ركاب طائرة أميركية يراقبون انفصال محركها ويواجهون الخطر بالدعابة

15 فبراير 2018
أصبحت أسلاك المحرك معرّضة للهواء (تويتر)
+ الخط -
اضطرت طائرة تابعة لشركة "يونايتد إيرلاينز" الإميركية من طراز بوينغ 777 كانت متجهة من سان فرانسيسكو إلى هونولولو، إلى الهبوط اضطراريًا، يوم الثلاثاء الماضي، نتيجة حدوث خلل في المحرك.

وبدأت الطائرة بالاهتزاز بشكل مفاجئ فوق المحيط الهادئ، قبل أن يشاهد الركاب البالغ عددهم 363 شخصًا، أجزاء معدنية تتطاير مثل الريش فوق الجناح، لتعلن حالة الطوارئ، ثم تنحرف الطائرة عن مسارها وتهبط اضطراريًا بسلام، من دون الإفصاح عن سبب المشكلة، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".

واكتفت "يونايتد إيرلاينز" ببيان مختصر جاء فيه: "هبطت الرحلة 1175، المتجهة من سان فرانسيسكو إلى هونولولو، اضطراريًا بسلام، بسبب عطل في المحرك رقم 2، واتبع الطيارون كافة إجراءات السلامة اللازمة، إلا أننا لن نعلن عن التفاصيل قبل أن تحقق السلطات الفيدرالية في القضية".

وأبدى المسافرون شجاعة لم يسبق لها مثيل، إذ واجهوا الخطر بالدعابة، على الرغم من خوفهم الشديد عندما سقطت أجهزة الأوكسيجين من السقف، وشاهدوا قطعًا من المحرك تسقط على سطح الماء من علو مئات الأقدام. وأكد طاقم الطائرة أن الجميع تعاملوا مع الأمر بهدوء وحكمة.

وكان المهندس الفني جيف كارتر، أول من امتلك الجرأة على إمساك هاتفه، وتوجيه الكاميرا نحو وجهه المبتسم، ليظهر كيف يتعامل كل من خلفه مع الموقف، حيث بدا الجميع، مثله، صامتين، هادئين، على الرغم من أن كل شيء حولهم يهتز.

ونشر كارتر الفيديو، في وقت لاحق، معلقًا عليه: "هكذا يبدو ركاب طائرة "يونايتد إيرلاينز" من طراز بوينغ 777، وهم يواجهون خطر الموت".

وأكد الركاب للصحافيين لاحقًا، أنهم كانوا خائفين بشدة، إلا أنهم تمالكوا أعصابهم، مثلما فعل أفراد طاقم الطائرة، الذين توجهوا إلى النوافذ بهدوء، ليروا ماذا يحدث للمحرك بأعينهم، وكيف انفصل جزء منه، وأصبحت أسلاكه معرضة للهواء. وقال أحد الركاب: "كان الجميع يشعرون بالرعب حتى لو لم يتصرفوا بشكل يوحي بذلك، يمكنك رؤية الذعر في عيونهم".

وأشهر إريك حداد، المهندس في شركة غوغل، دعابة في وجه الموت، حيث سحب دليل السلامة من جيبه الخلفي، ووضعه على زجاج النافذة الملتصقة به، والتي تطل على الرعب المحيط بالطائرة، ثم التقط صورة له مع المحرك المعطل في الخارج، وكتب على صفحته الرسمية على "تويتر": "هذا يبدو سيئًا، لا أرى أي قاعدة تتعلق بهذه المشكلة في دليل السلامة!".

وأوضحت المسافرة هالي إبيرت، أن غطاء المحرك سقط فجأة في المحيط، مُصدرًا صوتًا يشبه إطلاق النار، وأنها شاهدت قطع المعدن المتطايرة من النافذة. وقالت: "عشنا حوالي 40 دقيقة من الرعب، قبل أن تهبط الطائرة بسلام في مطار دانيال كي.إنوي الدولي، في وقت الظهيرة، وكل الركاب أثناء الهبوط يضعون رؤوسهم وأيديهم على المقاعد أمامهم" وأضافت: "كان أفراد الطاقم يصرخون في تلك اللحظات: تشبّثوا، تشبّثوا".

وهبطت الطائرة على المدرج بسلام، في الساعة الواحدة ظهرًا بتوقيت هاواي، وخرج منها كل الركاب، وأفراد الطاقم الـ8، والطيارون، من دون أن يصاب أحد منهم بأذى، لتصبح الرحلة 1175 بالنسبة إليهم مجرد ذكرى قاسية، وصورا يشاركونها مع أحبائهم على وسائل التواصل الاجتماعي.




  (العربي الجديد)

دلالات
المساهمون