رفض محلي ودولي لتصعيد حفتر باتجاه طرابلس

04 ابريل 2019
تحذيرات من تبعات تصعيد حفتر (عبدالله دوما/ فرانس برس)
+ الخط -
أثار إعلان اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، تقدّم قواته للسيطرة على الغرب الليبي، رفضاً واستنكاراً محليين ودوليين واسعين، قبل إعلانه رسمياً انطلاق عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس.


ورداً على تحرك قوات حفتر باتجاه طرابلس، كلف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فايز السراج، رئاسة أركان القوات الجوية، بتنفيذ طلعات جوية، واستعمال القوة للتصدي لكل ما يهدد حياة المدنيين.

جاء ذلك في برقية فورية بعثها السراج، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، إلى رئاسة الأركان العامة، تداولها نشطاء عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

من جانبها، أعلنت قيادات وثوار من مدينة مصراتة (200 كيلو متر شرق طرابلس)، استعدادها الفوري لوقف تحركات قوات حفتر في المنطقة الغربية.

أما وزارة الداخلية بحكومة الوفاق، التي يقودها فتحي باشاغا (المنحدر من مصراتة)، فرفعت حالة الطوارئ إلى الدرجة القصوى، وأصدرت تعليماتها لكافة الأجهزة والوحدات الأمنية، بالتصدي بقوة وشدة لأي محاولات تهدد أمن طرابلس.

رفض وتحذيرات

وبُعيد إعلان السراج حالة "النفير العام" إثر رصد تحركات لقوات حفتر قرب طرابلس، دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا والإمارات العربية المتحدة الخميس "كلّ الأطراف" في ليبيا إلى خفض "التوترات فوراً".

وقالت الدول الخمس، في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الأميركية: "في هذا الوقت الحسّاس من العملية الانتقالية في ليبيا، فإنّ التحرّكات العسكرية والتهديدات بإجراءات أحادية الجانب تهدّد فقط بإغراق ليبيا مجدّداً في الفوضى".

إلى ذلك، حذرت قطر الخميس من "الانزلاق مجدداً في هوة الفوضى والانفلات الأمني في ليبيا".

وقالت الخارجية القطرية في بيان، إن ذلك التصعيد "يأتي قبيل انعقاد المؤتمر الوطني الليبي الجامع، ما ينذر بتقويض مسار الحلّ السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة".

من جهتها، دعت المتحدثة باسم الخارجية القطرية لولوة راشد الخاطر، في تصريحات لقناة "الجزيرة"، الدول المشاركة في البيان الخماسي لـ"تفعيل دعوتها على الأرض ولجم قوات حفتر"، واستغربت مشاركة الإمارات في البيان "في حين أنها تدعم حفتر".

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية القطرية أن "ما تقوم به قوات حفتر ينذر بتدهور الوضع بالغرب الليبي، ويؤثر على الأمن الإقليمي"، مشددة على أن "دولة قطر تدين التصعيد العسكري الخطير" من قبل قوات اللواء المتقاعد.

وتنظم بعثة الأمم المتحدة، مؤتمراً للحوار في مدينة غدامس الليبية (جنوب غرب)، بين 14 و16 إبريل/ نيسان الجاري، ضمن خريطة طريق أممية لحل النزاع في البلد العربي الغني بالنفط.

وأعربت بعثة الاتحاد الأوروبي في ليبيا الخميس، عن "قلقها العميق، إزاء التحشيدات العسكرية الجارية في البلاد، والخطاب التصعيدي الذي قد يؤدي بشكل خطير إلى مواجهة لا يمكن السيطرة عليها".

وحثت البعثة، في بيان عبر صفحتها الرسمية بموقع "فيسبوك"، جميع الأطراف على تهدئة التوتر على الفور، ووقف جميع الأعمال الاستفزازية، مؤكدة أنه لا يمكن أن يكون هناك حلّ عسكري للأزمة الليبية.

وشدد البيان، على أنّ الاتحاد الأوروبي "يدعم بالكامل جهود الوساطة التي يبذلها الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة غسان سلامة".

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، فعبّر عن قلقه العميق إزاء التحركات العسكرية وخطر وقوع مواجهات في ليبيا.

وأضاف غوتيريس، بحسب تغريدة نشرتها البعثة الأممية في ليبيا عبر حسابها بـ"تويتر"، أنه "ليس هناك حل عسكري والحوار بين الليبيين هو الحل الوحيد للمشاكل بينهم"، داعياً الجميع إلى التزام التهدئة وضبط النفس.

ووصل غوتيريس إلى ليبيا الأربعاء، قادماً من مصر ضمن جولة إقليمية، ومن المرتقب أن يلتقي خلال زيارته مسؤولين ليبيين.

ومنذ سنوات، يشهد البلد الغني بالنفط صراعاً على الشرعية والسلطة بين حكومة الوفاق المعترف بها دولياً في طرابلس (غرب)، وقوات حفتر المدعومة من مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق (شرق).


(العربي الجديد، وكالات)