رسالة من نتنياهو وراء وقف ترامب التمويل الأميركي لـ"أونروا"

وذكر باراك رافيد، مراسل القناة للشؤون الدبلوماسية، في تقرير، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، أنّ نتنياهو أرسل، منذ أسبوعين تقريباً، رسالة خاصة إلى البيت الأبيض، يؤكد فيها أنّ موقف إسرائيل في ما يتعلّق بـ"أونروا" قد تغيّر، وأنّه يدعم الآن قطع كل التمويل الأميركي للوكالة التي تقدم المساعدات للاجئين الفلسطينيين.

وكشف المسؤولون أيضاً، أنّ نتنياهو اتصل بإدارة ترامب "دون استشارة مسؤولي الأمن الإسرائيليين".

وأوضح رافيد أنّ مكتب نتنياهو رفض التعليق على التقرير، لكنه لم ينف صحة التفاصيل الواردة فيه.

ويوم الجمعة الماضي، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر ناورت، في بيان، بحسب ما أوردت وكالة "رويترز"، إنّ "نموذج عمل أونروا وممارساتها المالية عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".

وأضافت "راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أنّ الولايات المتحدة لن تقدّم مساهمات إضافية لأونروا". وقالت إنّ "توسع مجتمع المستفيدين أضعافاً مضاعفة وإلى ما لا نهاية، لم يعد أمراً قابلاً للاستمرار...".

وذكّر رافيد بأنّ السياسة الإسرائيلية كانت، وحتى قبل أسابيع عدة، تعتبر أنّ أيّ تخفيض في التمويل الأميركي لـ"أونروا" يجب أن يكون تدريجياً، وبدون أي تخفيضات في المساعدات إلى قطاع غزة، بفعل الخوف من أزمة إنسانية وتصعيد ميداني هناك.

وأشار إلى أنّ هذا الموقف كان يؤيّده كلٌ من جيش الاحتلال الإسرائيلي، وجهاز الاستخبارات "شين بيت"، ووزارة الأمن الإسرائيلية، لافتاً إلى أنّ هذا هو الموقف الذي نقله، على مدى طويل، المسؤولون الإسرائيليون إلى البيت الأبيض والكونغرس الأميركي.

وأوضح أنّ مسؤولين إسرائيليين كشفوا أنّ نتنياهو قرّر تغيير موقف الحكومة الإسرائيلية هذا، قبل عدة أسابيع، مؤيداً "قطعاً كاملاً وفورياً" لكل التمويل الأميركي لـ"أونروا".

وقال المسؤولون إنّ نتنياهو نقل هذه الرسالة بشكل خاص إلى البيت الأبيض، وإلى أعضاء لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ، من خلال رون ديرمر، سفير إسرائيل في الولايات المتحدة، المقرّب منه.

كما أكد المسؤولون الإسرائيليون أنّ قرار نتنياهو بشأن تغيير السياسة الإسرائيلية حيال "أونروا" جاء بدون حصول أي نقاش حوله في مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي (الكابينت)، وبدون أي استشارة "جوهرية" مع القادة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومسؤولي أجهزة الأمن والمخابرات الإسرائيلية.

وكشف المسؤولون أنّ "العديد من كبار مسؤولي الأمن والاستخبارات في إسرائيل، فاجأهم التحوّل في هذه السياسة ولم يتوقعوا قراراً كهذا".

وأثنى نتنياهو، خلال حضوره مراسم افتتاح السنة الدراسية الجديدة، أمس الأحد، على قرار ترامب، وقال إنّه "يجب إلغاء مؤسسة اللجوء، ويجب أخذ هذه الأموال واستخدامها في إعادة تأهيل اللاجئين، الذين لا يتعدى عددهم الحقيقي جزءاً صغيراً من الأعداد التي تدعيها وكالة أونروا"، على حد تعبيره، واصفاً قرار ترامب بأنّه "تغيير مبارك ومهم".

وجاء القرار الأميركي بعد أسبوع من إعلان إدارة ترامب أنّها ستخفض 200 مليون دولار من أموال الدعم الاقتصادي لبرامج في الضفة الغربية وقطاع غزة.

ودفعت الإدارة الأميركية 60 مليون دولار لـ"أونروا"، في يناير/كانون الثاني، لكنّها حجبت 65 مليوناً أخرى بانتظار مراجعة للتمويل، من أصل تعهد قيمته 365 مليوناً للعام.

وعبّرت "أونروا" عن دهشتها من قرار الولايات المتحدة وقف التمويل، واعتبرت أنّه "مخيب للآمال"، في حين أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، عن أسفه للقرار الذي قابله أيضاً رفض فلسطيني وتنديد عربي.

وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، لتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، وهي: الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة. ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين داخل فلسطين وخارجها نحو 5.9 ملايين لاجئ، بحسب أحدث بيانات إحصائية فلسطينية رسمية.