رحيل "المعلم" أحمد المهنا

25 يوليو 2014
المهنا في أهوار جنوب العراق شتاء 2013 (العربي الجديد)
+ الخط -
رحل الصحافي العراقي أحمد المهنا، الذي يطلق عليه أصدقاؤه الذين عملوا معه في بغداد لقب "المعلم"، وهو في مستشفى بالعاصمة البريطانية بعد صراع مع مرض عضال استمر لأشهر. وقد نعاه الوسط الإعلامي العراقي رسميا بعد إعلان نبأ وفاته ليلة أمس الخميس، وسارع كثير من الصحافيين إلى إعلان حزنهم وكتابة عبارات التعزية لأسرته والأسرة الصحافية عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.

يعدّ المهنا واحداً من ألمع الصحافيين العراقيين، إن لم يكن ألمعهم على الإطلاق. ولم يطلق عليه لقب "المعلم" جزافا، لأن جيلا من ألمع الصحافيين العراقيين تخرّج على يديه من خلال عمله في قناة "الحرة عراق" في مكتبها ببغداد، وفي صحيفتي "الصباح الجديد" و"العالم" البغداديتين.

يقول الشاعر والناقد فوزي كريم عن المهنا إنه: "كان كياناً عقلياً، ينجذب إلى الأفكار، لا قلبياً ينجذب إلى الشعر. فإذا اقترب منه الشعر أو الأدب جملةً، وكثيراً ما كانا يقتربان، سخّرهما إلى فاعلية التحليل والتركيب العقليين". وإن "نشوة المعنى في اللغة هي دليل أحمد إلى المفكر الذي يبدو شاهداً حياً لها".

ويضيف "كان لا يحب أن ينقطع عن العمل الإعلامي (صحافة، إذاعة، تلفزيون)، ولا عن القراءة. وكلاهما لديه حقل اختبار. ولذاذة هذين حالت بينه وبين الكتابة المتواصلة".

اضطر المهنا إلى الهجرة خارج البلاد عام 1979 لأسباب سياسية، على الرغم من عدم انتمائه لأية جهة أو حزب سياسي، وبقي وفيّا لهذه الاتجاه حتى وفاته.

بدأ سيرته الصحافية محرراً في صحيفة "فلسطين الثورة" في بيروت عام 1980، وفي أعوام 1981 ـ 1983، عمل محرراً في وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" في دمشق. بعد ذلك انتقل إلى نيقوسيا في قبرص ليعمل محرراً في مجلة "الأفق" في الأعوام بين 1983 -1987.
وفي بداية عقد التسعينات عمل محرراً في صحيفة "القدس العربي" في لندن التي استقر بها، ثم عمل محرراً في "راديو الحرية" وصحيفة الشرق الأوسط اللندنية.

في الأعوام بين 1999 - 2003، التحق بالعمل التلفزيوني، فعمل معدّاً ومقدماً للبرامج في قناة أبو ظبي الفضائية، التي قدم فيها برنامجا متميزا بعنوان "بين زمنين" تناول حياة ملوك ورؤساء عرب راحلين، وكشف أوراقا ووثائق خاصة ومعلومات فريدة عن تلك الشخصيات، وما آلت إليه عائلاتهم اليوم.

ثم عاد إلى العراق بعد الغزو الأميركي بعام، ليلتحق في 2004 بقناة "الحرة عراق" مديراً تنفيذياً لمكتبها في بغداد، وقد عُرف عنه احتفاؤه الكامل بالكفاءات الصحافية وانحيازة التام لشروط المهنة وعدم الانحياز الشخصي.

استقال من قناة الحرة عام 2007، وفي عام 2008، أصبح رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "الصباح الجديد" في بغداد، ثم أسس في عام 2010 صحيفة "العالم" التي حققت حضوراً متميزاً في عهده الذي استمر سنة واحدة.

واظب المهنا على كتابة عموده الصحافي"أحاديث شفوية" على امتداد السنوات السبع الأخيرة في صحف عراقية هي: الصباح الجديد، العالم، والمدى.

أصدر ثلاثة كتب هي: كتاب "الإنسان والفكرة"، وكتاب "الأمر رقم 1: قصة اجتثاث البعث في العراق"، وله أيضا كتاب "تأملات صغيرة في هموم كبيرة" لم يسعفه الحظ في طباعته، وغادر عالمنا ليلة الجمعة 25 تموز/يوليو 2014.

المساهمون