أثارت الجريمة التي تعرضت لها أسرة مسيحية في العاصمة العراقية بغداد، أول من أمس، قلق نواب وحقوقيين مسيحيين، طالبوا بنزع السلاح المنفلت من الشارع العراقي، في حين اعتبر رئيس البرلمان هذه العمليات استهدافاً مباشراً للوحدة الوطنية، وخطراً لا بد من التصدي له.
ونظمت البطريركية الكلدانية في بغداد قداساً في كنيسة مار يوسف خربندة، بعد ظهر اليوم، عن راحة نفس المغدورين، وهم الطبيب هشام مسكوني وزوجته الطبيبة شذا مالك ووالدتها خيرية داوود، الذين قتلوا في منزلهم في منطقة المشتل في بغداد، إثر هجوم دافعه السرقة، بحسب الشرطة العراقية. كما أعلن الحداد، اليوم الإثنين، في كنائس بغداد.
وطالب عضو البرلمان العراقي عن المكون المسيحي، جوزيف صليوا، الحكومة العراقية، بالإسراع في نزع السلاح من الشارع العراقي، مؤكداً أن المسيحيين في بغداد ومناطق أخرى يتعرضون لعمليات تهجير وقتل واستيلاء على ممتلكاتهم من قبل جماعات مسلحة.
وأشار إلى أن المواطنين العراقيين، ومن بينهم المسيحيون، يتعرضون لعمليات استهداف من قبل جماعات مسلحة تتبع لأحزاب متطرفة ارتكبت جرائم عدة ضد المسيحيين، مبينا، خلال مقابلة متلفزة، أن الحل يكمن في أخذ الحكومة دورها في عملية نزع السلاح من هذه الجماعات.
وقال إن وجود صراع سياسي وراء عمليات استهداف المسيحيين في خرق واضح لشعارات المحبة التي ترفعها بعض الأحزاب، موضحاً أن على السلطات العراقية تولي مسؤولياتها في تأمين حياة المسيحيين.
وذكر أن الأحزاب العراقية لديها القدرة على التستر على المسؤولين الفاسدين، ومهربي الأسلحة والمخدرات، متسائلا "لماذا لا يمتلكون القدرة على حماية الناس؟".
من جهته، اعتبر رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، أن استهداف المسيحيين يمثل استهدافا مباشرا للوحدة الوطنية، معتبرا أن ذلك تهديد خطير لا بد من التصدي له بكل الطرق والوسائل.
وأضاف أن "ما تعرّض له العراق بجميع مكوناته، خصوصا المسيحيين، يندرج ضمن محاولات إثارة الفرقة بين أبناء المجتمع التي تهدف إلى إفراغ البلاد من طاقاتها ومكوناتها الأصيلة"، مبينا أن الجريمة التي طاولت إحدى الأسر المسيحية لا تقل خطراً وتهديداً عن المحاولات السابقة، حتى وإن كانت بدافع السرقة أو أية دوافع أخرى.
ودعا، القوات العراقية في جميع أنحاء البلاد، إلى تحمّل مسؤولياتها في حماية جميع المواطنين، مؤكدا أن المسيحيين أثبتوا حبهم العميق لبلادهم ولإخوتهم العراقيين، من خلال الصبر والثبات الذي تحلوا به، على الرغم من فداحة الخسائر وعظم التحديات.
وفي السياق، قال المحامي المسيحي وائل كوركيس، إن أغلب الجرائم التي طاولت المسيحيين في أوقات سابقة مرت من دون عقاب، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن الشرطة العراقية تخشى اعتقال بعض أفراد العصابات في عدد من مناطق بغداد.
وأضاف "حتى ذوي الضحايا من المسيحيين يخشون مراجعة المحاكم، خوفاً من تعرّضهم للاستهداف"، مبينا أن الحل يكمن في تجريد العصابات والجماعات المرتبطة بالأحزاب من أسلحتها.
— Vian Dakhil (@VianDakhil) ١٠ مارس، ٢٠١٨ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وقالت الشرطة العراقية إن مسلحين اقتحموا منزلاً شرقي بغداد وقتلوا أسرة مسيحية مكونة من ثلاثة أشخاص، يوم الجمعة الماضي، في حين أكدت وزارة الداخلية أنها ألقت القبض على المشتبه بتورطهم في الجريمة.
ودعا بطريرك الكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، الجهات الأمنية، إلى ملاحقة الجناة، مطالباً الحكومة العراقية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين وممتلكاتهم.