رائد ياسين: خيّاط الفوتوغرافيا والذكريات

13 يوليو 2015
+ الخط -
في العاصمة البريطانية، لندن، انطلق اليوم معرض الفنان اللبناني رائد ياسين تحت عنوان "تقبيل فقدان الذاكرة"، ليستمر حتى الثاني من آب/ أغسطس المقبل في متحف "لايتون هاوس" اللندني.

ومن خلال أعمال المعرض - الذي يأتي ضمن مهرجان "شباك" للفن العربي المعاصر - يعيد الفنان التفكير في صور طفولته التي فُقدت في ظروف الحرب الأهلية اللبنانية وفيها الكثير من ذكرياته، مثل المناسبات العائلية وأعياد الميلاد، وليس لديه دليل مادي على حدوثها سوى ما تبقى من صور في ذاكرته. فيقوم بنسج الصورة كما يتذكرها يدوياً على قطع من الحرير.

هناك صور طفولة ملونة وكلاسكية، وصور رسوم متحركة، وصور ملابس جميلة. يقول الفنان في وصفه للمعرض إن والدته كانت تصنع له البهجة في البيت، لأن اللعب في الشارع كان مستحيلاً؛ الحرب علّمت الأم أن تبتكر حياة مبهجة وموازية ولكن داخل المنزل، إذ أن الموت يعيش خارج المنزل.

وباندفاع أمومي حاولت تحاشي أثر الحرب على عقل طفل صغير في الرابعة، يتذكر يونس "كانت أمي تلبسني ملابس شخصيات من الرسوم المتحركة، وإذ كان من الخطورة الخروج إلى الحديقة وقضاء وقت ممتع معاً، كانت تستمتع هي أيضاً بينما تصنع المرح في البيت".

يتذكر ياسين صوراً بعينها، صورة له ولشقيقه وكل منهما يحمل سيجارة ويتظاهر بالتدخين، كان التدخين أسهل تلك الأيام، يشير ياسين إلى تبدل القيم أيضاً. يتذكر صوراً غائمة رآها ولم يكن فيها، مثل صورة للعائلة في البحر قبل أن يولد، أو صور عمته في رحلة سياحية إلى جانب الجمل.

من أعمال المعرض


هناك صور يتذكرها رغم أنها التقطت قبل ولادته؛ شهر عسل والديه وهما يتبادلان القبل في مكان عام في الستينيات، وصوراً أخرى لحفلات يجتمع فيها الجيران ويرقصون لتسلية أنفسهم أيام الحرب، وصوراً يتذكرها لأنه كان يضع إصبع في أنفه حين التقطت، وصوراً ابتكرها من بنات أفكاره وتخيلاته ومن حكايات كانت أخبرته بها والدته.

ولأنه تربى في عائلة مهنتها الأساسية هي الخياطة، فقد صمم أعماله بتطريز الصور على قماش الحرير، صحيح أنه خامة ثمينة، لكنها هشة أيضاً وسريعة العطب إن لم تتم حمايتها جيداً، مثل الذكريات التي يحاول ياسين إعادة نسجها من جديد.

يذكر أن الأعمال التي عُرضت سابقاً في بيروت تحت عنوان "رقص وتدخين وتقبيل"، كان قد وضع لها المؤلف الموسيقي شربل الهبر مقطوعة موسيقية بعنوان "ذكّرني بأن أرقص وأدخن وأقبّل".

المساهمون