أعلنت جامعة الموصل أنها لن تمنح الطلبة الذين واصلوا دراستهم في الجامعة بعد سقوط مدينة الموصل في قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، شهادات ووثائق، وإنما تمنحها فقط لمن أكمل دراسته في إقليم كردستان، وجامعات عراقية أخرى.
وقال رئيس جامعة الموصل، أُبّي سعيد الديوه جي، إن الجامعة لن تعترف بالدراسة في الجامعة في ظل سيطرة داعش على المدينة خلال الفترة الماضية، ولن تمنح شهادات ووثائق تخص تلك الفترة للطلبة.
وأضاف في تصريح صحافي، إن "الدراسة في جامعة الموصل في ظل سيطرة داعش على المدينة غير معترف بها، وهذه السنة لم تكن هناك دراسة، الذين خرجوا للدراسة في إقليم كردستان وفي مدينة كركوك والجامعات العراقية الأخرى نعترف بها، ولن تُعطى وثائق لمن درس في جامعة الموصل".
وأوضح رئيس جامعة الموصل، أن القوات العراقية استعادت حتى الآن المركز الرئيسي للجامعة ولا يزال هناك المركز الثاني الذي يضم أربع كليات، والمركز الثالث الذي يقع في منطقة الساحل الأيمن والذي يضم كلية الطب وهي تحت سيطرة مسلحي "داعش".
وأشار رئيس جامعة الموصل إلى أن إقليم كردستان استضاف أكثر من 3 آلاف طالب من طلبة جامعة الموصل لديه، والتحقوا بالدراسة في جامعات الإقليم، وقدمت حكومة الإقليم كافة التسهيلات لهم.
وبيّن أن جامعة الموصل تمكنت بعد سيطرة "داعش" على المدينة من تخريج نحو أربعة آلاف من طلبتها كل عام، ممن التحقوا بجامعات في إقليم كردستان وكركوك وجامعات عراقية أخرى، وأن هذا المعدل في عدد الخريجين مستمر للعام الثالث على التوالي.
وتطرق للدمار الحاصل في جامعة الموصل، ووصفه بـ"الكبير"، وقال إن إدارة الجامعة تقرر بعد اطلاعها على حجم الدمار، الاحتياجات وعمليات الإعمار اللازمة.
وتعد جامعة الموصل وهي حكومية وتقع في مركز المدينة، واحدة من مراكز التعليم والبحث المعروفة في الشرق الأوسط، وهي ثاني أكبر جامعة في العراق بعد جامعة بغداد وتأسست عام 1967. وتصدرت الجامعة مرات عدة تصنيفات دولية لأفضل الجامعات العراقية في مستواهاا العلمي.
كانت الجامعة ذات الأبنية الكبيرة الحديثة من أكثر الجامعات شهرة في العراق. وقال ضباط في جهاز مكافحة الارهاب، قوات النخبة العراقية، إن قواتهم تمكنت من استعادة السيطرة على مباني الجامعة، لكن الخطر لا يزال قائما.
وتعرضت بعض مباني الحرم الجامعي إلى اضرار محدودة نسبيا بينها آثار دخان على النوافذ والواجهات الخارجية، لكن أضرارا كبيرة وقعت في قسم آخر. عند مدخل بنى "الكلية التقنية"، تظهر آثار صدأ من قنبلة لم يبقى سوى ذيلها بين ركام مبنى محترق. وانتشرت قطرات من الدم على سلم مبنى آخر، فيما يظهر أثر شريط أحمر من الدم يرجح أنه ناتج عن سحب جثة في الممر. في موقع آخر يرجح أنه مبنى كلية الهندسة، تناثرت أجزاء من السقف هنا وهناك.
وتجمع عدد من عناصر قوات مكافحة الارهاب على الأطراف الشرقية من الجامعة وهم يرتدون زيهم الأسود، حول نار مشتعلة للتدفئة، فيما كان أحدهم يدخن نرجيلة. وقال حيدر، الذي شارك في الهجوم لاستعادة الجامعة، إن المعركة كانت "من بناية إلى أخرى".
وتمثل استعادة القوات العراقية لجامعة الموصل التي تقع في الجانب الشرقي من المدينة، خطوة مهمة في المواجهات ضد تنظيم الدولة للتقدم باتجاه نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين.