رجال جنوب أفريقيا يهتمون بـ"جمالهم"

19 يناير 2019
ولّى زمن الحلاق التقليدي (ديفيد توملي/Getty)
+ الخط -


لم تعد صالونات التجميل مقتصرة على النساء من أجل مظهر جذاب في جنوب أفريقيا، فالشبان باتت لديهم صالوناتهم المليئة بأدوات اعتادت البلاد على أنّها مخصصة للنساء فقط، كصبغ الشعر ونتف الحواجب والماكياج والعناية بالأظافر وتقليمها والتدليك وغيرها.

يتحدث موقع "أفريكا نيوز" في تقرير، إلى بعض هؤلاء الشبان الذين يرتادون صالونات من هذا النوع للاهتمام بجمالهم، إذ لم يعد الأمر مقتصراً على قص الشعر وحلاقة اللحية أو تشذيبها فحسب، كما يقول غيرهارد جوبرت، بل بات الاهتمام بـ"الجمال" صرعة حديثة منتشرة بكثرة بين الرجال، خصوصاً من المراهقين والعشرينيين. يشير جوبرت إلى أنّ الرجال الذين كانوا يرغبون في مثل هذه الإجراءات، سابقاً، كانوا يقصدون الصالونات النسائية. وهو ما يعني أنّ الثقافة نفسها تتغير وباتت تتقبل أن تكون للرجال أيضاً خدماتهم التي لطالما أطلقت عليها صفة "نسائية".

بدأ التغيير هذا مع بعض المشاهير قبل أعوام، ممن باشروا في تغيير النظرة النمطية إلى الذكورية، فشجعوا الرجال على الاهتمام أكثر بمظهرهم الخارجي من خلال استخدام مستحضرات تجميل. وهو ما عززه انتشار صور هؤلاء المشاهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام التقليدية، وشجع بالتالي شركات مستحضرات التجميل على إطلاق خطوط إنتاجية مخصصة للرجال. أما على المستوى الاقتصادي فقد ازداد هذا الإقبال من الشبان، ومعه تغيرت النظرة الجندرية، بفضل تنامي الطبقة الوسطى في البلاد، وزيادة الاختلاط في الشركات والأعمال والحيز العام ككلّ بين الناس من مختلف الطبقات.



مالك أحد الصالونات المخصصة للرجال، ديكستر بيلاي، يعتقد أنّ هناك تغيراً حقيقياً في مقاربة الرجال للمسألة الجمالية. والتأثير نابع من النقاش العالمي حول الجندر والجنسانية والمعروض يومياً عبر وسائل التواصل الاجتماعي: "قبل خمس سنوات وربما قبل سنتين لا غير، كان من الغريب جداً أن يخضع الرجال لجلسة تقليم أظافر، أو عناية ببشرة الوجه. لم يكن مثل ذلك يعتبر رجولياً في وقتها، لكنّ الأمر تغير".

يشار إلى أنّ السوق العالمي لمستحضرات التجميل يتوقع أن تصل قيمته إلى 76 مليار دولار عام 2023، بعدما كانت 58 مليار دولار عام 2017.