روسيا تحيي الحرب الباردة في عقيدتها العسكرية

27 ديسمبر 2014
جاءت التعديلات نتيجة لظهور تهديدات جديدة لروسيا (فرانس برس)
+ الخط -

لم يعد ينقص الحرب الباردة الجديدة لتندلع، سوى إطلاق صافرة البداية العلنية لها؛ فقد أقرّ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الجمعة، النسخة الجديدة للعقيدة العسكرية لبلاده، التي تعتبر حلف شمال الأطلسي تهديداً أساسياً لأمن البلاد، لينتهي العمل بالعقيدة السابقة التي أقرت في فبراير/شباط 2010. وتنظر العقيدة الجديدة بقلق إلى "تعزيز القدرات الهجومية للحلف الأطلسي على أبواب روسيا مباشرة، والإجراءات التي اتخذها لنشر منظومة شاملة مضادة للصواريخ"، وذلك غداة أيام من تخلي أوكرانيا عن وضعها كدولة غير منحازة، ما يتيح لكييف طلب الانضمام مستقبلاً إلى الحلف الأطلسي، رمز المعسكر الغربي في الحرب الباردة.

ووفقاً للعقيدة الجديدة، فإن روسيا الاتحادية تحتفظ لنفسها بحق استخدام السلاح النووي في الرد على استخدام السلاح النووي، أو غير النووي، ضدها وضد حلفائها. وجاءت التعديلات على العقيدة العسكرية السابقة نتيجة لظهور تهديدات جديدة لروسيا، بفعل الوضع في أوكرانيا وحولها، وكذلك الأحداث في شمال أفريقيا وسورية والعراق وأفغانستان، بحسب نصّها. كما تلاحظ زيادة القدرة الهجومية لحلف شمال الأطلسي عند الحدود الروسية، والإجراءات المتعلقة بنشر الدرع الصاروخية.

وعلى الرغم من ذلك، يلاحظون في مجلس الدفاع والأمن القومي الروسي أن الطابع الدفاعي للعقيدة الجديدة تمت المحافظة عليه، وأن التركيز فيها يتم على لجوء روسيا إلى استخدام القوة العسكرية فقط، بعد استنفاذ إمكانية استخدام الوسائل غير العنيفة، وبقيت كما كانت عليه مبادئ استخدام القوات المسلحة الروسية ونظام استخدام السلاح النووي، ولكن أدخل مفهوم جديد إلى العقيدة هو "الردع غير النووي". وتحت هذا المفهوم تأتي "الإجراءات السياسية والدبلوماسية والعسكرية التقنية الموجهة إلى منع العدوان ضد روسيا بوسائل غير نووية".

وأوردت العقيدة الجديدة سلسلة من التهديدات التي تفاقمت في الأسابيع الأخيرة، مثل المطالبات الجغرافية و"التدخل في الشؤون الداخلية" للدول، وإرسال أسلحة استراتيجية إلى الفضاء. وأدرجت مفهوم "الردع غير النووي" الذي يقضي ببقاء القوات العسكرية التقليدية في حالة استعداد عالية، والالتزام حيال منظمات الأمن الإقليمية، مثل مجموعة الدول المستقلة ومنظمة شنغهاي للتعاون. والعقيدة الجديدة لا تتضمن مفهوم "الهجوم الوقائي"، خلافاً لما كانت ذكرته بعض وسائل الإعلام الروسية. وأوضحت موسكو أيضاً أن إحدى المهام الرئيسية لقواتها المسلحة في وقت السلم هي "حماية المصالح الوطنية لروسيا في القطب الشمالي"، وهي منطقة استراتيجية للتنمية الاقتصادية، ولتزويد روسيا مستقبلا بالطاقة، تنازعها عليها الولايات المتحدة وكندا.

دلالات