وجّه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، رسالة خاصة عن الأسير كمال أبو وعر الذي يواجه السّجان والسرطان وفيروس كورونا، يطالبون فيها بتحريره من سجون الاحتلال.
وقال الأسرى وفق بيان نقله نادي الأسير الفلسطيني، "في القرن الواحد والعشرين، في عالم الديمقراطية وحقوق الإنسان يموت الأسير كمال أبو وعر، بصمت رهيب وبطء شديد، بعيداً عن أعين الكاميرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، حيث لا أحد يسمع شهقة الموت، أو حشرجة الصوت وضيق الأنفاس، إذن كما في كل مرة، ستمر الجريمة دون عقاب، وكأن شيئاً لم يكن!".
وتابعوا، "أبو وعر الأسير الإنسان، ليس مجرد رقم يحسبه الجلاد، ها هو بأنفاسه الأخيرة يقرع جدران الضمير العالمي، يصارع الموت وحيداً، جسده محاصر بخلايا السرطان القاتلة، مثلما يفتك به فيروس كورونا أيضاً، يتألم، يصرخ عالياً لا تتركوني وحيداً في زنازين الموت والرطوبة، فلا يسمع للأسف، سوى صدى الوجع والألم، يحتضر، دون أن يحظى بأبسط الحقوق، أقلها الحق في العلاج المناسب، وحيداً يصارع المستحيل وهو أسير، فهو الشاهد وهو الشهيد على جريمة الاحتلال الإسرائيلي، مثلما هو كذلك أيضاً، على فظاعة الثمن الذي يدفعه الأسرى، جرّاء الإهمال الطبي المتعمد".
وأردفوا، "الأسير كمال أبو وعر، الآن يرقد مقيداً على فراش المرض، يتلوّى ألماً بين الحياة والموت، وهو إلى الأخير أقرب، مقيداً بحقد السّجان وأغلاله، مع أنه مصاب بمرض السرطان وبفيروس كورونا في آن معاً، يتألم بشدة، نعم، لكنه يستصرخ العالم الحر، فما زال يراهن على قيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، ويبحث عن ضمير الإنسانية الحي، في التطور القيمي والحضاري والإنساني لكل شعوب الأرض، ينادي أحرار العالم متسائلاً أما آن الأوان، لتحريري من قيودي الخمسة دفعة واحدة قبل فوات الأوان؛ قيد الاعتقال المتواصل منذ 18 عاماً في سجون الاحتلال، قيد الإصابة بمرض السرطان منذ بضعة أعوام في زنازين الموت، قيد الإصابة بفيروس كورونا منذ بضعة أيام على أيدي السجان، قيد جسدي النحيل جرّاء المرض الفتاك ومناعتي الأضعف جراء جرع الكيماوي المتتالية، قيد خوفي المتزايد حد اليقين من التحاقي القريب بثمانية أسرى استشهدوا منذ العام المنصرم في سجون الاحتلال الإسرائيلي، جراء الإهمال الطبي المتعمد".
ودعا الأسرى أحرار العالم إلى أن لا يتركوا الأسير أبو وعر وحيداً مع قيوده الخمسة، لأن في استمرارها موته المحقق، وقالوا: "إذن أليس من العار أن يصمت العالم، على جريمة قتل متعمد في وضح النهار ؟! عليه لنتحرك معاً، كي نضغط على حكومة الاحتلال، من أجل إنقاذ حياته، فالعالم الحر اليوم أمام امتحان حقيقي، إما أن ينتصر لقيمة وحقوق الإنسان الأصيلة، وإما أن يترك الأسير أبو وعر، فريسة للمرض والإهمال والنسيان، أبو وعر يناديكم، يراهن على قيمكم، يستصرخ إنسانيتكم، فهل من مجيب"؟
من جهة أخرى، قال نادي الأسير في بيان له، "إن إدارة سجن جلبوع أبلغت الأسرى اليوم، أن نتائج العينات التي أُخذت من الأسرى في قسم (2)، وهو القسم الذي تواجد فيه الأسير كمال أبو وعر قبل نقله،سالبة، أي غير مصابين، علماً أن عدد الأسرى في القسم (80) أسيراً".
وأكد نادي الأسير مجدداً على أن النتائج التي تعلن عنها إدارة سجون الاحتلال، تبقى محط شك، طالما لا توجد جهة محايدة تشرف على نتائج العينات التي تؤخذ من الأسرى، خاصة مع تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا بين السجانين، وانحصار المعلومات برواية الاحتلال.
وطالب نادي الأسير بضرورة الضغط على الاحتلال، بأن يكون هناك لجنة دولية محايدة تطلع على أوضاع الأسرى، وتشرف على متابعة أوضاعهم الصحية، لاسيما فيما يتعلق بالعينات التي تؤخذ من الأسرى، واستمرار المطالبة بالإفراج عن المرضى وكبار السن والأطفال والنساء.
يُشار إلى أن الأسير كمال أبو وعر المصاب بسرطان في الحنجرة، أُعلن عن إصابته قبل يومين بفيروس كورونا، بعد أن جرى نقله من سجن "جلبوع" لإجراء عملية جراحية له نهاية الأسبوع الماضي، وفي الأمس أبلغت إدارة سجون الاحتلال أن الأسير أبو وعر خضع لعملية جراحية لوضع أنبوب تنفس له، دون معرفة معلومات دقيقة عن وضعه الصحي حتى الآن.
يذكر أن الأسير أبو وعر من بلدة قباطية في جنين، وهو محكوم بالسجن المؤبد 6 مؤبدات و50 عاماً، ومعتقل منذ عام 2003.
من جانب آخر، نقل مركز حنظلة المختص بشؤون الأسرى، أن توترا شديدا يسود السجون هذه الأيام مع تواصل تفشي فيروس كورونا بين الأسرى ورفض إدارة السجون الاستجابة لمطالبهم بإدخال أموال الكانتينا "بقالة السجن" والملابس والسماح للأهالي بالزيارات.
في حين، أكد مركز حنظلة أن الأسير عبد الرحمن محمود من قرية العيساوية بالقدس المشتبه بإصابته بفيروس كورونا هو حاليًا متواجد بعزل قسم 8 في سجن ريمون ومن المقرر أن تظهر نتيجة العينة التي أُخذت منه غدًا الأربعاء، علما بأن الأسير عبد الرحمن محمود معتقل منذ 18 عاما وهو محكوم بالسجن 19 عامًا.
في سياق منفصل، أكد نادي الأسير، في بيان صحافي، قبيل عصر اليوم، أن عدداً من الأسرى أُصيبوا بالاختناق عقب رشهم بالغاز، من قبل وحدات القمع الإسرائيلية التي نفذت عملية قمع واقتحام واسعة الليلة الماضية لأقسام الأسرى في سجن "عوفر".
وبين نادي الأسير أن وحدات القمع ما تزال متواجدة في السجن، وأن كافة الأقسام مغلقة، فيما ذروة عملية القمع شهدها قسما (22) و(21)، حيث سُجلت إصابات بالاختناق، ونُقل أحد الأسرى إلى الزنازين، بعد مواجهته لقوات القمع.
وأضاف أن الأسرى في سجن "عوفر" واجهوا عملية قمع أخرى جرت فجر أمس، للقسم (16)، حيث استخدمت قوات القمع خلالها الكلاب البوليسية، ونقل على إثرها أسير إلى العزل، كما جرى نقل الأسير رامي فضايل من السجن، وبعد مطالبات من الأسرى بإعادة الأسير المعزول إلى القسم، رفضت الإدارة، وشرع الأسرى بالطرق على الأبواب والتكبير، وردت الإدارة باستدعاء قوات القمع.
وحذر نادي الأسير من خطورة ما يجري بحق الأسرى، من عمليات قمع وحشية وإجراءات تنكيلية تستهدف حقوقهم ومنجزاتهم، مؤكداً أن حدة المخاطر تتصاعد مع احتمالية انتشار الوباء بين صفوفهم، خاصة بعد الإعلان عن إصابة الأسير المريض بالسرطان كمال أبو وعر، واستمرار إدارة سجون الاحتلال في الإعلان عن إصابات بالفيروس بين سجانيه، وحجر العشرات منهم.
وحمّل نادي الأسير الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى في سجونه، وجدد مطالبته بالتدخل العاجل للإفراج عن المرضى وكبار السن والأطفال والنساء.
يُشار إلى أن أكثر من 1000 أسير يقبعون في سجن "عوفر" بينهم أطفال.