وشنّ وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هجوماً على السلطات الأوكرانية في كييف، متهماً إياها بخرق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في جنيف، الأسبوع الماضي، للحيلولة دون تفاقم الأزمة الأوكرانية.
ونقلت "رويترز" عن لافروف قوله: إن الخطوات التي تتخذ، قبل كل شيء من جانب من استولوا على السلطة في كييف، لا تفي باتفاقية جنيف فقط بل تخل بها بشدة.
وفي السياق، قال لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الموزمبيقي أولديميرو بالوي، اليوم الاثنين: إن اتفاق جنيف لم يحدد فترة معينة لتنفيذ البنود، إلا أنه يؤكد بدء التنفيذ على الفور، وفق ما نقل موقع قناة "روسيا اليوم".
ودعا الاتفاق إلى وقف فوري للعنف في أوكرانيا، فضلاً عن دعوته المجموعات المسلحة غير المشروعة إلى الانسحاب في إطار عملية تشرف عليها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأعرب الوزير الروسي عن سخط موسكو بشأن استمرار الاعتقالات السياسية في جنوب شرق أوكرانيا، وإعاقة عمل الصحافيين الروس والأجانب، مشيراً إلى أن أحد بنود اتفاق جنيف يطالب بالعفو عن المعتقلين السياسيين.
واعتبر لافروف، أن إطلاق النار ممن وصفهم بـ"المتطرفين" في سلافيانسك بشرق أوكرانيا الأحد، "تجاوز الحدود كافة"، في إشارة إلى مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل في إطلاق نار وقع أمس.
وفي السياق ذاته، شدد الوزير الروسي: على واشنطن أن تعي حقيقة من وصل إلى السلطة في أوكرانيا بفضل دعمها، قبل أن تهدد موسكو. وأوضح لافروف، أن الإدارة الأميركية تحاول تبرير أفعال السلطات الحالية في كييف، وتتجاهل الجرائم التي يرتكبها هذا النظام، وكذلك المسلحون الذين تعتمد عليهم السلطات في كييف.
من جهته، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، توقيعه مرسوماً يعيد توطين تتار القرم والأقليات العرقية الأخرى.
ونقلت "رويترز" عن بوتين، قوله لمجلس الدولة "وقعت مرسوماً لإعادة توطين سكان تتار القرم، والسكان الأرمن والألمان واليونانيين، وكل من عانى تحت قمع ستالين".
وعارض تتار القرم، وهم أقلية قوامها 300 ألف فرد، تشكل نسبة 15 في المئة من سكان القرم، قرار روسيا، الشهر الماضي، ضم المنطقة التي يتحدث غالبية سكانها الروسية.
كذلك وافق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الاثنين، على تعديلات قانونية تيسّر على المتحدثين بالروسية في الاتحاد السوفييتي السابق اكتساب الجنسية الروسية.
وبالتزامن، نقلت وسائل اعلامية عن قائد قوات مليشيات الدفاع الذاتي في سلافيانسك، فياتشيسلاف بونوماريوف، دعوته الرئيس الروسي، إلى نشر قوات حفظ سلام في المنطقة لـ"حماية السكان من هجمات الحرس الوطني وعناصر تنظيم "القطاع اليميني".
في المقابل، أفادت أنباء عن احتجاز انفصاليين في شرق أوكرانيا لعدد من الصحافيين. وقال محامي صحافية أوكرانية، تدعى، إيرما كرات، اليوم الاثنين: إن انفصاليين موالين لروسيا في شرق أوكرانيا احتجزوا موكلته واتهموها بارتكاب "جرائم حرب" خلال احتجاجات "الميدان الاوروبية" التي أطاحت الرئيس الاوكراني الذي تدعمه موسكو، فيكتور يانوكوفيتش. وعرضت "لايف نيوز"، وهي قناة روسية على الانترنت شريطاً مصوراً لكرات، بينما تقتادها مجموعة ملثمة ترتدي ملابس عسكرية. كما تحدثت تقارير أخرى، حسب وكالة "رويترز" عن احتجاز صحافيين آخرين.
وتزامنت التطورات الميدانية في الشرق الأوكراني والتصعيد الروسي مع ترقب وصول نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، إلى العاصمة الأوكرانية، كييف، اليوم الاثنين لاجراء مباحثات حول الأزمة المستمرة.
وقال البيت الأبيض: إن بايدن، سيلتقي القائم بأعمال الرئيس، أولكسندر تيرتشينوف، و رئيس الوزراء، أرسيني ياتسينيوك، خلال زيارته التي تستمر يومين.
كما سيلتقي أعضاء في البرلمان الأوكراني من أحزاب ومناطق مختلفة بالإضافة إلى ممثلي للمنظمات غير الحكومية.
وقال بيان البيت الأبيض: إن بايدن سيناقش جهود المجتمع الدولي للمساعدة في تحقيق استقرار الاقتصاد الأوكراني وتعزيزه ومساعدة أوكرانيا على التحرك قدما إلى الأمام في إصلاح الدستور وإنهاء المركزية وجهود مكافحة الفساد وإجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في الخامس والعشرين من مايو/أيار المقبل.