رايتس ووتش: القوات العراقية سمحت بنهب ممتلكات المدنيين في طوز خورماتو

20 أكتوبر 2017
حرق ونهب ممتلكات المدنيين في طوز خورماتو (فيسبوك)
+ الخط -

قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" اليوم، إن القوات العراقية التي تسيطر على بلدة طوز خورماتو، سمحت بنهب الممتلكات من دون عوائق طوال يوم كامل قبل التدخل، مطالبة قوات حكومتي العراق وإقليم كردستان باتخاذ "جميع الخطوات الممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، ومنع النهب".

وأوضح تقرير للمنظمة، اليوم الجمعة، أن "إطلاق نار عشوائياً حدث خلال مواجهات حصلت في 16 أكتوبر/ تشرين الأول، في بلدة قرب كركوك بين قوات البشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان وقوات حكومية عراقية مختلفة، تسبب في مقتل خمسة مدنيين وجرح ما يقرب من 51 آخرين"، بحسب ثلاثة عاملين في المجال الطبي في مستشفى يديره تركمان.

وقال نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة، جو ستورك: "على القوات العراقية والكردية حل الأزمة الحالية بطرق تحترم حقوق الإنسان بالكامل، وتجنب إيذاء المدنيين أو ممتلكاتهم".

وتقع طوز خورماتو، وهي بلدة مختلطة الأعراق بين أكراد وتركمان وعرب في المنطقة المتنازع عليها، على بعد 65 كيلومتراً جنوب مدينة كركوك، وهي تحت السيطرة المشتركة لقوات حكومة إقليم كردستان وقوات "الحشد الشعبي" والشرطة المحلية، وشهدت البلدة اشتباكات متقطعة طوال الثلاث سنوات الماضية.

ونقلت "هيومن رايتس ووتش" عن المواطن العراقي حامد، والذي أصيب بنيران عشوائية خلال الاشتباكات، أنه كان مع شقيقه وأمه يجلسون في غرفة معيشة منزلهم في حي تركماني، وحدث انفجاران فجأة ففقد الوعي، واستيقظ لاحقاً في المستشفى مع نزيف في رأسه. عندما عاد حامد إلى منزله تلك الليلة، رأى ثقبين كبيرين في سقف غرفة المعيشة. وقال: "لا أعرف لماذا أصيب منزلنا. لم يكن هناك قتال في مكان قريب ولا أي منشأة عسكرية أعرفها".



وقال نديم، وهو تركماني يعيش في حي تركماني آخر، إنه كان في حديقته فجراً عندما سقطت قذيفة هاون بجواره، لتصيب شظاياها المعدنية يده اليمنى وساقه. قال إنه عندما سقطت قذيفة الهاون رأى معركة بين قوات البشمركة وقوات الدفاع الشعبي على بعد 300 متر تقريباً من منزله.

وقال أربعة من سكان طوز خورماتو للمنظمة إن الاشتباكات كانت أعنف في الأحياء التركمانية لقربها من المنشآت العسكرية والأمنية التابعة لقوات الحشد الشعبي وحكومة إقليم كردستان، وقال عاملا إغاثة تعمل منظمتاهما في مخيمات للعائلات النازحة في كركوك إن قتالاً جرى أيضاً قرب مخيم ليلان 2، جنوب شرق كركوك، وأسفر عن إصابة عدد من سكان المخيم.

في صباح 16 أكتوبر/ تشرين الأول، فرّت جميع قوات حكومة إقليم كردستان المتبقية والسكان الأكراد من طوز خورماتو. وقال أحد السكان إنه زار حي الجمهوري الشمالي ذا الأغلبية الكردية، ورأى ما لا يقل عن 10 محلات كردية تلتهمها النيران، ورأى صبيين ينهبان مواد بناء بلاستيكية من متجر كردي آخر في مكان قريب.

وقال إن هناك ثلاثة عناصر من "وحدة الاستجابة للطوارئ" التابعة لوزارة الداخلية العراقية كانوا واقفين على بعد 20 متراً يشاهدون الفتيان من دون تدخل، وقال له أحد المارة إن الصبية كانوا ينتقمون لنهب وحرق المنازل والمحلات التجارية التركمانية على يد قوات البشمركة والمدنيين الأكراد المسلحين في عامي 2015 و2016.

وقال الرجل إنه رأى رجلا قادما من اتجاه المحلات التجارية بسيارة محملة بتلفزيونات وأجهزة كمبيوتر وإلكترونيات أخرى، وسمح له عناصر وحدة الاستجابة للطوارئ بالمرور من دون استجوابه.



وقال بيان أصدرته "بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق" في 19 أكتوبر/ تشرين الأول، إنها تلقت "ادعاءات باحتراق 150 منزلاً في طوز، في 16 و17 أكتوبر/ تشرين الأول، على يد جماعات مسلحة، وتدمير 11 منزلاً بمتفجرات".
وفي مؤتمر صحافي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول، اعترف رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بوقوع اعتداءات في طوز، قائلاً إنه أصدر "أوامر صارمة باعتقال أي شخص يهدد الأمن الداخلي ويهاجم المواطنين وممتلكاتهم".

وقالت "هيومن رايتس ووتش" إن "على السلطات العراقية التحقيق في مزاعم نهب وتدمير الممتلكات المدنية، ومحاكمة أي شخص مسؤول عن جرائم، وعلى قوات الأمن منع أي عمليات نهب أخرى".

(العربي الجديد)