عندما وصلت مجموعة من اللاجئين الجدد إلى مدينة لاتي الفنلندية، مساء أول من أمس الخميس، كان بانتظارهم منظر يعيدنا إلى حقبة خمسينيات وستينيات الأبرتهايد والعنصرية في الولايات المتحدة الأميركية، إذ ارتدى محتجون لباس عصابات الكو كلوس كلان المعروفة بمظهرها الأبيض والمقنع، وقاموا بإلقاء الحجارة والألعاب النارية على العوائل اللاجئة.
رئاسة الوزراء الفنلندية استنكرت استهداف إحدى الحافلات، التي كانت تحمل في أغلبها أطفالاً مع أسرهم كانوا قد وصلوا إلى المدينة فجراً، ليفاجأوا بأن هؤلاء استقبلوهم بشكل عنيف جداً أدخل الرعب إلى قلوب الأطفال بعد رحلة لجوء طويلة، باتجاه معسكر لجوء في الجنوب الفنلندي. وأصيب في حادثة إلقاء الحجارة أحد موظفي الصليب الأحمر الذي كان يستعد لاستقبال اللاجئين عندما حاول التدخل لوقف عنف المحتجين.
وبحسب الشرطة الفنلندية فإن أكثر من 40 متظاهراً شاركوا في تلك الأعمال الاحتجاجية، مشيرة إلى أنه "تم إلقاء القبض على شخصين من المشاركين في الفعالية، وإجراءات البحث عن آخرين مستمرة".
اقرأ أيضاً: لاجئون يستعجلون العبور نحو أوروبا قبل الشتاء
وكردة فعل على ما جرى، أعلن رئيس الوزراء الفنلندي يوبا سيبلا على موقعه في تويتر بأن "كل ذلك العنف ضد اللاجئين والمهاجرين وبدون تردد يجب أن يدان". وقال إنه سيقوم بإيواء لاجئين في بيته بدءاً من نهاية العام الحالي.
وأضاف سيبلا: " أنا وعائلتي قررنا إعداد بيتنا لاستقبال لاجئين فيه، طالما أننا لا نستخدمه الآن، وبدءاً من نهاية العام الحالي سنقوم بتسليم بيتنا ليتم إيواء اللاجئين ومقدمي طلبات اللجوء فيه". وذهب رئيس الوزراء الفنلندي للقول للتلفزيون الفنلندي القناة الأولى TV1 " أريد أن أعيد بناء فنلندا، إلى فنلندا متعددة الثقافات".
اقرأ أيضاً: دعوات أوروبيّة لضبط الحدود واحترام حق اللجوء
من ناحيته ندد وزير الداخلية بيتري أوربو، إلى جانب وزراء وسياسيين آخرين في فنلندا بتلك الأعمال التي صدرت عن المتظاهرين. وتوقع أوربو أن تستقبل فنلندا لبقية أشهر السنة حوالي 30 ألف طالب لجوء.
وكانت فنلندا قد استقبلت في الفترة الأخيرة حوالي 4500 لاجئ، معظمهم من العراقيين الذين لسبب أو آخر يرفضون البقاء في الدنمارك والسويد، والتي يمرون عبرها قبل وصولهم إلى الأراضي الفنلندية لتقديم طلبات لجوء فيها.
اقرأ أيضاً: فنلندا تشدّد إجراءاتها الحدودية لمنع تدفق اللاجئين