رشيد بوجدرة: الحلزون العنيد ما زال يشاغب

28 مارس 2015
من لقاء مع الكاتب في "قناة فرنسا الثانية"
+ الخط -

مرّت خمسون عاماً منذ أن أصدر الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة ديوانه الشعري الأول "من أجل إغلاق نوافذ الحلم"، في حزيران/ يونيو 1965. دخل بوجدرة عالم الكتابة الروائية والشعرية رغبة منه في رسم ما عايشته والدته من حالات اضطهاد من قِبل والده المتسلّط والمزواج.

هذا ما قاله في حديث سريع إلى "العربي الجديد"، مبيّناً: "لم أُشف بعد من جراح والدتي وعذاباتها. ولولا تلك المعاناة والآلام لما أصبحت كاتباً".

يعتقد صاحب "ألف عام من الحنين"، أن رغبته في الكتابة تتماهى مع ذاكرته الجريحة، التي يستعيدها على طريقة الروائي الفرنسي مارسيل بروست، أحد كتّابه المفضّلين: "لديّ علاقة مَرَضية مع الأب. وما زلت أعاني من هذه العقدة التي أصبحت تشكل هاجسي الروائي".

تزخر روايات بوجدرة بالعودة إلى ظاهرة السلطة الأبوية منذ أن نشر روايته الأولى "التطليق" عام 1967، التي عرّضته إلى مضايقات من قِبل السلطة الحاكمة آنذاك. ويبيّن صاحب رواية "الحلزون العنيد"، أن محور الكتابة لديه يتكئ على التحليل النفسي، وجراح الذاكرة الأبوية: "إنها الخيط الرفيع الذي بنيت عليه كل نصوصي الروائية، وإن اختلفت الخلفية السياسية لكل عمل".

ابتعد بوجدرة عن الطرق المُسطّرة، ورفض التقليد، فانطلق من التمرد على السلطة السياسية أولاً، وعلى لغة المستعمر ثانياً، حين تخلى عن الفرنسية سنة 1982، وكتب روايته "التفكّك" بالعربية. بيد أن حراس الفرانكفونية انتقدوا قراره، ووُضع في عداد الروائيين "المغضوب عليهم" في الصالونات الباريسية.

وإن امتازت علاقة بوجدرة بالسلطة السياسية خلال العشرية السوداء بنوع من التقارب، إلا أنه من منتقديها حالياً. كما تحسّنت علاقته بالتيار الإسلامي أخيراً، إثر نقاش هادئ دار بينه وبين أحد الوجوه السياسية المحسوبة على التيار الإسلامي المعتدل على إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة.

يرى صاحب "الربيع" في الروائي الأميركي وليام فولكنر أستاذاً له، أمّا نجيب محفوظ فيعتبره "روائياً بسيطاً"، في حين يعتبر أنّ غابرييل غارسيا ماركيز لا يتعدى كونه كاتباً صحافياً! مفضّلاً "ألف ليلة وليلة" على "مئة عام من العزلة". وكثيراً ما يتحيّز بوجدرة للروائيين العراقيين والفلسطينيين، الذين يعتبرهم مجددين في السرد، بخلاف نظرائهم المصريين الذين وصفهم في أكثر من مناسبة بأنهم "كتّاب حكايات"!

المساهمون