رواد الفضاء... ضعف البصر بعد العودة إلى الأرض

19 سبتمبر 2018
سديم "نوك آوت" (ناسا/Getty)
+ الخط -
يضعف بصر رواد الفضاء أثناء قضائهم فترات طويلة في الفضاء الخارجي؛ إذ يصابون بمتلازمة تُدعى متلازمة ضعف البصر، بسبب الضغط داخل الجمجمة (VIIP) الناجمة عن نقص الجاذبية. أصيب بهذه المتلازمة ثلثا رواد الفضاء ممن صعدوا إلى محطة الفضاء الدولية (ISS) وتتسبب في مشكلات في البصر، مثل تسطّح في مُقل الأعين، والتهاب في الأعصاب البصرية، وقصر نظر يدوم لأشهر عقب العودة إلى الأرض.
وقد سبق وأفادت وكالة الفضاء الدولية "ناسا" أن "شيئاً ما في الفضاء يعبث ببصر الرواد، ما يلحق به ضعفًا على المدى الطويل". وهنالك أمثلة لرواد فضاء عانوا من مشكلات في البصر، منها ما يلي:
كانت قوة الإبصار الممتازة لرائد الفضاء سكوت كيلي من ضمن أسباب اختياره ليكون أول رائد فضاء أميركي يقضي عامًا كاملاً في الفضاء. يقول كيلي إنه اضطر إلى استخدام نظارات للقراءة منذ عودته إلى الأرض. بالإضافة إلى رائد الفضاء جون فيليبس الذي أمضى وقتًا على متن محطة الفضاء الدولية في عام 2005، والذي أكدت ناسا أن بصره تراجع من 20/20 إلى 20/100، كما أنه أصبح يعاني من نوبات رؤية مشوشة مفاجئة (زغللة العين) بعد عودته من الفضاء.
على الأرض، تسحب الجاذبية سوائل الجسد تجاه القدمين. ولا يحدث ذلك في الفضاء، ويُعتقد أن السائل الزائد في الجمجمة يزيد الضغط على الدماغ وخلف العين. ووفق دراسة جديدة أجراها باحثون في جامعة ميامي لاختبار تلك الفكرة؛ توصلوا إلى أن تلك التغيرات التي تختبرها العين ترجع إلى التغير في السائل المحيط بالدماغ والنخاع الشوكي.
أجرى الباحثون تصويرًا بالرنين المغناطيسي لأدمغة مجموعة من رواد الفضاء قبل سفرهم إلى الفضاء وبعده. أمضى تسعة منهم فترات قصيرة في الفضاء، بينما أمضى سبعة آخرون فترات طويلة في محطة الفضاء الدولية.
من خلال فحص تلك الأشعة ومقارنتها، توصلوا إلى اختلاف كبير بين المجموعتين؛ إذ تحتوي أدمغة رواد الفضاء الذين قضوا فترات طويلة في الفضاء على سائل دماغي شوكي (CSF) أكثر من زملائهم الذين أمضوا فترات قصيرة في الرحلات الفضائية. في ظل الظروف العادية، يقوم ذلك السائل بدور وسادة، أو واقِ للدماغ، ويقدم وسيلة حماية مناعية وميكانيكية أساسية لحمايته، كما يساهم بدور حيوي في التنظيم الذاتي المخي لتدفق الدم وتوزيع المغذيات في الجسم. ويمكنه أن يتكيف مع التغيرات الحادثة في الضغط التي تعرفها أجسامنا عند الانتقال من وضع الرقود إلى وضع الجلوس أو الوقوف، لكن في ظل الجاذبية الصغرى الثابتة في الفضاء يبدأ السائل في الاضطراب.
صرح الكاتب الرئيس للدراسة، أستاذ الأشعة والهندسة الطبية الحيوية في جامعة ميامي، نعوم ألبرين: "على الأرض، نجد أن نظام السائل الدماغي الشوكي مُصمم ليلائم تغيرات الضغط، لكن في الفضاء يؤدي نقص تغيرات الضغط المرتبطة بوضعية الجسم إلى بدء تشوش النظام واضطرابه".
تدارس الباحثون مشكلات البصر لدى رواد الفضاء لسنوات، على الرغم من أن معظم الباحثين اعتبروا أن الآثار الواقعة على بصر يمكن علاجها تمامًا اتضح مؤخرًا أن بعضا منها يلازم صاحبه.
والآن وقد تم تحديد السبب، فهم يأملون في تطوير طرائق لوقاية الأعين من تلك التغيرات أو منع وقوعها، لأنها تمثل مشكلة حرجة تواجه رحلات الفضاء طويلة الأجل التي يخطط لها البشر.
دلالات
المساهمون