ردود مرشحين للرئاسة في تونس: اعتراف بالفشل وإذعان لنتائج الصندوق

16 سبتمبر 2019
فشل الوجوه القديمة في تصدر المشهد السياسي (ياسين غيدي/الأناضول)
+ الخط -

تباينت ردود المرشحين للانتخابات الرئاسية في تونس عقب صدور النتائج الأولية للانتخابات، وبعد فشل الوجوه القديمة في تصدر المشهد السياسي مجددا، مقابل بروز وجوه جديدة لا خبرة لها في الشأن السياسي. 

ورغم أن النتائج فاجأت العديد من المترشحين الذين يتجهون إلى الخسارة بعدم تخطيهم الدور الأول، إلا أنهم أجمعوا على الإقرار بإرادة الناخبين.  

وفي السياق، أقرّ الرئيس التونسي السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، محمد المنصف المرزوقي، بأنه فشل في إقناع أغلبية الناخبين بالتصويت له في هذه الانتخابات، مضيفا في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية "فيسبوك"، أن هذه النتيجة "مخيبة للآمال".

 

وأكد المرزوقي أنه بعد نتائج تقديرية أصدرها عدد من مؤسسات استطلاع الآراء، فإنه "يتحمل كامل المسؤولية" في الفشل في إقناع أغلبية الناخبين بشخصه وببرنامجه لقيادة تونس في السنوات الخمس المقبلة.

وشكر الرئيس السابق كل من صوتوا له ومن تكفّلوا بمتاعب حملته الانتخابية، متمنيا "التوفيق لتونس في مسارها الصعب والشاق، والتي لم تكن هذه الانتخابات إلا مرحلة من مراحل تطورها من دولة تسلّط إلى دولة خدمات".

وأكد المرشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها عن حزب تحيا تونس، ورئيس الحكومة يوسف الشاهد، "احترامه لنتائج الصندوق"، معبرا عن أسفه لـ"عدم مرور مرشح من العائلة الديمقراطية للدور الثاني للانتخابات الرئاسية"، مشيرا إلى أن "تشتّت الصف الديمقراطي هو الذي أدى إلى تسجيل هذه النتائج وهي مسؤولية الجميع".

وأضاف الشاهد في تصريح إعلامي، أنه "في انتظار الإعلان عن النتائج النهائية للدور الأول من السباق الرئاسي، يجب الوقوف على جملة من الرسائل والاستنتاجات، وأولها المشاركة الضعيفة للناخبين، وعدم وجود ممثّل عن الصف الديمقراطي في الدور الثاني من الرئاسيات، وأسباب تصويت جزء من التونسيين في هذا الاتجاه".

وأفاد الشاهد بأن "العائلة الديمقراطية تعيش اليوم لحظة فارقة، وهي مطالبة بالتقاط هذه الرسائل التي كشفتها نتائج تصويت التونسيين في الدور الأول"، مؤكدا أنه "لا خيار في محطة 6 أكتوبر/ تشرين الأول إلا التوحّد حفاظا على تونس وعلى مستقبلها".

وقال المرشح للرئاسة عن الاتحاد الشعبي الجمهوري لطفي المرايحي، إن "انتصار قيس سعيد ومروره للدور الثاني هو انتصار للتيار الثوري، الذي يضم في النهاية محمد عبو وسيف الدين مخلوف والصافي سعيد".

وأكد المرايحي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "جانبا كبيرا من الشعب التونسي علق آمالا على الثورة، وخاصة الشباب، حيث ظلت أحلامه مؤجلة لسنوات، وبالتالي التف حول المرشح قيس سعيد، الذي يتصدر خيار للخروج من المنظومة السابقة إلى منظومة جديدة".

وبين المتحدث ذاته أن ترتيبه في المرتبة السابعة يعتبر "مقبولا"، وأنهم كانوا "مفاجأة الانتخابات"، مبينا أن حزبه "تمكن من فكّ العزلة الإعلامية التي كانت مفروضة على شخصه والحزب، وهذا الرقم تحقق في ظرف وجيز دون دعاية وماكينة"، مشيرا إلى أنّ "المستقل قيس سعيد كان موجودا ضمن نتائج سبر الآراء، ويبقى تصدره النتائج انتصارا للتيار الثوري"، مشيرا إلى أن "المرشح الثاني نبيل القروي لا يمكن أن يؤتمن على الدستور طالما أنه لا يحترم القانون".

وعلق المرشح للانتخابات الرئاسية الصافي سعيد، والذي جاء في المرتبة السادسة إلى الآن، على النتائج التقديرية للانتخابات الرئاسية قائلا إنه يتقدم بالشكر للناخبين كافة، مؤكدا أن الأصوات التي منحت له تاج فوق رأسه، وأنه سيواصل العمل.

وأضاف سعيد، في تدوينة عبر صفحته الرسمية "فيسبوك": "كنا ننتظر الأفضل، وكنا منافسين جديين لكرسي الرئاسة، بالرغم من بساطة حملتنا، ولا مكينة إعلامية ولا مال فاسد ولا شيء، وجئنا في مرتبة تعتبر مشرفة، وفزنا على مرشحين ذوي جاه ومكينات".

وقال فوزي عبد الرحمن، مدير حملة عبد الكريم الزبيدي، إنهم يقبلون نتائج الصندوق إذا تأكدت، مضيفا أن "تونس تسير إلى المجهول".

 

وأوضح عبد الرحمن، في تصريح إعلامي، أن "النتائج وإن صحت فهي درس لكل السياسيين، وأن من خسر الانتخابات هو المشروع الحداثي لتونس، سواء كان عبد الكريم الزبيدي أو يوسف الشاهد أو المهدي جمعة"، مؤكدا أنهم كانوا يتوقعون أن يمر الزبيدي إلى الدور الثاني.

وبادر المرشح المتصدر للترتيب حاليا قيس سعيد، بمجرد إعلان النتائج الأولية، إلى مشاركة أعضاء حملته في ترديد النشيد الوطني، وهو بجانب الراية الوطنية، ليشرع مباشرة في تقبيلها.

وخرج انصار سعيد مرددين: "الشعب يريد قيس سعيد"، و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء".

ورغم الفرحة العارمة التي رافقت الاحتفال بانتصار سعيد من قبل أنصاره داخل مقر حملته الانتخابية، إلا أنه فضل انتظار الإعلان الرسمي عن النتائج، مضيفا في تصريح مقتضب: "المرتبة الأولى التي نلتها تحملني مسؤولية كبيرة تجاه الشعب حتى نمر معا من اليأس إلى الأمل ومن الرجاء إلى العمل".

من جهتهم، احتفل  أنصار المرشح الموقوف نبيل القروى، والذي احتل المرتبة الثانية إلى الآن، أمام المقر الرئيسى للحزب، رافعين الأعلام والشماريخ، مرددين العديد من الهتافات.