وحسب التقرير الذي كتبه سايمون واتكنز، الخبير في شؤون الطاقة، للنشرة الأميركية، فإن روسيا تخطط لاستثمار 50 مليار دولار في إيران سنوياً ولمدة خمس سنوات لتطوير مشاريع النفط والغاز، وذلك مقابل منح إيران الشركات الروسية الأولوية في تطوير جميع مشاريع النفط والغاز في إيران وعدم معاقبة طهران لهذه الشركات في حال إخلالها بمواعيد تسليم مشاريع التطوير.
ويقول التقرير إن روسيا ستستخدم موانئ بندرعباس وبوشهر وشهبار الإيرانية، كقواعد للسفن الحربية والغواصات، كما ستنشئ قاعدة جوية بالقرب من ميناء بندرعباس لمقاتلات سوخوي 57.
ونسبت النشرة هذه المعلومات إلى مسؤول إيراني رفيع. ولا يستبعد خبراء أن يكون التحرك الروسي في المنطقة مرتبطاً بالتصريحات الصينية، التي نشرتها وكالة رويترز أمس الأربعاء، والخاصة باحتمال اشتراك الأسطول البحري الصيني في حماية الناقلات النفطية بالخليج.
يذكر أن نشرة "فورن بوليسي" قالت في تقرير بنهاية مايو/أيارالماضي، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر سياسة الحظر القاسية يدفع إيران إلى أحضان روسيا.
وإذا تأكدت هذه المعلومات من قبل روسيا، فسيعني ذلك تطوراً نوعياً في صراع الهيمنة على الطاقة بين واشنطن وموسكو في المنطقة العربية، حيث إن موسكو وبكين تتحالفان في استراتيجية الطاقة ومقاومة التمدد الأميركي.
وكان وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك قد أعلن في 18 يونيو/حزيران الماضي، أن روسيا وإيران تبحثان مشاريع مشتركة جديدة في مجال النفط والغاز، بالإضافة إلى مجال الطاقة الكهربائية. وقال نوفاك في حديثه لقناة "روسيا-24" التلفزيونية، إن المشاريع الروسية الإيرانية المشتركة في مجال الطاقة تعد من الاتجاهات الرئيسية للاستثمارات الروسية.
وأضاف: "تجري مناقشة عدة مشاريع في مجال النفط والغاز وكذلك المشاريع المشتركة في مجال الطاقة الكهربائية. وتهتم إيران بتحديث محطاتها الحرارية وإنهاء بناء محطاتها الكهرومائية.
وهناك الكثير من المشاريع في هذا المجال، والشركات الروسية جاهزة للمشاركة فيها. وأشار نوفاك أيضاً إلى التطور النشيط للعلاقات بين البلدين في مجالات النقل والصناعة والصيدلة.
ولدى روسيا قاعدة عسكرية في سورية، كما لديها استثمارات ضخمة في النفط العراقي واتفاقية تعاون مع السعودية. وبالتالي فلا يستبعد أن تكون القواعد العسكرية الروسية المخطط لها في إيران تأتي في إطار استراتيجية الهيمنة على موارد وإمدادات الطاقة، وخاصة أنها تتخوف من احتمال وصول الغاز الإيراني في المستقبل إلى أوروبا.