اعتاد الرئيس الأميركي باراك أوباما توجيه رسائل سنوية للإيرانيين كي يهنئهم بحلول عيد النوروز أو عيد رأس السنة الشمسية الذي يوافق 21 مارس/آذار من كل عام؛ رسالة أوباما المصورة لهذا العام، أنهاها بجملة تهنئة باللغة الفارسية لم تكن مقتضبة هذه المرة، وكانت موجهة للشعب الإيراني في جزء كبير منها.
اقرأ أيضاً (أوباما يدعو طهران لاغتنام "أفضل فرصة " لتحسين العلاقات)
وقال الرئيس الأميركي صراحة في رسالته إن الإيرانيين دفعوا خلال السنوات الماضية ثمن قرارات تبنتها حكومتهم وقياداتهم. واعتبر أن الوقت قد حان لاستغلال الفرصة المتاحة حالياً، وهي الفرصة التي قد تفتح باب العلاقات بين طهران وواشنطن، وتنهي تاريخ عداء طويل بين البلدين، وعليه يترتب على القادة في إيران الاختيار بين التوافق أو العزلة خلال هذه المرحلة.
التوافق أو العزلة
يعرف الإيرانيون جيداً أن هذين الخيارين لا ثالث لهما؛ فالتجربة النووية خلال السنوات العشر الماضية أثبتت هذا الكلام، ولكن عندما يطرح الرئيس الأميركي الأمر بهذه الصيغة التي لا تروق للعديد من المسؤولين في الداخل، فهذا يعني أن الخلافات ما تزال موجودة على طاولة الحوار الإيراني الأميركي، والتي انعقدت لعدة مرات حتى الآن. وأن يطرح أوباما هذين الخيارين بوضوح يعني أن الولايات المتحدة تريد توافقاً مرهوناً بشروطها كما اعتبر كثيرون في الداخل الإيراني.
وقرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الردّ على أوباما بطريقته، فلم تخرج العديد من التصريحات الرسمية الإيرانية فور وصول رسالة أوباما، غير أنّ ظريف كتب على صفحته الشخصية على موقع "تويتر"، أن الإيرانيين اختاروا منذ زمن ما الذي يريدونه، "فهم يريدون الاحتفاظ بحقوقهم وعزّتهم، والخيار الآن أمام الأميركيين وليس بيد الإيرانيين، وعليهم دعم خيار التوافق أو الاستمرار في سياسة الضغط على البلاد"، حسب تعبيره.
رد ظريف العلني جاء في وقت كانت خلاله ملامح الاتفاق الصعب تأخذ شكلها الشبه نهائي في لوزان السويسرية؛ فبين الدبلوماسية والتشدّد في بعض الأحيان تحافظ طهران على توازن سياستها، ولطالما نجا الوفد المفاوض بقيادة ظريف وحكومة الرئيس حسن روحاني المعتدلة من انتقادات متشدّدي الداخل بإطلاق تصريحات من هذا النوع، وهي التي تساعدهم على الاحتفاظ بشعبيتهم أمام الشارع الإيراني، خصوصاً أن كل جولات المفاوضات التي خاضها ظريف خلال أكثر من عام لم تحقق الكثير للإيرانيين.
الشارع الإيراني يراقب
رسائل الطرفين الإيراني والأميركي وصلت إلى الشارع الإيراني، وتبادلها الإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أجهزة الهواتف المحمولة. ووسط أجواء العيد والتحضيرات لموسم العطلة السنوية الإيرانية، ترقب الإيرانيون النتائج العملية لطاولة حوار لوزان التي بدأت منتصف الشهر الجاري، في مراهنة على أن يحمل رأس السنة الجديدة لهم أخباراً طيبة كما تمنى لهم كل من ظريف وأوباما في رسالتيهما.
غير أن "الكبار" في لوزان قرّروا أخذ استراحة وإعطاء المفاوضات وقتاً مستقطعاً، فأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد المفاوض عباس عراقجي عن توقف هذه الجولة ومغادرة وفد بلاده المفاوض سويسرا، على أن يستأنف الحوار النووي الأربعاء المقبل.
اقرأ أيضاً (إيقاف محادثات لوزان ولقاء أميركي أوروبي في برلين غداً)
وكما وصف عراقجي هذه الجولة من المفاوضات بالدقيقة والمعقدة، قال وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف إن اجتماعه الأخير مع نظيره الأميركي جون كيري، والذي عقد الجمعة كان اجتماعاً إيجابياً، رغم أنه بحث نقاطاً صعبة، مضيفاً أن المفاوضات بين إيران والغرب وصلت إلى مرحلة حساسة ودقيقة للغاية، مع تأكيده على إحراز تقدّم.
تصريحات متفائلة
وفي الوقت الذي يأخذ فيه الوفد المفاوض الإيراني استراحة لأيام معدودة، يلتقي وزير الخارجية الأميركي بنظرائه الأوروبيين من مجموعة السداسية الدولية وفق ما أعلنت مصادر إيرانية وغربية على حد سواء، كل هذا يعني أن محادثات لوزان هذه المرّة كانت مختلفة عن سابقاتها، وتشبه كل الجولات الحاسمة السابقة التي أعلن في نهايتها عن توقيع اتفاق جنيف مرة، وتمديده مرتين.
وخرجت تصريحات متفائلة على لسان المسؤولين الإيرانيين والأميركيين. فقد أكد كيري، عصر أمس، أنهم حققوا تقدماً كبيراً في المفاوضات، وذلك في تصريح صحفي، بمدينة لوزان السويسرية. أما أبرز المتفائلين الإيرانيين، فكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، الذي يقود المفاوضات التقنية، وقال إنه تم الاتفاق على 90 في المائة من التفاصيل التقنية العالقة، وحتى وإن خرجت تصريحات في وقت لاحق لتنفي ما جاء على لسان صالحي، لكن عراقجي أوضح الأمر لاحقاً، وقال إن الاتفاق يعني توافقاً على كل النقاط لا على بعضها، ما يعني أنه يجب انتظار ما تحمله الأيام المقبلة، والتي يبدو أنها ستكون بداية مرحلة جديدة لإيران.
ورأى مراقبون أن الوفد الإيراني قدّم كل ما لديه على طاولة حوار لوزان هذه المرّة، إذ كان لديهم اقتراحات جديدة لكل النقاط الخلافية العالقة؛ فالتصريحات الإيرانية الأخيرة تحدثت عن موافقة البلاد على اتفاق يعلق الأنشطة المقلقة للغرب لمدة عشر سنوات، ومنهم من تحدث عن تقديم اقتراحات لإعادة تصميم قلب مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، والبعض الآخر تحدث عن قبول الحصول على وقود نووي من روسيا، وتبقى العودة لطهران بهذه الحالة لترك الكرة في ملعب الغرب وهو ما كان واضحاً في رسالة ظريف التي رد خلالها على أوباما.
ويتوقع أن يخرج خامنئي يوم السبت، أول أيام العام الإيراني الجديد، ليلقي كلمته على العلن والتي سيكون لمفاوضات البلاد مع الغرب حصة فيها، ويبدي موقفه آنذاك مما يحصل. غير أنّ كل المعطيات تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة، وتحمل أنباء جديدة حاسمة للإيرانيين، ويبقى الترقب سيد الموقف خلال هذه المرحلة التي ينتظر فيها الكل العودة لطاولة لوزان مرة أخرى.
اقرأ أيضاً (أوباما يدعو طهران لاغتنام "أفضل فرصة " لتحسين العلاقات)
وقال الرئيس الأميركي صراحة في رسالته إن الإيرانيين دفعوا خلال السنوات الماضية ثمن قرارات تبنتها حكومتهم وقياداتهم. واعتبر أن الوقت قد حان لاستغلال الفرصة المتاحة حالياً، وهي الفرصة التي قد تفتح باب العلاقات بين طهران وواشنطن، وتنهي تاريخ عداء طويل بين البلدين، وعليه يترتب على القادة في إيران الاختيار بين التوافق أو العزلة خلال هذه المرحلة.
التوافق أو العزلة
يعرف الإيرانيون جيداً أن هذين الخيارين لا ثالث لهما؛ فالتجربة النووية خلال السنوات العشر الماضية أثبتت هذا الكلام، ولكن عندما يطرح الرئيس الأميركي الأمر بهذه الصيغة التي لا تروق للعديد من المسؤولين في الداخل، فهذا يعني أن الخلافات ما تزال موجودة على طاولة الحوار الإيراني الأميركي، والتي انعقدت لعدة مرات حتى الآن. وأن يطرح أوباما هذين الخيارين بوضوح يعني أن الولايات المتحدة تريد توافقاً مرهوناً بشروطها كما اعتبر كثيرون في الداخل الإيراني.
وقرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الردّ على أوباما بطريقته، فلم تخرج العديد من التصريحات الرسمية الإيرانية فور وصول رسالة أوباما، غير أنّ ظريف كتب على صفحته الشخصية على موقع "تويتر"، أن الإيرانيين اختاروا منذ زمن ما الذي يريدونه، "فهم يريدون الاحتفاظ بحقوقهم وعزّتهم، والخيار الآن أمام الأميركيين وليس بيد الإيرانيين، وعليهم دعم خيار التوافق أو الاستمرار في سياسة الضغط على البلاد"، حسب تعبيره.
رد ظريف العلني جاء في وقت كانت خلاله ملامح الاتفاق الصعب تأخذ شكلها الشبه نهائي في لوزان السويسرية؛ فبين الدبلوماسية والتشدّد في بعض الأحيان تحافظ طهران على توازن سياستها، ولطالما نجا الوفد المفاوض بقيادة ظريف وحكومة الرئيس حسن روحاني المعتدلة من انتقادات متشدّدي الداخل بإطلاق تصريحات من هذا النوع، وهي التي تساعدهم على الاحتفاظ بشعبيتهم أمام الشارع الإيراني، خصوصاً أن كل جولات المفاوضات التي خاضها ظريف خلال أكثر من عام لم تحقق الكثير للإيرانيين.
الشارع الإيراني يراقب
رسائل الطرفين الإيراني والأميركي وصلت إلى الشارع الإيراني، وتبادلها الإيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى أجهزة الهواتف المحمولة. ووسط أجواء العيد والتحضيرات لموسم العطلة السنوية الإيرانية، ترقب الإيرانيون النتائج العملية لطاولة حوار لوزان التي بدأت منتصف الشهر الجاري، في مراهنة على أن يحمل رأس السنة الجديدة لهم أخباراً طيبة كما تمنى لهم كل من ظريف وأوباما في رسالتيهما.
غير أن "الكبار" في لوزان قرّروا أخذ استراحة وإعطاء المفاوضات وقتاً مستقطعاً، فأعرب مساعد وزير الخارجية الإيراني وعضو الوفد المفاوض عباس عراقجي عن توقف هذه الجولة ومغادرة وفد بلاده المفاوض سويسرا، على أن يستأنف الحوار النووي الأربعاء المقبل.
اقرأ أيضاً (إيقاف محادثات لوزان ولقاء أميركي أوروبي في برلين غداً)
وكما وصف عراقجي هذه الجولة من المفاوضات بالدقيقة والمعقدة، قال وزير خارجية البلاد محمد جواد ظريف إن اجتماعه الأخير مع نظيره الأميركي جون كيري، والذي عقد الجمعة كان اجتماعاً إيجابياً، رغم أنه بحث نقاطاً صعبة، مضيفاً أن المفاوضات بين إيران والغرب وصلت إلى مرحلة حساسة ودقيقة للغاية، مع تأكيده على إحراز تقدّم.
تصريحات متفائلة
وفي الوقت الذي يأخذ فيه الوفد المفاوض الإيراني استراحة لأيام معدودة، يلتقي وزير الخارجية الأميركي بنظرائه الأوروبيين من مجموعة السداسية الدولية وفق ما أعلنت مصادر إيرانية وغربية على حد سواء، كل هذا يعني أن محادثات لوزان هذه المرّة كانت مختلفة عن سابقاتها، وتشبه كل الجولات الحاسمة السابقة التي أعلن في نهايتها عن توقيع اتفاق جنيف مرة، وتمديده مرتين.
وخرجت تصريحات متفائلة على لسان المسؤولين الإيرانيين والأميركيين. فقد أكد كيري، عصر أمس، أنهم حققوا تقدماً كبيراً في المفاوضات، وذلك في تصريح صحفي، بمدينة لوزان السويسرية. أما أبرز المتفائلين الإيرانيين، فكان رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، الذي يقود المفاوضات التقنية، وقال إنه تم الاتفاق على 90 في المائة من التفاصيل التقنية العالقة، وحتى وإن خرجت تصريحات في وقت لاحق لتنفي ما جاء على لسان صالحي، لكن عراقجي أوضح الأمر لاحقاً، وقال إن الاتفاق يعني توافقاً على كل النقاط لا على بعضها، ما يعني أنه يجب انتظار ما تحمله الأيام المقبلة، والتي يبدو أنها ستكون بداية مرحلة جديدة لإيران.
ورأى مراقبون أن الوفد الإيراني قدّم كل ما لديه على طاولة حوار لوزان هذه المرّة، إذ كان لديهم اقتراحات جديدة لكل النقاط الخلافية العالقة؛ فالتصريحات الإيرانية الأخيرة تحدثت عن موافقة البلاد على اتفاق يعلق الأنشطة المقلقة للغرب لمدة عشر سنوات، ومنهم من تحدث عن تقديم اقتراحات لإعادة تصميم قلب مفاعل آراك الذي يعمل بالماء الثقيل، والبعض الآخر تحدث عن قبول الحصول على وقود نووي من روسيا، وتبقى العودة لطهران بهذه الحالة لترك الكرة في ملعب الغرب وهو ما كان واضحاً في رسالة ظريف التي رد خلالها على أوباما.
ويتوقع أن يخرج خامنئي يوم السبت، أول أيام العام الإيراني الجديد، ليلقي كلمته على العلن والتي سيكون لمفاوضات البلاد مع الغرب حصة فيها، ويبدي موقفه آنذاك مما يحصل. غير أنّ كل المعطيات تشير إلى أن المرحلة المقبلة ستكون مختلفة، وتحمل أنباء جديدة حاسمة للإيرانيين، ويبقى الترقب سيد الموقف خلال هذه المرحلة التي ينتظر فيها الكل العودة لطاولة لوزان مرة أخرى.