ردود إسرائيلية على كيري بشأن تعثر المفاوضات

09 ابريل 2014
مسؤولون ومحللون اعتبروا تصريحات كيري غير واقعية (درو أنغرر/getty)
+ الخط -

تبذل إسرائيل جهداً للرد على تلميحات وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، بشأن تحميلها قسطاً من مسؤولية تعثر المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، غير أن قادة الصف الثاني في إسرائيل أخذوا زمام المبادرة لمهاجمة كيري، معتبرين أنه منقطع عن الواقع، وأن لا علاقة بين اتهاماته وبين الحقائق.

ووسط صمت كل من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان (الموجود حالياً في الولايات المتحدة)، أعلن نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، زئيف إلكين في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم الأربعاء، أنه لا سبب لخيبة الأمل من تصريحات كيري، مضيفاً "اعتدنا على مواقف في المجتمع الدولي لا تمت للواقع بصلة، وهي تسعى دائماً إلى تحميل إسرائيل كل مسؤولية، وفي أحسن الحالات يقوم المجتمع الدولي بتوزيع المسؤولية على الطرفين".

في غضون ذلك، واصل زعيم "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، التمسك بالموقف المتطرف المؤيد للاستيطان. وقال إن إسرائيل لن تعتذر عن البناء في القدس المحتلة؛ فالبناء في القدس هو الصهيونية بعينها وليس تفجيراً، وفقاً لتعبيره.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية رفيعة المستوى محاولتها التخفيف من حدة اتهامات كيري، داعية إلى التدقيق في تصريحاته للوصول إلى القول إن كيري لم يحمل إسرائيل المسؤولية كاملة عن فشل المفاوضات.

وكان الوزير الأميركي قد حمّل إسرائيل، في خطاب له أمام لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس الأميركي، مسؤولية فشل المفاوضات أكثر من الفلسطينيين، وذلك من خلال رفض إطلاق سراح الأسرى ومواصلة سياسة الاستيطان.

وتسعى حكومة نتنياهو إلى امتصاص أثر تصريحات كيري، وعدم إبرازها خوفاً من تأثيرها على الموقف الأوروبي والدولي في تحديد هوية المسؤول عن فشل المفاوضات.

في المقابل، قال وزير الأمن الإسرائيلي السابق، شاؤل موفاز، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، إن تصريحات كيري تعكس بشكل لا لبس فيه حجم أزمة الثقة بين إسرائيل والولايات المتحدة.

من جهته، اعتبر المحلل الإسرائيلي برك رابيد في صحيفة "هآرتس"، أن تصريحات كيري أمس أمام لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ الأميركي، يجب ألا تفاجئ أحداً؛ فهي تعكس الإحباط لدى عدد كبير من كبار المسؤولين الأميركيين من موقف رئيس الحكومة الإسرائيلي، نتنياهو.

ورأى رابيد أن أقوال كيري التي جاءت بمثابة شهادة شاهد ملكي، تتبنى عملياً الرواية الفلسطينية حول تطور الأحداث وصولاً إلى تفجير المفاوضات، وهي شهادة سيكون لها أثر بالغ في عواصم العالم المختلفة، وبالتالي، فإن عدداً غير قليل من وزراء الخارجية العرب الذين سيجتمعون اليوم في القاهرة لدعم الموقف الفلسطيني سيقتبسون من تصريحات كيري لتعزيز موقفهم.

ورأى المحلل السياسي أن تركيز كيري على مسألة الاستيطان والبناء الاستيطاني، سيكون له صدى في الاتحاد الأوروبي ومؤسساته في بروكسل، وستكون لذلك تداعيات على شكل المزيد من المقاطعة للمستوطنات والمنتجات المصنعة فيها.