رحيل شوقي قسيس.. أجل حيفا وليست قرطبة

01 فبراير 2017
(1947 - 2017)
+ الخط -

بعد تقاعده من عمله الأكاديمي ضمن اختصاصه في مطلع الألفية الثالثة والذي قدّم عشرات الدراسات العلمية المحكّمة في مجال الكيمياء وعلم الأحياء الدقيقة؛اختار أستاذ الطب الحيوي والباحث الفلسطيني شوقي قسيس (1947 – 2017) أن يتفرّغ للكتابة الأدبية وإلقاء المحاضرات حول الحضارة العربية في الولايات المتحدة وبلدان أخرى.

ولد قسيس في بلدة كفر قرع في الجليل الفلسطيني ونشأ في بلدة الرامة ومدينة حيفا، وتابع تعليمه الجامعي حتى نال شهادة الدكتوراه في علم المايكروبات عام 1979، ثم انتقل إلى أميركا ليدرّس في عدد من جامعاتها إلى أن قرّر عام 2003 التوقّف عن البحث العلمي، ويلتفت إلى مشاريعه المؤجّلة ضمن اهتماماته بالتاريخ الفلسطيني والعربي.

ثم وضع تجربته الروائية الوحيدة التي جاءت مزيجاً من المذكرات والسيرة الذاتية مع نظرة رجل العلم وبحثه، فقد أراد في كتابه "حيفا ليست قرطبة: رواية تسجيلية" (2011) أن يسرد كل ما اختزنته ذاكرته في فلسطين، وبشكل خاص المحتلة عام 1948، من أمكنة وحوارات وسجالات مع أصدقائه ومعلّميه، ورؤيته للتحوّلات الاجتماعية والتاريخية التي سبقت النكبة وما تلتها من أحداث.

في "حيفا ليست قرطبة" يغوص قسيس في التفاصيل التي تتعلّق بنمط إنتاج الفلاح الفلسطيني وأدواته ومواسمه وما أنتجه من طقوس وأمثال وعادات وتقاليد وما طرأت عليها من تغيّرات، كما يلفت توثيقه الذي يجمع بين الموروث الشعبي وتخصّصه الأكاديمي، فيعدّد مثلاً أسماء ثلاثة وثلاثين نوعاً من الثعابين في فلسطين مقترنةً بدلالاتها الأسطورية أو في استخداماتها في الأزياء والنقوش والتطرير.

كان مهجوساً بالعربية وأدبها، وهو الذي ظلّ يذكر أستاذه شكيب جهشان الذي درّسه بداية الحرف في المرحلة الابتدائية، فكانت إحدى اشتغالاته وضع خطة ومناهج دراسية جديدة لتعلّم العربية، حيث أسّس برنامجاً لتدريس اللغة العربية في "جامعة دركسل" في ولاية فيلادلفيا الأميركية، وألّف كتاباً بعنوان "اللغة العربية أن تعرفها لا أن تعرف عنها" ضمّن فيه رؤاه ومقترحاته في هذا المجال.

دلالات
المساهمون