تشكو سناء عليان، وهي أم لثلاثة أسرى فلسطينيين اعتقلتهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، من إهمال السلطة ومسؤوليها قضية أبنائها الذين بدؤوا يخوضون إضرابا مفتوحا عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم الإداري.
تقول الأم بمرارة، لـ"العربي الجديد": "لا أحد اتصل بي منذ اعتقال أبنائي الثلاثة، سوى وسائل الإعلام لتكتب عن قصتي، أما القيادة والمسؤولون فلا كرامة للشهيد عندهم"، مشيرة إلى الإهمال الذي تلاقيه من المسؤولين منذ أن داهم جنود الاحتلال الإسرائيلي منزلها وأخذوا أبناءها وتركوها وحيدة.
محمد ومحمود ونوران، هم أبناء القيادي في كتائب شهداء الأقصى بمدينة بيت لحم، الشهيد أحمد البلبول، الذي اغتالته الوحدات التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي سنة 2008، بعد مطاردة دامت عشر سنوات.
اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الفتاة الوحيدة، وهي الأصغر في العائلة، نوران (15 عاما) قبل نحو ثلاثة أشهر على الحاجز العسكري الذي يفصل مدينة القدس عن مدينة بيت لحم، بعد عراك بينها وبين مجندة منعتها من الدخول إلى القدس بغرض الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، ثم لفقت لها تهمة محاولة تنفيذ عملية طعن.
ومنذ اعتقال نوران، تقول عليان إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تريد معاقبة عائلة الشهيد البلبول، وتقف في وجه نجاحات زوجته وأبنائه، حيث اعتقلت ابنيها محمد (25 عاما) وهو طبيب أسنان، ومحمود (23 عاما) وهو طالب دراسات عليا حاصل على درجة البكالوريوس في علم النفس.
ستغادر الأسيرة نوران السجن في التاسع والعشرين من الشهر الجاري، بينما يقبع محمد ومحمود في السجن بدون تهمة أو محاكمة، وتم تحويلهما إلى الاعتقال الإداري الذي تستخدمه سلطات الاحتلال الإسرائيلي لعقاب الفلسطينيين الذين لا تستطيع إدانتهم بأي شيء.
ويخوض محمود، منذ سبعة أيام، إضرابا مفتوحا عن الطعام، وأدخل أمس الأحد إلى العزل الانفرادي كإجراء عقابي، بينما سيلتحق به محمد اليوم في إضراب مفتوح عن الطعام تضامنا معه، في الوقت الذي استطاعت فيه الأم إقناع نوران بعدم خوض الإضراب عن الطعام بمساعدة لينا الجربوني، وهي أقدم أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال.
تقول الأم: "محمد قلق عليّ وعلى نوران، لاسيما أن موعد الإفراج عنها بات قريبا، وحين تخرج من السجن لن تجد أخويها، بل ستسمع الأخبار التي ستتوالى عن إضرابهما عن الطعام، الأمر الذي دفعه إلى مراسلة الشعب الفلسطيني في ظل الإهمال الرسمي لقضيتهما".
وكتب الأسير محمد البلبول رسالة، بعد أن ودّع الأسرى قبيل نقله إلى العزل الانفرادي، قائلا: "شعبي، إن أمي وحدها، وقريبا شقيقتي سوف تخرج من السجن ولن تجد أشقاءها، وها أنا أخوض إضرابي عن الطعام لأجلهما، فلا تتركوهما وحدهما".
تُركت الأم وحيدة منذ الاعتقال، وأمضت شهر رمضان المبارك تتناول الماء وبضع تمرات، في الوقت الذي كانت تمنّي فيه النفس أن تُملأ سُفرتها بضحكات أبنائها الثلاثة، لكنها لم تجد أي مسؤول يستجيب لصراخها ونحيبها.
وعبْر "العربي الجديد"، وجّهت الأم رسالة إلى القيادة الفلسطينية ومسؤولي السلطة، من أجل التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ العائلة التي باتت اليوم هدفا لسلطات الاحتلال الإسرائيلي من أجل تدميرها، في مقدمة لتدمير عشرات عوائل الشهداء في الضفة الغربية المحتلة.