رحيل محمد كابر هاشم: الشعر في مواجهة التغريب

12 فبراير 2018
(1953 - 2018)
+ الخط -
يعدّ الشاعر الموريتاني محمد كابر هاشم (1953 – 2018) الذي رحل أمس الأحد في نواكشوط، أحد الأصوات المحدّثة في المشهد الشعري في بلاده، ومن أبرز الفاعلين الثقافيين الذين دافعوا عن اللغة العربية وثقافتها في مواجهة تيار التغريب على مدار عقود عدّة.

ولد هاشم في مدينة تجكجه (تعتبر من الحواضر القديمة التي تعنى بالعلم وحفظ التراث الإسلامي) وفيها حفظ القرآن وتعلّم اللغة العربية والشعر القديم، وقد واصل تعليمه حتى تخرّجه من "المعهد العربي للدراسات الإعلامية" في القاهرة، حيث بدأ حياته صحافياً في الإذاعية الموريتانية واستمر فيها حتى تقاعده.

تعرّض للسجن في سبعينيات القرن الماضي بسبب انتماءاته لتنظيمات قومية معارضة، وظلّ منطلقاً من رؤيته لموريتانيا كوريثة للثقافة العربية في مواجهة السعي المستمر لفرنستها، وفي عام 1974 أنشأ "رابطة أقلام الصحراء للأدباء الشبان" مع ناجي محمد الإمام وإسماعيل ولد محمد يحظيه والخليل ولد النحوي، والتي كانت نواة "رابطة الأدباء والكتاب الموريتانيين" التي ترأسها لاحقاً.

طوال أكثر من ثلاثة عقود، كان الهم الأبرز لهاشم وعدد من المثقفين الموريتانيين هو اعتماد العربية لغة رسمية للبلاد وهو ما تحقّق عام 1991، لكن هذا الاستحقاق بقي شكلياً إلى حد بعيد وظلّت المطالب ذاتها باستخدام اللغة العربية في المناهج الدراسية والمعاملات الرسمية.

كتب صاحب "حديث النخيل" الشعر والقصة والنقد، وكان متابعاً لمعظم النتاجات الأدبية الموريتانية ومن أبرز مؤلّفاته "أجيال القصيدة الموريتانية المعاصرة" (2009) الذي ضمّ مختارات لـ 74 شاعراً في أربعة أجيال يمتدّ أولهما على مدى قرنين كاملين من منتصف القرن الثاني عشر إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجريين، بينما يمتد الثاني من العام الميلادي 1880 حتى العام 1952، يليه الجيل الثالث من 1953 إلى 1965، وفي الأخير يأتي جيل يغطي الفترة من 1966 إلى 1984.

المساهمون