25 يونيو 2018
ربيع غزة بسلاح الإطارات المشتعلة
لم يعدم الشباب المحاصر الذي ولد في سنوات القهر المرير، وثلاث حروب متواصلة وسيلة في ضرب جبروت آلة الحرب الصهيونية في مقتل، وجرّها إلى معركة استنزاف طويلة الأمد. خرج الشباب إلى الحدود مرة أخرى بعد صلاة الجمعة يحملون في أيديهم المقاليع والحجارة ويدفعون أمامهم الإطارات المطاطية التي رأى فيها الشباب سلاحا ناجعا لتشتيت العدو وإرباك القناصين الذين اتخذوا من صدور ورؤوس المتظاهرين وسيلة لممارسة هواياتهم في القتل والتسلية.
لا يمكننا القول إن ما جرى يوم الجمعة الماضي كان عملا بسيطا في فلسفة المقاومة السلمية والاشتباك مع العدو، فقد وقفت إسرائيل على قدم واحدة معلنة حالة الطوارئ في منطقة غلاف غزة، واستقدمت عشرات الدبابات والطائرات الاستطلاعية والحربية والإطفائيات لمواجهة الدخان الأسود المنبعث من الإطارات المحترقة، وألغت إجازات العسكريين وبدأت تتحدث عن حالة أمنية خطرة يعيشها الكيان، أشبه ما تكون بحالة حرب أو اشتباك مسلح.
اجتاح الهوس الصهيوني واجهة الصحف والمواقع الإخبارية في وقت لم يزل فيه الشباب المنتفض خلف السياج الفاصل، مما يكشف بجلاء حالة الهشاشة العضوية والبنيوية التي يعاني منها الاحتلال، الأمر الذي يفرض علينا إعادة تقييم المعركة معه بطريقة أكثر واقعية وتفاؤل بإلحاق هزيمة نفسية وميدانية به، في الأمد المتوسط إن لم يكن في الأمد القريب.
لقد أثبتت الأحداث الجارية رصانة العقل الفلسطيني، وقدرته على استحداث أدوات جديدة وابتكار وسائل قتالية ناجعة، لها بالغ الأثر في قهر العدو وقضِّ مضاجعه، حتى لا ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء.
إن زمن الاحتلال المفروش بالبساط الأحمر والعزف الموسيقي قد أصبح من الماضي، بعد أن بدا واضحا أن رفع كلفة الاحتلال واستنزافه ميدانيا وسياسيا هو السبيل الأمثل لحشره في الزاوية، متسلحين برواسب من الفشل الذريع تكبدته جميع معامل التجريب السياسي الإقليمية والدولية.
المسيرات القائمة على الحدود يجب أن تبقى حالة عامة، وألا تستجيب لبعض الإغراءات السياسية اللحظية التي ترمي إلى إفراغ الهبة الجماهيرية من جوهرها الأساسي والالتفاف على القضية بضرورة عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم بموجب القرارات والمواثيق الدولية.
القضية اليوم خرجت من عباءة الحصار وطوق التجويع، إلى هموم شعب يريد حقه في الحرية وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير، فلا مجال لاستمرار الاحتلال إلى الأبد وبقاء القضية تراوح مكانها تحت مطرقة الفيتوهات الأميركية وسندان العجز الدولي، في حسم المسألة بإعادة المشردين إلى أرضهم التي هجروا منها.
لقد أظهر الإنسان الفلسطيني براعة منقطعة النظير في اقتلاع الشوك المتسلل إلى جسده بأسنانه، وأعاد إلى الذاكرة الجمعية أن القضية ليست مجرد بضعة أسطر في التاريخ تعيد الحسرة إلى قلوبنا، متى مررنا إزاءها وسرعان ما ننسى أو نتناسى.
الرهان على انكسار غزة أو تأليب الشعب المحاصر على المقاومة التي يحفظ لها الكثير من الجميل والعرفان هو رهان خاسر، رغم كل الضغوط بعد أن وقفت تدافع عنه في وجه الصواريخ وقنابل الموت المنهمرة على رؤوس المدنيين العزل.
الحصافة السياسية تملي علينا الاعتقاد الجازم بأن القضية الفلسطينية هي رافعة الأمة وحصنها الحصين، والذي لا يقبل التطويع أو الانجرار خلف طرائف ونوادر سياسية أعاد صياغتها بعض القيادات اليافعة حديثة السن والخبرة والفهم للأزمات العربية والدولية.
عادت غزة من جديد لتحمل راية المقاومة وعادت معها الحياة تدب في شرايين أمة ما انفكت ترزح تحت نير الظلم والقهر والاضطهاد.
عادت غزة لتقول إن فصل ربيع العرب لم تسقط جميع أوراقه، وإن تساقط المطبعون والمتاجرون في أوحال الطيش والتيه، أما سحب الدخان الأسود التي أمطرت الصهاينة بالعجز والخوف، ستمطر غزة وفلسطين أملا بالحرية وتحرير الأرض والمقدسات من عبث اللصوص الغرباء عما قريب.
لا يمكننا القول إن ما جرى يوم الجمعة الماضي كان عملا بسيطا في فلسفة المقاومة السلمية والاشتباك مع العدو، فقد وقفت إسرائيل على قدم واحدة معلنة حالة الطوارئ في منطقة غلاف غزة، واستقدمت عشرات الدبابات والطائرات الاستطلاعية والحربية والإطفائيات لمواجهة الدخان الأسود المنبعث من الإطارات المحترقة، وألغت إجازات العسكريين وبدأت تتحدث عن حالة أمنية خطرة يعيشها الكيان، أشبه ما تكون بحالة حرب أو اشتباك مسلح.
اجتاح الهوس الصهيوني واجهة الصحف والمواقع الإخبارية في وقت لم يزل فيه الشباب المنتفض خلف السياج الفاصل، مما يكشف بجلاء حالة الهشاشة العضوية والبنيوية التي يعاني منها الاحتلال، الأمر الذي يفرض علينا إعادة تقييم المعركة معه بطريقة أكثر واقعية وتفاؤل بإلحاق هزيمة نفسية وميدانية به، في الأمد المتوسط إن لم يكن في الأمد القريب.
لقد أثبتت الأحداث الجارية رصانة العقل الفلسطيني، وقدرته على استحداث أدوات جديدة وابتكار وسائل قتالية ناجعة، لها بالغ الأثر في قهر العدو وقضِّ مضاجعه، حتى لا ينعم بالأمن والاستقرار والرخاء.
إن زمن الاحتلال المفروش بالبساط الأحمر والعزف الموسيقي قد أصبح من الماضي، بعد أن بدا واضحا أن رفع كلفة الاحتلال واستنزافه ميدانيا وسياسيا هو السبيل الأمثل لحشره في الزاوية، متسلحين برواسب من الفشل الذريع تكبدته جميع معامل التجريب السياسي الإقليمية والدولية.
المسيرات القائمة على الحدود يجب أن تبقى حالة عامة، وألا تستجيب لبعض الإغراءات السياسية اللحظية التي ترمي إلى إفراغ الهبة الجماهيرية من جوهرها الأساسي والالتفاف على القضية بضرورة عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم بموجب القرارات والمواثيق الدولية.
القضية اليوم خرجت من عباءة الحصار وطوق التجويع، إلى هموم شعب يريد حقه في الحرية وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير، فلا مجال لاستمرار الاحتلال إلى الأبد وبقاء القضية تراوح مكانها تحت مطرقة الفيتوهات الأميركية وسندان العجز الدولي، في حسم المسألة بإعادة المشردين إلى أرضهم التي هجروا منها.
لقد أظهر الإنسان الفلسطيني براعة منقطعة النظير في اقتلاع الشوك المتسلل إلى جسده بأسنانه، وأعاد إلى الذاكرة الجمعية أن القضية ليست مجرد بضعة أسطر في التاريخ تعيد الحسرة إلى قلوبنا، متى مررنا إزاءها وسرعان ما ننسى أو نتناسى.
الرهان على انكسار غزة أو تأليب الشعب المحاصر على المقاومة التي يحفظ لها الكثير من الجميل والعرفان هو رهان خاسر، رغم كل الضغوط بعد أن وقفت تدافع عنه في وجه الصواريخ وقنابل الموت المنهمرة على رؤوس المدنيين العزل.
الحصافة السياسية تملي علينا الاعتقاد الجازم بأن القضية الفلسطينية هي رافعة الأمة وحصنها الحصين، والذي لا يقبل التطويع أو الانجرار خلف طرائف ونوادر سياسية أعاد صياغتها بعض القيادات اليافعة حديثة السن والخبرة والفهم للأزمات العربية والدولية.
عادت غزة من جديد لتحمل راية المقاومة وعادت معها الحياة تدب في شرايين أمة ما انفكت ترزح تحت نير الظلم والقهر والاضطهاد.
عادت غزة لتقول إن فصل ربيع العرب لم تسقط جميع أوراقه، وإن تساقط المطبعون والمتاجرون في أوحال الطيش والتيه، أما سحب الدخان الأسود التي أمطرت الصهاينة بالعجز والخوف، ستمطر غزة وفلسطين أملا بالحرية وتحرير الأرض والمقدسات من عبث اللصوص الغرباء عما قريب.