رودريجيز.. بطل لاتيني يتحدى مارادونا وبيليه

أصبح مهاجم المنتخب الكولومبي، جيمس رودريجيز، حديث العالم بأسره، وذلك بفضل الهدف الرائع الذي أحرزه في مرمى المنتخب الأوروجواياني، خلال المباراة التي جمعت بين المنتخبين مساء السبت، على ملعب ماراكانا، لحساب الدور ثمن النهائي لبطولة كأس العالم، المقامة حالياً في بلاد السامبا.

وتحول رودريجيز إلى بطل شعبي في بلد "مزارعي القهوة" بعد أن قاد منتخب بلاده لتجاوز عقبة الدور ثمن النهائي في بطولة كأس العالم للمرة الأولى في تاريخه، وذلك من خلال تسجيله هدفي الفوز على منتخب "الأوروجواي" في المباراة التي حسمها المنتخب الكولومبي لمصلحته بهدفين من دون مقابل.

وفرض اللاعب الكولومبي نفسه نجماً للبطولة بعد أن رفع رصيده التهديفي في المونديال، إلى خمسة أهداف تربّع بها على عرش قائمة هدافي بطولة كأس العالم برصيد خمسة أهداف، متقدماً بفارق هدف على كل من الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرازيلي نيمار داسيلفا، والألماني توماس مولر.

وبرز من بين الأهداف الخمسة التي أحرزها اللاعب الكولومبي في بطولة كأس العالم 2014، هدفه الأول في مرمى منتخب الأوروجواي، والذي يُعد واحداً من أجمل أهداف المونديال، إن لم يكن الأجمل على الإطلاق، حيث استقبل اللاعب كرة رأسية من زميله أبيل أجويلار من خارج منطقة الجزاء، ليُسدد الكرة ببراعة في الشباك في لحظة خطفت عقول الجماهير المتابعة للمباراة.

وبينما تغنى الملايين من عُشاق الساحرة المستديرة بالهدف الخرافي الذي حمل إمضاء نجم المنتخب الكولومبي؛ نشرت صحيفة "آس" الإسبانية مقطع فيديو لهدّاف النسخة الحالية من بطولة كأس العالم وهو في سن عشر سنوات، ظهر فيه وهو يسجل هدفاً مُذهلاً من ضربة ركنية بطريقة رائعة، في لقطة أثبتت أن اللاعب يمتلك مهارات منقطعة النظير منذ نعومة أظافره.

وأكد رودريجيز علو كعبه في هذا المونديال عبر تسجيله الهدف الثاني لكولومبيا، مسجلاً هدفه الشخصي الخامس في أول مشاركة له في بطولة كأس العالم 2014، وبذلك يكون قد اقترب من كسر رقم بيليه الذي سجل ستة أهداف في أول مشاركة مونديالية، بينما كسر رقم الأرجنتيني مارادونا الذي سجل هدفين والألماني كرويف الذي سجل هدفين أيضاً.

وكانت طفولة لاعب موناكو الصعبة، أحد أسباب تصميمه وتحديه للصعوبات من أجل التفوق، فبعد أن تركه والده ويلسون، عاش رودريجيز مع والدته وخاله أرلي رودريجيز لاعب فريق ميديين الكولومبي السابق، والذي زرع حب كرة القدم فيه منذ نعومة أظافره، فلم يكن لديه ألعاب أطفال أو وسائل ترفيه سوى كرات قدم من جميع الأحجام.

وظهر تفوق رودريجيز الكروي في سن مبكر، وهو ما دفع فريق إنفيجادو للتعاقد معه، ليخوض أول مباراة رسمية معه في سن الخامسة عشرة، وأحرز أول هدف في مسيرته الكروية في عمر السادسة عشرة.

وظهرت لمسة الطفولة في تعليقات اللاعب الذي يعتبر "كابتن ماجد" مثله الأعلى، ومن الكرة الكولومبية يعتبر كلاً من كارلوس فالديراما وفاوستينو أسبيريا، وأعرب عن آماله في التتويج بالكرة الذهبية في المستقبل، وبالرغم من مهارات اللاعب الواعدة إلى أنه غاب عن الأندية الكبرى، ووصل الأمر إلى أن فريق إسبانيول الكتالوني، رفض التعاقد معه بسبب جانب في العقد والمقابل المادي وصل إلى خمسة ملايين يورو، لينتقل إلى بورتو البرتغالي ومنه إلى موناكو.

ومن المتوقع أن تنهال العروض على جيمس رودريجيز مع نهاية بطولة كأس العالم، ومن جانبه يفضل اللاعب الانضمام لريال مدريد، بالرغم من عشقه للاعبي برشلونة ليونيل ميسي وأندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز.