رضوى ماتت.. لما حسني مبارك خد براءة

03 ديسمبر 2014
مريد يهمس في أذن أحد معزيه: حيموتونا ولاد الكلب!
+ الخط -

(1)

الزمان: محاكمة مبارك في قضية قتل المتظاهرين.

المكان: داخل قاعة المحكمة في أكاديمية الشرطة.

القاضي ناطقا بالحكم: "بقي الاتهام الأخير للاشتراك والاتفاق في جرائم القتل العمد للمتظاهرين مع سبق الإصرار والمقترن بالعمد. حكمت المحكمة حضوريا على المتهم محمد حسني السيد مبارك، بعدم جواز نظر الدعوة الجنائية المقامة يوم 24 مايو 2011 ضده".
 
والمحكمة اختتمت الأسباب بفقرة المحكمة تعقيبا على هذا الاتهام على رئيس الجمهورية الأسبق محمد حسني السيد مبارك قائلة: "أنه رغم ما جلي للمحكمة من نقاء المطالب المشروعة من متظاهرين من الشعب المصري فجر ثورة 25 يناير، والتي نادت بالعيش والحرية والكرامة الإنسانية، لما أعترى النظام المصري في السنوات الأخيرة، حيث قرب الأتباع وتقاتل زمرة من المنتفعين على ثروات مصر وقام أصحاب المصالح بتزييف الإرادة الشعبية بالإضافة لاندثار التعليم وإهدار الصحة.
 
إلا إنه..

أما وقد اجتاز الوطن بمشيئة مالك الملك الحالة الثورية، وترسخت المشروعية الدستورية بعد الثورة الشعبية، في 30 يونيو.. ومهما كان الرأي والحكم، فإن الفترة التي تسلم فيها الحكم البلاد، والتي قاربت 36 عام، ما بين نائب لرئيس الجمهورية، فالحكم له أو عليه، بعد أن انسلخ منه العمر، سيكون للتاريخ، أو بالأحرى لقاضي القضاة الحكم العدل الذي سيسأله كحاكم لرعيته.

رفعت الجلسة..

هتافات في قاعة المحكمة: الله أكبر،، يحيا العدل..

الضباط داخل القفص يهنئون "سيادة الريس" بالبراءة.

بينما البعض الآخر يلقي على "سيادة الريس"  التحية العسكرية..


(2)

الزمان: محاكمة مبارك في قضية قتل المتظاهرين.

المكان: أمام بوابات أكاديمية الشرطة.
 
حالة من الترقب بين أهالي الشهداء المتراصين في انتظار عدالة القضاء.

خبر عاجل: براءة مبارك من التهم المنسوبة، إليه في قتل المتظاهرين في 25 يناير

اغماءات وصراخ بين أهالي الشهداء..

أما تفقد الوعي.. أما الجميع حاملة صورة ولدها الذي قتل على يد داخلية مبارك..

وشاب في مقتبل العمر يمرغ رأسه في التراب وأخر يرمي نفسه في بركة مياه قريبة صارخا: القصاص.. العدل يا رب..

على جانب بوابة الأكاديمية الأيمن تقف مجموعات "أنصار مبارك" أسف يا ريس يوزعون الحلوى محتفلين بانتصارهم، رافعين صور مبارك..

 

(3)

زيارة لأحد الأصدقاء في سجن طرة..

تهليلات وتهاني وأحضان.

صراخ وتكبير.

المساجين يهنئون بعضهم..

بعض الأهالي يقومون بتوزيع الحلوى..

وهتافات من مساجين تتعالي: مبارك أخذ براءة! يستحقها.. ولا يوم من أيامك يا مبارك.. ولا يوم من أيامك يا سيادة الريس..

رجعتلنا بالسلامة يا ريييييييس

 

(4)

الشباب يقرر النزول إلى التحرير اعتراضا على أحكام البراءة الصادرة بحق محمد حسني مبارك، وحبيب العادلي في قضايا قتل المتظاهرين..

حالة من الاستنفار الأمني..

والحشود الغاضبة في تزايد..

هتاف يهز ميدان عبد المنعم رياض..

الشعب يريد إسقاط النظام..

يسقط يسقط حكم العسكر..

الداخلية بلطجية..

وابل من قنابل الغاز والخرطوش والرصاص الحي..

اعتقالات لشباب وقصر  وفتيات..

مقتل 3، أصغرهم طفلة كانت مع والدها على كوبري أكتوبر (أحد الكباري المطلة علي ميدان عبد المنعم رياض)، رصاصة اخترقت رقبة الطفلة الصغيرة في الوقت الذي كان يهربها والدها خوفا على نفسه وعليها من رصاص الداخلية وبطشها.
 

(5)

السيّد القاضي اللي مالهوش دعوة بعدل وظلم

بص للمتّهم وفكّره بوشّك

وانت بتقول له قرار الحكم

"المتهم سيّد حبيب القاضي

براءة يا سيَّدى المرة دي

وبص.."

برّه حدود المحكمة.. تلاقي سيّدات بتضم صور ولادها

وبرّه حدود المهزلة.. تلقى الولاد نفسهم.. خيالات وبتنادي

وبص في إيدين اللي برأته.. دم القتيل وكمان دموع الأم


(6)

صفحة إحنا أسفين يا ريس تنشر أول صورة "سيلفي" لمؤسس الصفحة مع "سيات الريس" حسني مبارك..

وشقيق الشهيد معتز محمد علي الذي استشهد في جمعة الغضب يعلن على صفحته الخاصة في الـ"فيسبوك" عن تنازله وهو في كامل قواه العقلية عن الجنسية المصرية وذلك بعد الحكم بالبراءة على مبارك وأعوانه، وعدم انتماء لهذا البلد (حكومة ونظاما وقضاء)، والانتماء لجنسية أخرى ليس حبا بها أو فخرا، ولكن لأنها تحترم مواطنيها وتقدرهم وتحترم آرائهم وحريتهم.


(7)

وفاة الكاتبة رضوى عاشور

المكان: مسجد صلاح الدين بالمنيل

الزمان: صلاة الجنازة

مريد يهمس في أذن أحد معزيه: رضوى ماتت لما حسني مبارك خد براءة

حيموتونا ولاد الكلب!

المساهمون