رئيس الوزراء الياباني يبدأ وساطته بين واشنطن وطهران: نحو مباحثات "صريحة"

12 يونيو 2019
آبي يقود وساطة بين طهران وواشنطن(Getty)
+ الخط -
غادر رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، صباح اليوم الأربعاء، بلاده متجهاً إلى إيران، لإجراء مباحثات "صريحة" مع القادة الإيرانيين بغية "تخفيف أو إنهاء" التوترات، بحسب قوله، فيما استبق الرئيس الإيراني، حسن روحاني وصوله بالقول، إن "الضغوط والعقوبات الأميركية أصبحت تفقد تأثيرها من الآن فصاعداً"، مؤكداً أن طهران ستجبر واشنطن على التراجع عن "أخطائها والجلوس إلى طاولة التفاوض".

وقال رئيس الوزراء الياباني في مطار "هانيدا" بطوكيو، اليوم الأربعاء، إنه "يريد دعم السلام والاستقرار في المنطقة من خلال الوساطة بين إيران والولايات المتحدة الأميركية"، مضيفاً أن "ثمة مخاوف من تنامي التوترات في الشرق الأوسط".

ولفت آبي إلى أنه بصدد توظيف علاقات الصداقة بين بلاده وإيران لتخفيف التوترات بين الأخيرة والولايات المتحدة الأميركية، مضيفاً أنه سيجري مباحثات "صريحة" مع الإيرانيين في هذا الصدد.

ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الياباني اليوم الرئيسَ الإيراني، على أن يلتقي غداً الخميس المرشد الإيراني علي خامنئي.

في غضون ذلك، التقى وزير خارجية اليابان تارو كونو، نظيره الإيراني محمد جواد ظريف ظهر اليوم.

وقال كونو "نسعى إلى بذل كل جهدنا لوضع حد للتوترات في المنطقة"، مؤكداً أن "الجميع سيتضرر في حال استمرار التوتر في الشرق الأوسط".


ووصل كونو، فجراً إلى طهران، للتحضير لزيارة شينزوا آبي الذي يصل مساءً.

وآبي أول رئيس وزراء ياباني يزور إيران منذ 41 عاماً، بعد قيام الثورة الإسلامية فيها عام 1979.

وحظيت زيارته المرتقبة باهتمام واسع من المراقبين، لكونها تأتي في سياق التحركات الإقليمية والدولية لوضع حد للتوتر المتصاعد بين طهران وواشنطن.

وفي إيران، فيما وصفت حكومة روحاني الزيارة بأنها "تاريخية" و"مهمة" في سياق تعزيز العلاقات الثنائية، قلل خصومها من أهميتها، إذ اعتبرت صحيفة "كيهان" المحافظة في مانشيت قبل أمس الإثنين، أن زيارة آبي وأخرى لوزير الخارجية الألماني قبل يومين، تأتيان في سياق السياسات والضغوط الأميركية تجاه إيران.

في المقابل، انتقد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشه، "مساعي البعض" للتقليل من أهمية زيارة رئيس الوزراء الياباني، معتبراً أنها "مهمة للغاية" و"متعددة المهمات".

واستبق المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، زيارة آبي بأيام، ليضع شروطاً لوساطة اليابان بين بلاده وبين الولايات المتحدة، هي ذاتها تلك التي تطرحها طهران للتفاوض مع الإدارة الأميركية.

وقال المتحدث باسم المجلس، كيوان خسروي، السبت الماضي، لوكالة الأنباء الإيرانية "فارس"، إن "السعي لإعادة أميركا إلى الاتفاق النووي والتعويض عن الخسائر إثر انسحابها من الاتفاق ورفع العقوبات"، هي الضامنة لنجاح زيارة آبي لطهران.


روحاني: ضغط العقوبات بدأ ينتهي

فيما يترقب العالم زيارة رئيس الوزراء الياباني إلى إيران، استبقها روحاني، اليوم الأربعاء، بقوله خلال اجتماع للحكومة الإيرانية، إن "العقوبات والضغوط الأميركية بدأت تفقد تأثيراتها"، لكنه في الوقت نفسه، اعتبر أنها كانت "غير مسبوقة في التاريخ، حيث لا يقارن بالضغوط والعقوبات الأممية (قبل الاتفاق النووي) وإدراج إيران تحت الفصل السابع".

وقال روحاني إنّ بلاده اليوم "تتمتع بظروف جيدة جداً"، مضيفاً أن ذلك "لا يعني أنه لا توجد صعوبات وأن كافة المشكلات ارتفعت".

واعتبر الرئيس الإيراني، أن العقوبات الأميركية "إرهاب اقتصادي سيسجل في التاريخ"، مؤكداً أنّ إيران واجهت الضغوط الأميركية بـ"صبر وحكمة ومقاومة".

كما أكد أن مواقف جميع المسؤولين في إيران تجاه الولايات المتحدة الأميركية "موحدة ومنسجمة"، لافتاً إلى أن بلاده من خلال "الوحدة والتكاتف" ستجبر الولايات المتحدة "على قبول أخطائها والجلوس إلى طاولة المنطق والتفاوض".

​ترامب: إيران تغيرت كثيراً

من جهته، قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب أمس الثلاثاء للصحافيين، إنّ "العقوبات وأموراً أخرى جعلت إيران دولة مختلفة كثيراً"، منذ توليه الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية.

تأتي تصريحات ترامب في وقت، لا تزال تصر إيران على مواقفها وسياساتها، سواء في ما يتعلق بالاتفاق النووي، أو برنامجها الصاروخي أو دورها الإقليمي. وأضاف ترامب أنهم "يحترمون الولايات المتحدة اليوم أكثر من أي وقت"، قائلاً إن إيران "تواجه مشاكل كثيرة اليوم وأنا أريد مساعدتها لحل هذه المشكلات".