وأوضح الزاملي، خلال لقاء خاص مع "العربي الجديد"، أن "المقصر الأول هو الغبان، وعليه أن يستقيل، فهو يعمل بنَفَس حزبي ضيق بعيد عن المهنية".
وأضاف: "قام الوزير بتحصين المنطقة الخضراء، وهيأ الجيوش العسكرية والإلكترونية أيضاً لحماية نفسه، ومنصبه، وترك الشوارع والأبرياء عرضة للإرهاب".
وكشف الزاملي عن أن "وزير الداخلية سحب قبل يومين من التفجيرات، أكثر من 3 آلاف قطعة سلاح خفيف ومتوسط تابعة لقوات أمنية من مدينة الصدر".
وتابع "لا نعلم لماذا سحبها، وأين أرسلها، ولمن أعطاها، لكن ما نعلم أنه تسبب بإضعاف القوات الأمنية بهذه الخطوة، وسنحيل هذا الملف إلى القضاء العراقي".
واتهم الزاملي "بعض قيادات كتلة (بدر) التي ينتمي اليها وزير الداخلية بأنها مريضة نفسياً".
واعتبر أن "العراق متجه إلى الهاوية، في حال بقي الحال على ما هو عليه وعدم تقديم تنازلات وإعطاء فرصة للأكفاء".
في المقابل، قال القيادي في كتلة بدر النائب في البرلمان العراقي، محمد ناجي، لـ"العربي الجديد"، إن "ملف الأمن داخل العاصمة ليس بيد وزارة الداخلية، بل عند قيادة عمليات بغداد، والزاملي يعلم ذلك".
وأضاف: "المستفيد الوحيد هو (داعش) مما يجري الآن، فالبرلمان لا يستطيع الاجتماع، ومجلس الوزراء غير مكتمل، وهناك فراغ بمؤسسات الدولة، ولدينا معلومات أن (داعش) يستغل الوضع السياسي للضرب داخل العاصمة، لذلك تم استدعاء قوات الحشد الشعبي لتأمين العاصمة".
وتابع: "أنا لا أعلم ما لدى الزاملي من دوافع، لكن أعرف أن مهاجمته وزارة الداخلية وكتلة (بدر) غير مبررة، وفي غير محلها، وليست هناك دواع إلا أن تكون دواعيَ سياسية".
واتهم ناجي الزاملي بأنه يريد أن "يقتنص الفرص ويركب الموجة ويجعل نفسه بطلاً إصلاحيّاً".
وأضاف: "لا يمكن أن نسمح لهؤلاء الأشخاص بأن يعقدوا هذه الدماء ويستغلوها إعلامياً وسياسياً، ليصوروا أنهم فقط من يدافعون عن أبناء الشعب. الزاملي هو مسؤول لجنة الأمن والدفاع، وعليه ألاّ يلقي التهم على غيره، فهو يتحمل مسؤولية أيضاً".
وتمثل هذه التصريحات مرحلة تصعيد جديدة من الحرب الإعلامية بين كتل "التحالف الوطني الحاكم" للبلاد بشكل يزيد من حجم التوقعات، التي تتنبأ بتفككه قريباً.
وقال الخبير بالشؤون السياسية العراقي، علي الفلاحي، لـ"العربي الجديد"، إن "التصريحات على الإعلام أخف بكثير مما يجري في الكواليس، ويجب العثور على جهة كابحة لهذا التصعيد قبل أن تتوسع الهوة وتتحول من حرب سياسية إعلامية إلى عسكرية بين فصائل (الحشد الشعبي)، التي تتبع وتؤيد كتل التحالف الوطني الحاكم".