رفع حالة التأهب لمواجهة غزارة الأمطار في السودان

03 اغسطس 2016
تدابير احتياطية لمواجهة الأمطار (إبراهيم حميد/Getty)
+ الخط -
رفع السودان حالة الطوارئ القصوى، لمراقبة معدلات الأمطار العالية، التي يُرجح أن تجتاح البلاد الموسم الحالي، ما ينذر بفيضان النيل وتهديد المناطق على طول الشريط النيلي، فضلا عن السيول.

وتواترت معلومات حول تزايد معدلات الأمطار على الهضبة الإثيوبية، والتي امتدت لثلاثة أيام، ما ينبئ بتأثر السودان المباشر بها، لا سيما أنها فاقت المعدلات الطبيعية. وأكدت هيئة الأرصاد الجوية السودانية، أنّ الأمطار التي انتظمت في أنحاء متفرقة من البلاد، في الأسبوعين الماضي والحالي، سجّل بعضها أعلى معدلات مقارنة بالأعوام الماضية، وتنبأت بأن تزيد المعدلات خلال الفترة المقبلة.

وبدأ منسوب النيل في الارتفاع، إذ سُجلت أرقام قياسية فاقت النسب التي سجلت في فيضان 1988 الذي ألحق دماراً كبيراً بالمناطق السودانية، وخلّف عشرات القتلى، ودمّر نحو مليوني منزل، وأصبح معدلاً لقياس مدى خطورة الموسم.

ووفقاً لنشرة وزارة الريّ السودانية الصادرة، اليوم الأربعاء، فإنّ منسوب نهر النيل سجل 15.68 مترا مكعبا كأعلى معدل، مقارنة بذات الفترة من فيضان 1988، إذ سجل وقتها 13.66 مترا مكعبا، وذكرت الوزارة أن منسوب النيل ارتفع اليوم مقارنة بمنسوبه أمس، حيث كان قد سجل 15.40 مترا مكعبا.



ورفعت وزارة الداخلية السودانية حالة الاستعداد وسط أجهزتها المختصة، إذ وجّهت الأخيرة أجهزتها في المناطق والمحليات في البلاد لاستنفار الأهالي واللجان المجتمعية، لاسيما في المناطق القريبة من النيل، لمواجهة خطر فيضانه، عبر المراقبة وعمل التروس الترابية، ووجهت نداءات لسكان الجزر القريبة من النيل بمغادرتها فوراً.

وتواجه الحكومة انتقادات لاذعة داخل الأوساط السودانية، لتكرر المشاهد ذاتها في كل موسم خريفي، إذ تغمر مياه الأمطار الطرقات من دون أن تكون هناك قنوات جاهزة لتصريفها، لتبقى حتى تجففها حرارة الشمس أو تزداد عبر الأمطار الجديدة، ما يسهم في تكاثر الذباب والحشرات، وبالتالي التسبب في مشكلة بيئية.

وأكدت مصادر داخل هيئة الدفاع المدني، ضعف الترتيب لمراقبة مخاطر الخريف، وأشارت إلى شكاوى الإدارة من ضعف الميزانية الموجودة، فضلاً عن الآليات الحديثة التي تقابل حجم الحدث، وكذلك غياب استراتيجية واضحة لمواجهة الخريف بكل أخطاره، مشيرة إلى أن التحرك يتم وفقاً للحدث فقط.

وقال الأمين السياسي لحزب مؤتمر البجا السوداني (حزب مشارك في الحكومة)، محمد المعتصم، إن البلاد ستواجه بكارثة سيول خلال الأسبوع الثاني من أغسطس/آب الحالي لم يشهدها السودان منذ مائة عام، وتفوق معدلات الأمطار والفيضانات والسيول التي حدثت في عام 1988. وقال إن مصادر، لم يفصح عنها، حذّرت من خطر السيول المقبلة، وفقاً للمراصد الجوية، واعتبر إجراءات الحكومة لمواجهة الخريف ضعيفة.

وأسهمت الأمطار، التي هطلت أخيراً في السودان، في إحداث دمار ببعض الولايات السودانية والمناطق في العاصمة، إذ دمرت مئات المنازل كاملة وأخرى جزئياً، بينما سجلت حالات وفيات منخفضة.

على صعيد منفصل، شكلت وزارة الصحة لجان طوارئ لمنع انتقال مرض الكوليرا للبلاد، بعد إعلان انتشاره في دولة جنوب السودان، فضلاً عن الحد من الأمراض التي تصاحب موسم الخريف.

المساهمون