رقصة الهياكل العظمية

24 سبتمبر 2015
هكذا هي الأمور (Getty)
+ الخط -
قنينة الخمر تومض مثل مصباح خرب 
أتحسس عنقها الطويلة الباردة
مثلما يتحسس قيصر عنق سبية حرب
وأزفر دخان سيجارتي
أسراب طيور مذعورة!


المجرمون اليوم لا يقضون نهارهم وهم يهربون من الشرطة أو يتنكرون عندما يمشون في الشارع أو يسكنون في مغارة نائية.. بل يسكنون منازل فاخرة ويركبون أفخم السيارات، يجلسون على الكراسي، يقررون المصائر.. والبلهاء اليوم لا يتبعهم الأطفال وهم يدقون لهم على "التنكة"، بل تتبعهم الكاميرات من مكان لمكان، ويصفق لهم الناس ويعلقون صورهم في غرفهم. أما ذوو العقل فإنهم ينامون عند الفجر، ينشرون كتاباتهم بأسماء مستعارة، وإذا سمعوا رنين جرسهم انتشلوا من الدرج مسدسا ونظروا من عين الباب بحذر!

إنهم يريدون الثورة نادلة مقهى تدور على الجميع بورقة صغيرة وقلم
لتسجيل رغباتهم:
دولة ليبرالية لو سمحت
وأنا أريد دولة إسلامية بدون أقليات من فضلك
وأنا أقلوي أريد وطنا صغيرا منفصلا ﻷريح راسي
وما إن تتأخر عن تلبية الطلبات
حتى يغادر الجميع متأففين من سوء الخدمة!

هكذا هي الأمور
حين يفرغ مخزن الرصاص
تلقي خطبة عن السلام
وإذا قمت بإرجاع عقارب الساعة للخلف فإنك لن ترجع طفلا
ولا الكأس المكسور يعود سليما
وإذا قدمتها لا تصبح كهلا فجأة بشعر شائب بعكاز وتجاعيد
لا أبدا فللوقت.. وقت أيضا!

أعرف أحدا ظل يبعث الرسائل لفتاة يحبها باسم (مجهول)
استمر على هذه الحالة سنتين
حتى عرف أنها تزوجت ساعي البريد!
وأعرف وحيدا يفتح صندوق رسائله كل صباح
وهو يعرف أنه خال
أحيانا الأمل يشبه أن تقلب البيت بحثا عن قبعتك..
ثم تجدها على رأسك!

(فلسطين)
المساهمون