية، والسبب الذي تعطيه السلطات الروسية لقرارات الحظر هو حماية المستهلكين والصحة العامة، مستبعدة أي دوافع سياسية.

وقال نيكولاي بانكوف مسؤول اللجنة الروسية البرلمانية عن الزراعة الأربعاء الماضي "أي قرار سياسي؟ إن أوكرانيا بلد تدور فيه حرب حيث سلامة المواطنين العاديين ليست مضمونة، وحيث الناس يقتلون. وليس لديه منتجات نوعية، فلماذا علينا استيراد اللحوم على سبيل المثال (الحيوانات) قتلت بقصف مدافع الهاون؟".

وبتذرعها بأسباب صحية لقرارات الحظر، تقترب "روسلخوزنادور" بخطابها من خطاب الوكالة الروسية لحماية المستهلكين "روسبوتربنادور" التي أطلقت الصحافة بسخرية على رئيسها السابق غينادي اونيشتشنكو لقب "وزير الجراثيم الأجنبية"، أثناء النزاعات التجارية السابقة.

وقال المحلل الروسي قسطنطين كالاشيف "إن الأمر يتعلق في الواقع برد فعل على العقوبات، إنه استمرار للسياسة عبر وسائل أخرى. كل هذه التدابير هي أشبه بانتقام من دول تعتبر معادية".

وأضاف كالاشيف: "إن هذه التدابير مدعومة من غالبية المجتمع الروسي لأن الشعب لا يشعر بأنه يعاني منها".

وقد تم الحد مؤخرا من مستوردات اللحوم والفاكهة والنبيذ من مولدافيا بعد توقيع اتفاق لحرية التبادل في حزيران/يونيو بين الاتحاد الأوروبي وهذه الجمهورية السوفييتية السابقة التي كانت تحظى حتى ذلك الحين بوضع مميز في تبادلها التجاري مع روسيا.

إلى ذلك حذرت موسكو من أن روسيا ستتخذ "تدابير حمائية" إن تبين أن اتفاقات الشراكة الموقعة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا ومولدافيا تضر باقتصادها، وأوروبا ليست الوحيدة المستهدفة، لأن روسيا سبق أن حظرت في 2013 بشكل شبه كامل استيراد اللحوم من الولايات المتحدة بعد أن تبنى مجلس الشيوخ الأميركي عقوبات تستهدف مسؤولين روسيين.

واليوم أصبح العملاق الأميركي في مجال المطاعم التي تقدم وجبات سريعة "ماكدونالدز" في مرمى السلطات الصحية الروسية التي طلبت من القضاء منع عدد من منتجاته بسبب "مخالفات في معايير السلامة والسعرات الحرارية".

وإن كانت روسيا تعد من أبرز المنتجين في العالم للحليب والبطاطس أو الحبوب (25.4 مليون طن من الحبوب المصدرة هذه السنة)، فإن المخازن الكبرى في موسكو تعج أيضا بالمنتجات الغذائية المستوردة.

المساهمون