لم يبدأ ازدحام شوارع الضفة الغربية إلاّ قبل يوم واحد من بداية شهر رمضان المبارك، فقد حلّ الشهر الكريم عقب إضراب عمّ مختلف محافظاتها بما فيها القدس المحتلة، حداداً على أرواح شهداء قطاع غزة، وإحياء الذكرى السبعين لنكبة فلسطين. وترافق التجهيز للشهر الكريم مع الخوف من انقطاع بعض المواد كإحدى التبعات المتوقعة للأحداث التي أعقبت نقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة.
اعتاد رياض العاروري من قرية عارورة، شرق رام الله، على تزيين منزله بزينة رمضان في كلّ عام، لكنّه اكتفى هذا العام بشراء ما تحتاج إليه أسرته من المواد التموينية، فلم يزين المنزل. يقول لـ"العربي الجديد": "يجب أن تشعر الناس ببعضها البعض. نحن شعب واحد، وليفترض كلّ منا أنّه من الممكن أن يكون صاحب المصاب".
في المقابل، تزدحم محلات بيع القطايف الرمضانية المشهورة لدى الفلسطينيين بالزبائن، وكذلك يقبل المواطنون على شراء المخللات ومشروب التمر هندي. وزيّن كثيرون منازلهم بزينة رمضان، التي تنوعت بين أهلّة مضيئة ونجوم، وحبال إضاءة ساطعة وأشجار إضاءة ذات أهلّة ونجوم صغيرة، بالرغم من الحزن على الشهداء. يؤمن هؤلاء أنّ الصمود والاحتفال برمضان أساسي في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
اقــرأ أيضاً
منى صالح، من سكان مدينة رام الله، كانت تنتظر أن تحتفل بلدية رام الله بإنارة فانوس رمضاني كبير، في ليلة رمضان، كما تفعل كلّ عام، فيشارك أطفالها ببهجة الشهر، لكن، هذا العام قررت بلدية رام الله وبسبب الأحداث تعليق هذا الاحتفال الذي كان من المفترض أن يتم بحضور شعبي، لهذا العام، بسبب الأحداث. تقول صالح لـ"العربي الجديد": "صحيح أنّني أحب أن يفرح أبنائي في هكذا مناسبة، لكنّ المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل قبيل رمضان في غزة، توجب علينا احترام دماء الشهداء. هناك قصص مؤلمة لما جرى في غزة، وشهر رمضان شهر تكافل يوجب الشعور بالآخرين، خصوصاً أنّنا شعب واحد".
غياب الأسرى داخل سجون الاحتلال عن عائلاتهم، إحدى العلامات المؤلمة المعهودة لرمضان الضفة الغربية. يعتقد أهالي الأسرى أنّ معاناة أبنائهم ومعاناة أهالي الشهداء متشابكة، إذ يلفّها الحنين والبعد والاشتياق لاجتماع العائلات مع أبنائها على موائد رمضان. وهناك نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني غيبهم الاعتقال عن عائلاتهم وفرّق الاحتلال شملهم، منهم الأطفال والأمهات.
والدة الأسير الطفل شادي فراح، السيدة فريهان دراغمة، وهي من سكان بلدة كفرعقب الواقعة شمال القدس وجنوب رام الله، والتي فصلها جدار الفصل العنصري عن القدس، ترى أنّ الظلم والخذلان من المجتمع الدولي يتواصل في رمضان العام الجاري إذ لم يتمكن ذلك المجتمع من إعادة طفل من سجون الاحتلال إلى عائلته، كما تقول لـ"العربي الجديد". كانت والدة فراح يوم افتتاح السفارة تصلي بالمسجد الأقصى المبارك، وشاهدت اقتحام المستوطنين لباحات المسجد، والذين كانوا يرقصون ويهتفون "أورشاليم لنا الآن" (القدس لنا الآن)، ومنذ تلك اللحظة تشعر أم شادي أنّ القدس تضيع في ظل صمت إسلامي وعربي وعالمي، لذلك، فإنّها تعتبر أيّ مظهر احتفالي رمضاني "خيانة للقدس ودماء الشهداء التي نزفت دفاعاً عنها منذ قرار ترامب نقل السفارة إليها والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل".
أما الأسيرة المحررة، منى قعدان، من سكان بلدة عرابة، جنوب جنين شمال الضفة الغربية، والتي جربت قسوة البعد عن عائلتها حينما كانت في سجون الاحتلال، وشقيقها وزوجها ما زالا داخل السجن، فإنّها تجد رمضان هذا العام لا يختلف عن الأعوام السابقة التي مرت تحت واقع الاحتلال، الذي ينغص على الفلسطينيين، وفي ظل الشهداء ومعاناة الفلسطينيين من مخاطر تواجه قضيتهم، فإنّ استقبال رمضان بالزينة والاحتفال أمر مستهجن، كما تؤكد لـ"العربي الجديد".
اقــرأ أيضاً
في كلّ عام ينتظر آلاف الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية، ما تسميها سلطات الاحتلال الإسرائيلي "تسهيلات" بالسماح بدخول الفلسطينيين إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بعدما حاصرت القدس وحرمتهم من دخولها. نجاح أبو صالح (50 عاماً) من سكان نابلس شمال الضفة الغربية، تحرص على الذهاب مع زوجها وأبنائها كلّ يوم جمعة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك. بالنسبة لها ولعائلتها، فإنّ رمضان فرصة ذهبية للدخول إلى المسجد والصلاة فيه بأجر مضاعف: "للمسجد الأقصى مكانة خاصة في قلوب الناس، وفيه أجواء روحانية لا يعرفها إلاّ من جربها" تقول لـ"العربي الجديد".
اعتاد رياض العاروري من قرية عارورة، شرق رام الله، على تزيين منزله بزينة رمضان في كلّ عام، لكنّه اكتفى هذا العام بشراء ما تحتاج إليه أسرته من المواد التموينية، فلم يزين المنزل. يقول لـ"العربي الجديد": "يجب أن تشعر الناس ببعضها البعض. نحن شعب واحد، وليفترض كلّ منا أنّه من الممكن أن يكون صاحب المصاب".
في المقابل، تزدحم محلات بيع القطايف الرمضانية المشهورة لدى الفلسطينيين بالزبائن، وكذلك يقبل المواطنون على شراء المخللات ومشروب التمر هندي. وزيّن كثيرون منازلهم بزينة رمضان، التي تنوعت بين أهلّة مضيئة ونجوم، وحبال إضاءة ساطعة وأشجار إضاءة ذات أهلّة ونجوم صغيرة، بالرغم من الحزن على الشهداء. يؤمن هؤلاء أنّ الصمود والاحتفال برمضان أساسي في وجه الاعتداءات الإسرائيلية.
منى صالح، من سكان مدينة رام الله، كانت تنتظر أن تحتفل بلدية رام الله بإنارة فانوس رمضاني كبير، في ليلة رمضان، كما تفعل كلّ عام، فيشارك أطفالها ببهجة الشهر، لكن، هذا العام قررت بلدية رام الله وبسبب الأحداث تعليق هذا الاحتفال الذي كان من المفترض أن يتم بحضور شعبي، لهذا العام، بسبب الأحداث. تقول صالح لـ"العربي الجديد": "صحيح أنّني أحب أن يفرح أبنائي في هكذا مناسبة، لكنّ المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل قبيل رمضان في غزة، توجب علينا احترام دماء الشهداء. هناك قصص مؤلمة لما جرى في غزة، وشهر رمضان شهر تكافل يوجب الشعور بالآخرين، خصوصاً أنّنا شعب واحد".
غياب الأسرى داخل سجون الاحتلال عن عائلاتهم، إحدى العلامات المؤلمة المعهودة لرمضان الضفة الغربية. يعتقد أهالي الأسرى أنّ معاناة أبنائهم ومعاناة أهالي الشهداء متشابكة، إذ يلفّها الحنين والبعد والاشتياق لاجتماع العائلات مع أبنائها على موائد رمضان. وهناك نحو سبعة آلاف أسير فلسطيني غيبهم الاعتقال عن عائلاتهم وفرّق الاحتلال شملهم، منهم الأطفال والأمهات.
القطايف المشهورة في رام الله (عصام ريماوي/ الأناضول) |
والدة الأسير الطفل شادي فراح، السيدة فريهان دراغمة، وهي من سكان بلدة كفرعقب الواقعة شمال القدس وجنوب رام الله، والتي فصلها جدار الفصل العنصري عن القدس، ترى أنّ الظلم والخذلان من المجتمع الدولي يتواصل في رمضان العام الجاري إذ لم يتمكن ذلك المجتمع من إعادة طفل من سجون الاحتلال إلى عائلته، كما تقول لـ"العربي الجديد". كانت والدة فراح يوم افتتاح السفارة تصلي بالمسجد الأقصى المبارك، وشاهدت اقتحام المستوطنين لباحات المسجد، والذين كانوا يرقصون ويهتفون "أورشاليم لنا الآن" (القدس لنا الآن)، ومنذ تلك اللحظة تشعر أم شادي أنّ القدس تضيع في ظل صمت إسلامي وعربي وعالمي، لذلك، فإنّها تعتبر أيّ مظهر احتفالي رمضاني "خيانة للقدس ودماء الشهداء التي نزفت دفاعاً عنها منذ قرار ترامب نقل السفارة إليها والاعتراف بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل".
أما الأسيرة المحررة، منى قعدان، من سكان بلدة عرابة، جنوب جنين شمال الضفة الغربية، والتي جربت قسوة البعد عن عائلتها حينما كانت في سجون الاحتلال، وشقيقها وزوجها ما زالا داخل السجن، فإنّها تجد رمضان هذا العام لا يختلف عن الأعوام السابقة التي مرت تحت واقع الاحتلال، الذي ينغص على الفلسطينيين، وفي ظل الشهداء ومعاناة الفلسطينيين من مخاطر تواجه قضيتهم، فإنّ استقبال رمضان بالزينة والاحتفال أمر مستهجن، كما تؤكد لـ"العربي الجديد".
في كلّ عام ينتظر آلاف الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية، ما تسميها سلطات الاحتلال الإسرائيلي "تسهيلات" بالسماح بدخول الفلسطينيين إلى القدس للصلاة في المسجد الأقصى المبارك، بعدما حاصرت القدس وحرمتهم من دخولها. نجاح أبو صالح (50 عاماً) من سكان نابلس شمال الضفة الغربية، تحرص على الذهاب مع زوجها وأبنائها كلّ يوم جمعة للصلاة في المسجد الأقصى المبارك. بالنسبة لها ولعائلتها، فإنّ رمضان فرصة ذهبية للدخول إلى المسجد والصلاة فيه بأجر مضاعف: "للمسجد الأقصى مكانة خاصة في قلوب الناس، وفيه أجواء روحانية لا يعرفها إلاّ من جربها" تقول لـ"العربي الجديد".