تتالت ردود الفعل الفلسطينية الرافضة والمستنكرة لموافقة دولة البحرين على تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، لتكون بذلك الدولة العربية الأولى التي تسير على نهج الإمارات.
وأعلنت القيادة الفلسطينية، مساء اليوم الجمعة، عن "رفضها واستنكارها الشديدين" للإعلان الثلاثي الأميركي- البحريني- الإسرائيلي حول تطبيع العلاقات بين دولة الاحتلال الإسرائيلي ومملكة البحرين، واعتبرته "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، كما أكدت أن "هذا الإعلان هو نسف للمبادرة العربية للسلام".
واعتبرت القيادة الفلسطينية، في بيان لها، أنّ هذه الخطوة "دعم لتشريع جرائم الاحتلال الإسرائيلي البشعة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تواصل فيه دولة الاحتلال سيطرتها على الأراضي الفلسطينية، وضمها بالقوة العسكرية، وتعمل بشكل حثيث على تهويد مدينة القدس والسيطرة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وارتكاب الجرائم بحق الشعب الفلسطيني".
ورفضت القيادة الفلسطينية هذه الخطوة التي قامت بها مملكة البحرين، وطالبتها بـ"التراجع الفوري عنها، لما تلحقه من ضرر كبير بالحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني والعمل العربي المشترك".
وأكدت القيادة الفلسطينية، مرة أخرى، أنها "لم ولن تفوض أحداً للحديث باسمها، وأن السلام والاستقرار في المنطقة لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية كافة، ونيل الشعب الفلسطيني استقلاله في دولته ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين على أساس القرار الأممي 194".
وشددت القيادة الفلسطينية على أنه "واهم من يعتقد أن هذه التنازلات التي تأتي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني سوف تخدم السلام والأمن والاستقرار في المنطقة".
من جانبها، أكدت "حركة حماس" أنّ تطبيع البحرين "باطل، وأن ما أقدمت عليه مملكة البحرين يمثل عارًا تسقط فيه دولة جديدة من دول الأمة العربية، ويشكل انتكاسة سياسية وسقطة كبرى لحكام البحرين".
ولفتت، في بيان وصل إلى "العربي الجديد"، إلى أن الاتفاق "يعتبر تهديدًا حقيقيًا لأمن المنطقة والعالم العربي، إلى جانب كونه يلحق ضررًا بالقضية الفلسطينية".
وأشارت إلى أنّ "هذا المسلسل من الخطوات والذي بدأه حكام الإمارات، ثم حكام البحرين، يشكل جرائم سياسية، ويعكس فشلًا ذريعًا في قراءة التوجهات الصهيونية تجاه المنطقة، ويساهم في تمرير صفقة القرن، ويضرب أسس التضامن العربي".
وبيّنت أنّ "الاتفاق ما كان ليكون لولا الموقف الهزيل لجامعة الدول العربية الأخير الذي أسقط مشروعاً فلسطينياً لإدانة تطبيع الإمارات".
واعتبرت "حماس" الاتفاق "طعنة غادرة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني، وخيانة لفلسطين والقدس، وخطوة في الاتجاه المعاكس لمصالح البحرين والأمة العربية والإسلامية".
وحذرت من التداعيات الخطيرة المترتبة على هذه الخطوة من دمج للاحتلال، والتمهيد لمزيد من السيطرة والهيمنة له على مقدرات ودول المنطقة. وشددت الحركة على أنّ "هذا الاتفاق ـ الجريمة يعني وقوف حكام البحرين في صف الاحتلال ضد مصالح المنطقة وضد القضية الفلسطينية، ومخالف للإرادة الشعبية الوطنية للأمة بما يتطلب أوسع حملة إدانة وتجريم لمثل هذه الخطوات على المستوى الرسمي والشعبي".
ودانت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، أيضا، الخطوة البحرينية، واعتبرت ذلك "استسهالا في التفريط والخيانة".
وشنت الجبهة، في بيان وصلت إلى "العربي الجديد" نسخة منه، هجوماً على من سمّتهم "الحكّام العرب أتباع أميركا وعبيدها"، مؤكدة أن "التفريط بالحقوق العربية والقضية الفلسطينية لن يضمن لهم مصالحهم وحماية عروشهم كما يتوهّمون، فالتاريخ قال كلمته مع كل من خان شعبه وأمته".
وشدّدت الجبهة على أنّ "استسهال التفريط والخيانة من قِبل بعض الحكّام العرب، وآخرهم حكّام البحرين، والمساومة على المصالح العليا للأمة العربية وقضيتها المركزية، قضية فلسطين، يستدعي، ودون تأجيل، من قوى حركة التحرّر العربية، بما فيها الحركة الوطنية الفلسطينية، القيام بدورها في التصدي لهذا التسابق على الخيانة المتلاحقة من بعض حكّام العرب، حماية لمصالح شعوبنا، وردعًا لمن يفكّر بالسير على هذا الطريق".
من جهتها، اعتبرت حركة "الجهاد الاسلامي" أن الاتفاق "حلقة جديدة من مسلسل الخيانة لفلسطين والأمة، وانقلاب فاضح على كل الثوابت العربية والقومية والإسلاميّة الخاصة بفلسطين".
وقالت "الجهاد"، في بيان وصل إلى "العربي الجديد"، إنّ "هذا الاتفاق الخياني كمثله من الاتفاقيات السابقة، لن ينال من حقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته".
ولفتت إلى أن "تهافت هذه الأنظمة على إقامة العلاقات مع العدو، سيزيد الارتهان للمحور الصهيوأميركي المعادي للأمة، فالعلاقة بالكيان الصهيوني كانت وستبقى عنوانا للفشل واللاشرعية والارتهان للأعداء".
وكشف هذا الاتفاق "زيف نظام البحرين، وعدم شرعية حكامه وارتباطاتهم التاريخية بالأعداء، وإن مأزق هذا النظام العميل سيزداد أمام الشعب البحريني والأمة العربية"، وفق قول الحركة.
وشددت الحركة على أنّ التصدي لهذه المؤامرات "إنما يكون بوحدة الموقف الفلسطيني وبالمواجهة في كل الميادين، وبإصرار شعبنا على نهج المقاومة وفضح كل المتآمرين".
من جانبها، قالت "الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، في بيان لها، إنّ البيان الثلاثي البحريني الأميركي الإسرائيلي هو "الخطوة الثانية في مشروع اصطفاف إقليمي تقوده إدارة ترامب، بالتحالف مع دولة الاحتلال، من ضمن أهدافه مواجهة مقاومة شعبنا الفلسطيني لشطب قضيته وحقوقه الوطنية، وفرض الحصار على شعوبنا العربية، وقواها التقدمية والديمقراطية والوطنية، وقطع الطريق أمام قيام الدولة الوطنية العربية، ودعم قوى الإرهاب المنظم ممثلاً بدولة الاحتلال، وباقي الجماعات المسلحة التي تعبث بأمن المنطقة، ومصالح شعوبها".
وأضافت الجبهة: "يأتي الإعلان عن التحالف والشراكة بين النظام في البحرين، ودولة الاحتلال، بعد أن تخلت منظومة الدول العربية، في اجتماع وزراء خارجيتها الأخير، قبل ساعات قليلة، عن واجبها القومي، وانتقلت، عبر سياسات الانحراف، عن الخط الوطني، وعن طريق فلسطين إلى مظلة لتغطية سياسات الانجرار وراء التحالف الأميركي الإسرائيلي، خطوة خطوة، بدأها نظام دولة الامارات، تلتها الخطوة البحرينية، ما يؤكد أن ما يتم التخطيط له بدأ يتجاوز القضية الفلسطينية، ويطاول مصالح شعوبنا العربية كافة".
وأشارت إلى أن ذلك "بات يتطلب قيام جبهة مقاومة شعبية عربية، تضم كافة القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية والليبرالية، لتقف في خندق المقاومة الشاملة للتطبيع والالتحاق بالتحالف الأميركي الإسرائيلي ولصون المصالح القومية والوطنية لشعوبها، وفي القلب منها القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية واسترداد كل شبر من الأرض العربية المحتلة".
وفي المواقف أيضاً، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، في بيان له، أن الاتفاق التطبيعي البحريني طعنة للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
وقال مجدلاني: "إن وهم إدارة ترمب بأنها تستطيع صنع السلام بين دولة الاحتلال والدول العربية دون الفلسطينين ودون الانسحاب من الأراضي الفلسطينية المحتلة، غباء سياسي"، مشيرا إلى أن الاتفاق يمثل هدية مجانية لحكومة الاحتلال، وتشجيعا لسياسة الاستيطان والاستيلاء على الأراضي، واستمرار تهويد وأسرلة مدينة القدس، العاصمة الأبدية لدولة فلسطين.
بدوره، قال الأمين العام لحركة "المبادرة الوطنية الفلسطينية" مصطفى البرغوثي، في تصريح له، إنّ "اتفاق التطبيع البحريني الإسرائيلي طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وانضواء في صفقة القرن الرامية لتصفية الحقوق الفلسطينية، وهذا ليس اتفاق سلام بل استسلام لحكام إسرائيل العنصريين، وكل ذلك لن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني ولا مقاومته ونضاله من أجل الحرية والعدالة، ولا تصميمنا على إسقاط صفقة القرن التي يجب أن تسمى خدعة القرن".