رئيس جنوب إفريقيا يدعو للهدوء بعد عنف "عنصري"

16 ابريل 2015
فوضى ونهب في دوربان بسبب "العنصرية" (فرانس برس)
+ الخط -
تظاهر آلاف الأشخاص صباح اليوم الخميس ضد كره الأجانب في دوربان في جنوب إفريقيا بعد أيام من أعمال عنف أودت بحياة ستة أشخاص، بينما تعرضت محلات تجارية يملكها أجانب في المدينة للنهب مجددا مساء الأربعاء.

وبعد ظهر اليوم الخميس، وجه رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما نداء إلى الهدوء. وقال في خطاب في البرلمان "ندين أعمال العنف باشد العبارات وندعو إلى الهدوء ووقف أعمال العنف". ووصف الهجمات على الأجانب "بالمروعة وغير المقبولة".

وتجمع نحو أربعة آلاف شخص في ستاد كاريس فونتن البلدي في دوربان، بدعوة من سلطات المدينة والمقاطعة. وبعد صلوات وخطب سيتوجه المشاركون في موكب إلى وسط المدينة وبلدية دوربان عاصمة أرض الزولو والمرفأ المهم على المحيط الهندي في جنوب افريقيا.

وسيرفع القادة السياسيون والدينيون أعلام الدول الإفريقية الـ 54 طوال هذه المسيرة.

وقبل بدء مسيرتهم، ردد المتظاهرون بلغة الزولو هتافات "يسقط كره الأجانب" و"أفريقيا موحدة". كما رفعوا لافتات كتب عليها "سلام ومحبة" وشعارات سلمية أخرى.

ويشارك في المسيرة سود وبيض من الطبقة الوسطى جاؤوا بشكل عفوي أو سكان في مدن الصفيح في المدينة نقلتهم حافلات البلدية مجانا.

وقال إيريك ماشي (34 عاما) الذي استقل حافلة صغيرة إنه يشعر بالأسف لهذا الوضع، موضحا أنه كان يؤجر مساكن لأربع عائلات من زيمبابوي وملاوي مقابل ستة آلاف راند شهريا (466 يورو).

وأضاف هذا الكهربائي العاطل عن العمل حاليا والذي لديه ولدان "نحاول أن نعيش بسلام مع هؤلاء الناس الذين قدموا من إفريقيا (...) كانوا يستأجرون بيوتي ورحلوا، بعضهم الأسبوع الماضي وآخرون منذ الاثنين". وتابع "كانوا يعملون ولا أعرف أين، لكنهم كانون يسددون رسم الايجار بانتظام".

وتابع "أنا في وضع سيء لأن هؤلاء الناس كانوا يساعدوننا في الصمود، بينما ليس لدي أي عمل".

وبدا أن حدة أعمال العنف تراجعت في دوربان منذ الثلاثاء. لكن حوادث اندلعت مساء الثلاثاء في إحدى ضواحي جوهانسبورغ بعد صدامات في وسط المدينة في الصباح.

وقالت الشرطة إن "مشبوهين دخلوا إلى محلات يملكها أجانب وجرح شخصان في هذه الحوادث"، موضحة أن ستة أشخاص أوقفوا بسبب أعمال عنف في أماكن عامة واقتحام ممتلكات خاصة.

وفر عدد كبير من الأجانب من أعمال العنف ولجأوا إلى أقرب مركز للشرطة.

وسجلت حوادث أخرى في جوهانسبورغ وبيترماريتزبورغ التي تبعد حوالى ساعة برا عن دوربان.

من جهة أخرى، أعلنت الشرطة أن مركز العمليات الوطني لمكافحة العنف "سيعمل 24 ساعة على 24 لتنسيق رد قوات الأمن على موجة الهجمات العنيفة ضد رعايا أجانب".

وكانت حوادث مماثلة وقعت في سويتو وضواحيها في يناير/كانون الثاني، وأسفرت عن سقوط ستة قتلى. وكان قتل نحو ستين شخصا في أسوأ اضطرابات مرتبطة بكره الأجانب في جنوب إفريقيا في 2008.

وقال علي عبدي (38 عاما) وهو صومالي يعمل في بيع الملابس في دوربان جاء ليتسوق من بائع للجملة في وسط المدينة إن أعمال العنف هذه "تنفجر من حين لآخر".

وأضاف "حاليا الوضع هادىء، لكن الأمر قد يحدث في أي لحظة". وأضاف "ليس هناك سبب واحد لذلك، والأمر يتعلق بكره الأجنبي وخصوصا الأفريقي. إنه أمر مرتبط بالغيرة إلى حد ما".

ودان الحزب الحاكم المؤتمر الوطني الافريقي، أمس الاربعاء باشد العبارات انفجار العنف هذا. وقال "نحن أهل جنوب أفريقيا بغالبيتنا متمسكون بقيم الانسانية والتضامن والأخوة، وعلينا أن نطأطىء رؤوسنا خجلا من هذه الهجمات الدنيئة".

وأضاف المؤتمر الوطني الأفريقي إنه يعتبر "هذه الأعمال الوحشية أيا كان سببها، أفعالا اجرامية ضد سكان ضعفاء وبلا حماية، بحثوا عن الملاذ والراحة والرخاء الاقتصادي في بلدنا".

ودعا الحزب الذي أسسه الرئيس الراحل نلسون مانديلا إلى إدانة هذه الممارسات بلا تحفظ.


إقرأ أيضا: برقيات التجسس: جنوب أفريقيا قبلة استخبارات العالم

المساهمون