"الرحلة الطويلة".. عنوان يلخص حياة عاشها اللاجئ الفلسطيني منذ عام 1948. وهو الاسم الذي يحمله معرض فني في نيويورك يروي حياة وتاريخ اللاجئين الفلسطينيين من خلال مجموعة مختارة من الصور والأفلام التابعة لأرشيف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
في هذا المعرض، الذي يستضيفه مركز "ألوان" للفنون في نيويورك، تكشف الأونروا عن جزء من أرشيفها الرقمي الحديث، والذي يشمل أكثر من 430 ألف صورة سلبية، وما يقرب من 10 آلاف صورة مطبوعة، و85 ألف شريحة عرض، و75 فيلما، بالإضافة إلى 730 شريط فيديو، وهي مواد سمعية بصرية تصور جوانب فريدة من حياة اللاجئ الفلسطيني في لبنان وسورية والضفة الغربية وغزة.
الرئيسة التنفيذية للمركز، السيدة منى أبو ريان، تحدثت لـ"العربي الجديد" عن أهمية استضافة المعرض في نيويورك، "منذ السنة الماضية، حين وقعت الحرب على غزة، أردنا أن نفعل شيئا كإقامة حدث لجمع التبرعات أو ما شابه ذلك. أردنا المساعدة ولو بأي شكل، ومن هنا عندما لاحت فرصة استضافة هذا المعرض في نيويورك، أحببنا أن نستغلها، فمعرض الرحلة الطويلة مهم جدا، والصور رائعة، فهي تتحدث عن المعاناة الفلسطينية، وعن قوة إرادة هذا الشعب في الوقت ذاته. مهم جدا أن نطلع الجمهور في نيويورك على ذلك".
وأضافت السيدة أبو ريان أن المعرض الذي تمت استضافته في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة من قبل، أتاح الفرصة لجمهور محدود نسبيا، وذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة لدى المنظمة. ومن هنا تعاون مركز "ألوان" مع "الأونروا USA"، لعرض الصور لدى المركز، الأمر الذي فتح المجال أمام شريحة أوسع من الجمهور للاطلاع على صور المعرض.
وذكرت السيدة أبو ريان أن عددا من الصور قد تم بيعها، وأنه في اليوم الأخير للمعرض (12 فبراير/شباط) سيفتح مزاد على الصور، ليتم تحويل العائدات إلى صندوق الإغاثة التابع للأونروا في غزة.
وتجدر الإشارة إلى أن أرشيف الأونروا الغني هذا تم إدراجه من قبل اليونسكو على أنه "جزء من ذاكرة العالم"، وذلك اعترافا بقيمته التاريخية. وعن جهود المنظمة في حفظ وتوثيق رحلة اللاجئين الفلسطينيين، كتب فيليبو جراندي مفوضها العام عبر موقعها على الإنترنت:
"إن الذاكرة الجماعية عنصر حيوي للهوية المشتركة، وهذا الأرشيف الثري يوثق أحد عناصر الهوية الفلسطينية، والمتمثل في تجربة اللاجئين. وقد كان بالنسبة لنا مسألة تقنية ملحة، إذ كان علينا أن نفعل شيئا إزاء الرصيد المتوفر لنا من المواد، والذي بدأ يتعرض للتحلل. وكان حفظه بالنظام الرقمي هو الخيار الوحيد من أجل صيانته".
"ألوان للفنون" هو مركز فني ثقافي تأسس في نيويورك عام 1998 بمبادرات تطوعية، بهدف التقريب بين الثقافتين العربية والأميركية، وذلك من خلال إقامة الفعاليات الفنية والثقافية واستضافة المعارض. ويراقب المركز بعين الناقد، الأحداث والاتجاهات الحالية في مجال الفنون والثقافة المتعلقة بالشرق الأوسط والشتات، ويشرك الساحة الفنية في نيويورك من خلال تحدي افتراضاتها إزاء العرب وشعوب الشرق الأوسط.